السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل مسلم فاهم
مرحباً بعودتكم أولاً،،
جميلٌ جدا، أن تتم معاينة المكان من خلال أعين الآخرين، ففي بعض البيوت تجد امرأة قد جددت أثاث بيتها، من أجل الاستعداد لمناسبة ما، كالاحتفال بزواج أحد أبنائها مثلاً، وتكون عيناها وأذناها كالرادار تعمل بحيوية فائقة، لتستمع الى ما ستقوله النسوة حول ذوقها في اختيار الأثاث المجدد، أو لتتفحص عيون النسوة وتحليل (شيفرة) الإعجاب أو الإنكار. هذا التفحص يحدث عندما تكون الزائرات قد دخلن البيت لأول مرة.
في حالة الاعتزال (بسبب سفر أو غيره) ومن ثم العودة الى مسرح المكان، فإن شواهد الذاكرة، هي التي ستساعد في تطابق الصورة القديمة قبل الاعتزال مع معالم الصورة بعد العودة. فغياب جسر أو مئذنة أو إنشاء عمارة عالية، وافتتاح سوق بالمكان، سيجعل العائد يحس بحاجة الى تكييف (اكتناه) الصورة ومطابقتها مع ما كان قد احتفظ به في (مخياله).
قد يكون المسرح أحياناً، ليس مدعوما بشواهدٍ مادية (معمارية) أو جغرافية، بل يكون مجرد فضاء ذهني، يستطيع المرء تحويله لشواهد جغرافية، كما هي الحال في بعض المنتديات، والتي يكون الأعضاء أو بعضهم يشكلون تلك الشواهد البديلة.
أتفق مع حضرتكم، بأن هناك تغيير في مستوى تراكم الأنماط في التعاطي الثقافي أو (التثاقفي)، لقد غاب البعض المهم من الأعضاء الذين كانوا يشكلون (محراكا) لتحديد شكل التعامل (التثاقفي). وهي مسألة يؤسف لها.
وبنفس الوقت، تم رفد الخيام بقادمين جدد، بذلوا أو حاولوا بذل ما باستطاعتهم لزيادة وتيرة التثاقف، وإن كان هناك ما يحبط من هممهم فهو الشكل الذي يتم تناول موضوعاتهم فيه، وهذا سيؤثر حتما على إثارة الهمم لديهم في زيادة (استثمارهم) في تحقيق حالات الإشباع الذاتي في تكوينهم الثقافي.
نأتي على من وسمتهم ب (المراوحة في مكانهم)، هؤلاء لا يشكلون استثناءا في قراءة من يريد القراءة لحالات المنتديات، فهم كأبناء الريف الذين تعودوا على نمط اقتصادي كان في الماضي يمتد عدة قرون دون تغيير، فلن يكون بإمكان أحد أبناء الريف وهو يعلم القدرة الشرائية لمن يحيطون به من أن يفكر في إنشاء قاعدة اقتصادية كصناعة السيارات في قرية، هذا على فرض أنه يملك الإمكانات اللازمة لتلك الصناعة!
أشكركم على استفزازكم لاستثارة مثل هذا الموضوع
وتقبل احترامي و تقديري
__________________
ابن حوران
|