أذكى مما يجب
ربما تكونين اجمل من ان يحتفل بك قلب ادمن المآتم
ربما تكونين ارق مافي الحياه التي تجرعتها على قسوتها وعلاتها
ربما تكونين افضل الاحداث في رزنامتي البائسه
ربما...ربما...ربما...
كل ذلك معقول مادام في الحدود الذي استطيعها
حالة الشك كانت منبعثة من خلال اللفظ ربما أكسبت العمل نوعًا من التشويق وأعطت الحالة توترًا يقود المتلقي لمعرفة ما وراء الحروف من أحداث وهذا أمر يحسب لصاحب العمل .واللفظ ربما ارتبط بأدوات تفضيل مما يشي عن حالة من المثالية وبلوغ الكمال الافتراضي وهذا يجعل للطابع الرومانسي وهجه كما يجعل أحداثًا ما مرتبطة بالعمل مترتبة على هذه المثالية أي أن المثالية تكون مفتاح العمل والأساس الذي عليه يتم محاكمة المحبوبة عاطفيًا .ولكن ان تكونين امرأه اذكى مما يجب ان تكون عليه المراه التي تحب
كان الاستدارك بأداة لكن وبعده أداة التفضيل أذكى يطرح مفارقة واتساعًا دلاليًا إذ أن الذكاء أمر محمود ولا يوجد ما يجعل الفرد يكره مزيدًا منه . لقد بدأت تتضح بعض الجوانب الخاصة بالرؤية إذ أن اللفظة أذكى انقلبت إلى معنى آخر يتقارب من المكر والدهاء أو المكيدة وهذا ما يعد طابعًا مثيرًا لفكر المتلقي وجاعلاً خط البدء عنصرًا ملحَا لسبب هذا الاعتراض . وهذا اللفظ "أن تكون عليه المرأة" يعني أن من يتحدث الشاعر على لسانه يتخذ موقفًا مسبقًا بالرفض من الأنثى عمومًا وكون هذه المحبوبة تجاوزت هذا الخط الأحمر فإن هذا يجعل للعمل تشويقًا كثيرًا ويطرح كذلك العديد من الأفكار المتعلقة بكيفية التعبير عن "فلسفة المرأة" أو الجنس الآخر لدى كل طرف .
هذا ماعجز غبائي عن فهمه وعجز ذكاءها ان تتقبله
كان في هذا السطر مقابلة بين جملتين وطباقًا بين كلمتين مما يوحي بحالة من التناقض الجذري والغباء هنا يأتي بمعنى الشفقة أو طيبة القلب بينما الذكاء معبرًا عن الغدر ، كما أن العلاقة بين الفهم والتقبل هي علاقة تراتبية فالفهم يكون قبل التقبل .وكون المحبوبة لم تتقبل فإن ذلك يوحي باستعلائها على المحِب الذي لم يصل لمرحلة التقبل لأنه ما زال عاجرًا عن الوصول إلى مرحلة الفهم ، وهنا تتعمق العلاقات العكسية وتجعل للنص توهجه وسيره في اتجاه غير متوقع .كنت اعلم ان التشوهات تملئني من الداخل
وللاسف كنت مؤمنا انه لاتوجد جراحه مهما كانت, تستطيع علاج ذلك
هذا التعبير التشوهات من الداخل تفيد حالة من الانكسار النفسي وتصوير المشاعر بأوصاف حسية بحتة ربما ينم عن مدى اختفاء القيم الإنسانية حتى من معجم المخاطبة بين المحبين ليصبح نسيًا منسيًا في خضم مادية الحياة وزحمة أحداثها .
فجأه كان ظهورها.. وكانت الترميمات الي احدثتها بداخلي معجزه...
يوم شارفت على الانتهاء..استسلمت..
لم يكن ينقصها العقل
ولكن كان ينقصها الايمان..بأمكانية البعث بعد الموت
يحسب للنص بعد هذا السرد والذي كان كأنه حجة أو أرض يقف عليه المحب ليبرر ما به أنه اتجه إلى إيقاع أسرع ليظهر حالة التأفف والإفضاء كأنما لم يعد يطيق سرد المشاعر ليترك العنان للتبرير وهذا يوحي بحالة الاضطراب النفسي المسيطرة على مشاعره ، وكان الاتجاه نحو استخدام إيقاع أسرع من خلال النقاط وحجم السطر في مكانه الصحيح لأنه قطع السرد وجعل المتلقي في حالة من التنقل من العوالم النفسية المختلفة بحثًا عن سبب يجعله يتعاطف مع من يتحدث الكاتب على لسانه .
اقتحمت حياتي بسرعة الضوء وغادرتها بنفس السرعه...وضعت انا بين المجرات
كان لألفاظ الموت والإيمان والبعث وقع نفسي يوحي بسيطرة الجوانب الوجدانية بدلاً من المادية ولا أستطيع الحكم ما إذا كان في صالح النص أم لا. لكن تعبير ضعت أنا بين المجرات كان متقنًا في توظيف القاعدة العلمية القائلة بأن المجرات أجسام مظلمة -كما أحسب- للتشبيه عن حالة الوجود الشكلي ، فهو بين أجسام مظلمة وإن كانت مضيئة شكلاً مما يوحي بالأزمة المتولدة عن هذا الازدواج في نمط الحياة . لقد اتضح الحدث دخول فخروج بنفس السرعة . إنها المرأة ذلك الطفل العابث الذي لا يؤيه إلى فضاءات الرجال ربما لانتفاء (قوانين الجاذبية!)
لم احتمل امرأه لاتخدعها دموعي..لم احتمل امرأه لاتفقد تركيزها..وتوازنها مهما اهتز القلب
لم احتمل امرأه تشاهد نشرة الاحوال الجويه.. قبل ان تخرج لملاقاتي..على شاطئنا الكثير العواصف
وهي بالمقابل ..كانت اذكى من ان تحتمل حماقاتي
تكرار الأدوات الجازمة" لم " أحسب معه أنه كان متعمدًا في موازاة الاحتمال" ربما" وهذا وعي جيد بكيفية استحضار الماضي وإقرانه بالحاضر ووجود لا تخدعها الدموع ولا تفقد التركيز كان مفيدًا للغاية في تعميق صورة المرأة لدى الرجل وهي صورة مثالية تؤكد مرة أخرى الحفاظ على مفتاح العمل وعدم ضياعه بين أسطر الكتابة .إنه لم يقل مباشرة امرأة مثالية ولكن سمات الأنوثة سرعة التأثر والاندفاع والتي كثيرًا ماتستدرعطف الرجال ليست موجودة مما يجعل الصورة المؤسفة للرجل أمام ذاته حينما يقارنها بالمرأة فيشعر بالدونية وهذا ما برر استخدام أذكى ، وباقي أفعال (أفعل) التفضيل.
واذكى من ان تخبرني ان قرار الرحيل هو قرارها وليس قراري
لذلك كان انكساري حتميا...فقد كان كبريائي يحتاج الى عملية اعادة التاهيل
أرى أن كلمة انكساري مكشوفة أي مذكورة ضمنًا وكان ذكرها بشكل مباشر غير مبرر غير أن ثمة تأويلاً آخر مفاده أن ذكر كلمة انكساري جاء ليعبر عن نفي احتمالية وجود بقايا ثبات وليعمق المأساة بين امرأة ينعتها بالصلابة والاتزان بشكل غير مباشر (من شدة خوفه من ذكر سلبياتها علنًا بين نفسه) وبين رجل هانت عليه نفسه فصار ينعتها صراحة بالضعف .إن التأكيد على عنف هذا التناقض كان مثريًا للعمل وجاعلاً للحزن والافتراق عنها مبررهما الواضحين.
ولانني مغرور فقد وضعت خطة انكساري بيدي..تفاديا للعواقب التي قد لاتكون في الحسبان..
ولكن كانت النتيجه كارثه...فحين تتصدع الروح لن ترى غير الحطام
شعرت به سردًا زائدًا لم يضف كثيرًا إلى مشاعر المحِب شيئًا .كاذب نزار قباني....اقدم عواصم الحزن واكبرها....انا
جميل للغاية هذا التعبير إذ أن طابعه الفلسفي جعل الإثبات للحزن والضيق متنوع الطرق غير أنه يبدو أنه ومضة منعزلة عن النص أو سياق الحالة
كان حبها معصيه لميراثي الحزين..ولكن رحيلها كتب لهذا الميراث الخلود
هذه العبارة ذات طابع فلسفي مركب ، وكلمة معصية لميراثي أكدت طبيعة العلاقة المطردة بين الحزن والحب وكأن هذه المحبوبة بلحظات الانتشاء التي عاشها معها قليلا خالف هذا العهد الموثّق وفي هذا التعبير روعة غير عادية في التعبير عن مدى توغل الحزن داخل القلب وعن الشخصية ذات الطابع الصوفي والذي يتطهر بالحزن من تجاوزات الحب وهذا يتضح في الشطرة "رحيلها .....الخلود"يارب ...ما احلى الرجوع اليك...كل من اعتقد ان الحياه نعمه من الظلم اهدارها في عبادتك...
ستكون حياته سلسله من الكوارث..يبدو الموت فيها اقل الاضرار الممكنهرغم التقريرية والمباشرة في هذين السطرين الأخيرين إلا أن النص اكتسب عنصر المفاجأة بدخول حالة التوبة والروحانية والإنابة وجميل أنْ تأخر ذلك حتى لا يتخذ النص من البدء طابعًا وعظيًا تقريريًا يخرج العمل عن سياق الخاطرة . للتقريرية ما يبررها إذ أن السياق الموقفي وهو مخاطبة الله تعالى لا تقتضي -مطلقًا- فلسفة فكرية أومغامرة لغوية أو استعراضًا أسلوبيًا لأن من مقتضيات البلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال.لكن سلسلة من الكوارث بحاجة إلى بعض التعديل لأنها تقريرية بشكل زائد لكن جملة الموت فيها أقل الأضرار الممكنة رغم صحتها الحقيقية إلا أنها تماشت بشكل كبير مع الطبيعة الوجدانية والتخيلية للحالة.
وكانت النهاية قوية ومؤثرة للغاية وعبرت بشكل كبير عن إحساس الكاتب بالوقت والموقف الذي فيه يينهي العمل الأدبي
لك مني خالص الود والتحية دمت مبدعًا وفقك وباركك الله.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال
*** تهانينا للأحرار أحفاد المختار
|