الموضوع: تقاليد كوردية
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-08-2009, 02:06 PM   #7
ماهر الكردي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية لـ ماهر الكردي
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2009
الإقامة: iRAQ
المشاركات: 1,456
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران مشاهدة مشاركة
لا زلت أذكر قصة طريفة رواها لي جارنا العزيز (كاكا صالح) وهو من أهالي العمادية، وكان يعمل في دائرة الأبحاث في الموصل، التي كنت أعمل بها في أواسط السبعينات من القرن الماضي.

يقول كان لأحد أقاربه الظرفاء قطعة أرض في سفح جبل في منطقة العمادية، يصعب حرثها حتى بواسطة الحيوانات لشدة انحدارها، فكان يحرثها بيديه بواسطة (المَرْ: وهو أداة تشبه المسحاة رأسها مدبب ولها قطعة خشب مثبتة بأسفل الذراع الطويل، يثبتها في الأرض ويدوس عليها بقدمه فتحفر الأرض).

كانت زوجته تعد له (زوادة: طعام السفر) مكون من كرة من (جبن البيزا المثوم) و10ـ 15 رغيف من الخبز الرقيق. وعند عودته تكون قد جهزت له طعام الغداء المكون غالبا من (الدولما الكردية الدهينة، حيث تضع في أسفل الدست قطعا من البومبارات الدهينة). وكون عمله شاق فكان يأتي على كل ما تزوده به زوجته أو تطبخه له في الغداء.

ذات يوم وهو عائد الى بيته، لمح عن بعد أن أحد الضيوف متجه الى بيته من طريق فرعي آخر، فتحسب قائلاً: إن هذا الضيف سيشاركني غدائي (الدولمه) وسأبقى جائعاً، فأخذ يضع الخطط لتجنب جوعه الشديد.

وكون الأكراد من أكرم الشعوب الشرقية، فكانت خطته أن يأكل بسرعة ويقوم قبل ضيفه، وهي عادة مستهجنة، إذ يجب على المضيف أن يبقى يجالس ضيفه حتى يشبع الضيف، فإن فعل ذلك فإن الضيف سينهي تناوله الطعام وعندها يبقى له الحصة الوفيرة من الطعام الذي سينفرد به.

رحب صاحبنا بالضيف: يا أهلاً بضيف الرحمن، وأمر زوجته بإحضار الطعام، فأراد أن ينفذ خطته، وبعد تناوله عدة قطع من (الدولمه) وضع يده على بطنه متظاهرا بالشبع الشديد..
قال له الضيف: لماذا لا تأكل؟
فأجاب: صرت (ثور) ونهض ليغسل يديه.
فقال الضيف: أنا لا زلت (حولي: أي عجل صغير) واستمر بالأكل.

غسل صاحبنا يديه وعينه على ضيفه، فرمقه الضيف بعين مبتسمة.
عاد صاحبنا الى المائدة: وقال: الفرق بين أكل المطاعم وأكل البيت، أنك في البيت تستطيع العودة الى تناول الطعام متى شئت!

قهقه الضيف وقال لصاحبنا: ارجع وكل كما شئت قبل أن أأتي على كل ما في المائدة وتبقى بجوعك..

فعاد صاحبنا الى الطعام وأكل وأصبح الاثنان صديقان.

سمعتها من (كاكا صالح) أطال الله بعمره إن كان حيا ورحمه الله إن كان ميتا، عدة مرات كان يرويها من باب الطرافة ..

تحية لك أخي ماهر وتحية للشعب الكردي الشقيق
سائلا الله أن يحفظ الشعب الكردي و يبعد عنهم كل الشرور
لا أعرف كيف أعبر عن شكري و تقديري لك يا أخي العزيز.‏
وأشكرك على القصة اللطيفة..

مدينة العمادية تقع في أقصى شمال العراق و هي إلى شمال الشرقي من محافظة دهوك حيث أعيش..
وهي معروفة ببرود جوها حتى في الصيف


ماهر الكردي غير متصل   الرد مع إقتباس