السلام عليكم .. مجرد رأي
يسعدني أن أقدم بين أيديكم الكلمات الآتية
أكيد الضمير مخنوق
.........
من سنين
وانا قلبي ساكِن
مِش حَنين
من حبي
لكن ...
نفسه يهرب م القُيود
ينده الفجر اللي طالع
تسمعه كل الخلايق
إلى هنا كان الوزن منضبطًا تمامًا
يكتب معاني وحقايق
من هنا بدأت سلسلة انكسارات الوزن ولكن صحبها تحسن واضح في الصور والتعبيرات
المجازية
داخت ونايمه ع الحدود
جميل للغاية تشبيه الحقائق بالناس المترنحة والنائمة على الحدود إن التعبير اكتسب جماله
في إظهار هذا الظلم الذي جعل الكلمات -وهي ليست بشرًا- تعاني من الإرهاق والتيه ،
وهذا اللفظ جعل للتعبير صورة جيدة تعبر عن الأسى الذي نعانيه في هذا الواقع المرير.
جوَّا بير ملهوش قرار
كان تعبيرًا جميلاً بشكل جزئي لكن في الشكل الكلي ربما يعتوره بعض الضعف لأن النائم على
الحدود لا يمكن أن يكون داخل بئر ، الصورة فيها تراتب كل شيء مرتبط بما بعده وهذا الترتيب
أفقده الصلة المنطقية . كيف يكون واحد على الحدود والحدود داخل البئر ؟
لو كنت تقصد بها التدليل على ضيق معنى الوطن وضيق الحياة فهذا المعنى ربما يحتاج إلى صياغة
أحسن من هذه لكن الفكرة فيها كانت ابتكارية جيدة .
يلملم حروفه اللي تاهت
في بحر وموجه كان غدار
عادية جدًا ومكررة
يفرد كلام صهد ناره
يحرق سفاين جوه البحار
خايف ينكوي بنار كلامه
ينسجن جواه النهار
جيد للغاية هذا التعبير ، أدى إلى إحالة النهار إلى شيء صغير لا يسكن داخل الفرد بل يسجن
تعبير سجن النهار كان فيه تميز لأنه يدل على حالة من اليأس المسترسل في جميع جوانب
الحياة وعمومًا من جماليات اللغة أن تكون الأشياء مستخدمًا لها دلالة عكسية للدلالة المنطقية
كظلام الشموع مثلاً ، عصائر الدماء ....إلخ .
يندفن جوه قبر الجنون
عايش وحكْماه الظنون
إحكي ياقلبي
وانا هاسمعك
و ان كدبت هاصدقك
لو شطحت بره الحدود
لو شطبت إسم الجدود
بس تحكي...
من غير دموع
الانتقال من المتلقي إلى النفس استغرق وقتًا طويلاً وعددًا من الأشطر كان ينبغي اختزالها
الموضوع..
هنا يأتي صوت الضمير الذي يحدث صاحبه وهذا يعني أن النص كان مغلقًا نوعًا ما ، أي أن مخاطبة المستمع لم تأت بشكل مباشر
إني شايف من الناس عجايب
رحاية دايره
من غير طحين
بس في البرواز حبايب
الصورتان جميلتان كل على حدة لكن إدخالهما مع بعض يجعل هنالك تنافرًا في بيئة التشبيه .فما علاقة الطحين والرحا بالبرواز ؟
وكل واحد له عجين
قادوس يدوس حتي البراءة
من غير فلوس
بس بحداقه
خمرْ واعجن
شمَّرْ وادفن
كله في الفرن عيش
يطلع بارد
يطلع ساخن
المهم الناس تعيش
كلها كانت صورًا جيدة فيها توازي بين الحالة النفسية وما يُفعل بالمواطن وبين العجين دلالة على أن الإنسان في وطننا يعجن ويطحن ويصير مادة (تأكلها الحيتان ).لكن اضطراب الوزن أفسد الكثير من الصور التي كانت جيدة ومميزة فعلاً .
إلعب بيش
هي الدومينو أليس كذلك ؟ لها دلالة على البشر الذين صاروا مجرد ثقوب في لعبة أوصار الإنسان
شيئًا يراهن عليه الطرفان ليظفر به من ينتصر وهنا للبيش والشيش إسقاط على الواقع .
من غير مناوله
إكسب شيش
إعمل أي محاوله
إهرب ماتجيش
الخسران يدفع بقشيش
والكسبان يطلع بما فيش
الغلبان يمسك جرنال
يقرا كلامه بالمقلوب
بين صفحاته
يشوف أهوال
الانتقال إلى حال المواطن كان مسترسلاً بشكل جيد فلم أشعر بفجوة بين الصور بل انسابت بشكل
هادئ كشف عن المضمون المراد وكان التسلل إليه خفية عنصرًا فاعلاً في نجاح القصيدة.(لولا اختلال الوزن)
جناين طارحة قوالب طوب
جميل للغاية هذا التعبير عن الدولة والتي لم تنبت إلا المصائب وكانت الإيماءة إلى الطوب والجناين أي الحدائق جيدة لأنها أعطت إحساسًا متعمدًا ببشاعة الصورة .
والحقايق تبان دقايق
وبقية الحياة موال
والخلايق أكيد بتدايق
من كلام كتير مكتوب
وفيه ناس تدقق
وليه ناس تحقق ؟
والحيرة ماليه قلوب
والشطارة جوه العبارة
البطل يبان مغلوب
وصوره عريانه
من غير أدب ولا ذوق
والتانيه مليانه
تبص ليه من فوق؟
إنسان وعايش منكسر
دايخ في جبانه
محتار وغيره مقتدر
والنِّفس نعسانه
ينده عليه القمر
يتوه جواه ويغيب
ينسي الإله ويخيب
وياريته مره يفوق
كلام , أنا قلته
ويمكن سهل نسيانه
وف قلبي شلته
وبين السطور تبيانه
المعني جوه الضمير
عايش أكيد مخنوق
كل هذه الصور كانت بحاجة إلى تركيز أكثر وسرد أبرع لأنها صور عادية ولم تضف شيئًا إلى
القصيدة بل كانت مشاهد متفرقة كأنها جاءت فقط لختام القصيدة .
أشكركم
وللجميع تحياتي
التوقيع
كلام من قلبي
........
كام حرف يبقوا كلمه
والكلمه تبني أو تهد
والوطن شمسه نعمه
فيه نهرب وجواه نمد
ضياء الدين البري
أرجو لك التوفيق أخي العزيز .