أخي محيي الدين:
يتناول المقال موضوعا في منتهى الأهمية هو العمل الصهيوني الصحفي أي كيف يعمل الصهاينة على بث الأفكار التي تلائم أهدافهم في الصحف العربية قديما والآن في وسائل الإعلام الحديثة أيضا كالإنترنيت والتلفاز.
وهم طبعا لا يقدمون أفكارهم بصيغتها الصريحة بل بصيغ تتخفى بأثواب قطرية وإقليمية.
خذ مثلا الشعارات السائدة الآن "لبنان أولاً" "الأردن أولاً" وسترى قريبا "سوريا أولاً" ومنذ أيام السادات كان هناك شعار "مصر أولاً".
كل هذه الشعارات تهدف لفك التلاحم العربي وتفكيك العرب.
ومن المواد التي تكثر الصهيونية ترويجها المواد التي تتهجم على الفلسطينيين وتحاول ثني العرب عن التضامن معهم بحجج مختلفة من بينها أنهم فاسدون وأنهم منقسمون إلى آخره ويذكرون في هذا السبيل أنصاف حقائق فهم مثلا يتجاهلون حين يذكرون الانقسام الفلسطيني أن أمريكا والصهيونية وعملاءهما من العرب هم من عمل على هذا الانقسام وأيد المنشقين على الإجماع الوطني الفاسدين بالمال والسلاح وهم الموجودون حاليا في رام الله بقيادتهم المتنفذة طبعا.
وفي فلسطين تم القبض على عملاء للاستخبارات الصهيونية اعترفوا بتلقيهم أموالا منها وكانوا يوزعون كتيبات من إعداد هذه الأجهزة باسم حركات إسلامية بعضها يهاجم الشيعة باسم السنة وبعضها يهاجم السنة باسم الشيعة والهدف طبعا إثارة نار الفتنة في الأقطار المجاورة لتقسيمها وجعلها كانتونات طائفية تشكل ما يسمى "إسرائيل" القوة الأعظم والمتحكمة فيها.
والأفكار التي تخدم الصهيونية كثيرة وبعضها براق ومغر لتبنيه ولا سيما أفكار التعصب للإقليم والعشيرة إلى آخره.
والواعي هو الذي يسأل نفسه: هل تخدم هذه الفكرة معركة الأمة التي تريد أن تأخذ مكانها تحت الشمس وتقدمها إلى الأمام أم هي على العكس تسير ضد مصالحها وتعمل على تأبيد حالتها المنهارة؟
وعلى هذا الأساس يمكن لنا أن نكتشف اليد الصهيونية الخفية في كتابات وبرامج إعلامية تنطق بالعربية وينتحل المشرفون عليها أسماء عربية.
آخر تعديل بواسطة البدوي الشارد ، 09-08-2009 الساعة 08:37 PM.
|