عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-09-2009, 01:30 AM   #56
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

نص بيان الملا محمد عمر حفظه الله

الحمد الله أعز الإسلام و المسلمین و أذل الشرك و المشركین، والصلاة والسلام علی قائد المجاهدین، أشرف الأنبیاء والمرسلین، وعلی آله وأصحابه و من اهتدی بهدیه أجمعین أما بعد!

یقول الله عز وجل { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (الأنعام/162 )

نقدم تهنیاتنا من صمیم الفؤاد بمناسبة أداء فریضة الصوم في شهر رمضان المبارك ، وحلول عید الفطر السعید لإخواننا المجاهدین الأبطال ، و أسر الشهداء في سبیل الله و شعبنا المؤمن و الأمة الإسلامیة جمعاء ، نسأل الله أن یتقبل منكم جمیعا عباداتكم و تضحیاتكم، وأن یعید علینا هذه المناسبات الطیبة ، مناسبات التفاني والأخوة والسعادة في جو من الفرح و الهناء و الانتصار علی الأعداء المحتلین. آمین.

ونهنئكم بالفتوحات التاریخیة للمجاهدین في خنادق القتال ونرجو الله تعالی أن یتقبل من المجاهدین جهاد هم ، و من الشهداء تضحیاتهم في سبیل الله تعالی.

استغلالاً لهذه الفرصة الكریمة و إحساساً منا بضرورة هذا الوقت والزمن نری الكلمات التالیة جدیرة بالذكر وهي :

( ا ) نطمئن شعبنا الأبي ومجاهدینا الأبطال بأن المخططات الاستعماریة لاحتلال أفغانستان قد واجهت بفضل الله تعالی ثم ببركة تضحیاتكم الفشل الذر يع.

إن حلف الناتو قد نفذ بقیادة العسكریین من وزارة الدفاع الأمريكية خلال السنوات الثمانیة الماضیة السیاسات العدوانیة البشعة التي كان یقصد و من ورائها تسخیر الشعب الأفغاني عن طریق استعمال القوة العسكریة ، و قد جربت أحدث ما و صلت إلیها من تقنیتها الحربیة و جمیع أنواع الأسلحة حتی الكیماویة منها و أنشأت مئات مراكز الإشاعة الحربیة ، و أنفقت مليارات الدولارات علی الإعلام للنفخ في قوة أمریكا الحربیة و إرعاب الجهة المقابلة ، و لكن جمیع هذه الجهود باءت بالفشل و عجزت من أن تكسبهم النصر في میدان القتال،بل وتحولت المقاومة الجهادیة ضد الاحتلال إلی انتفاضة شعبیة وطنیة عمت البلد كله ، والتي أصبحت علی مشارف الفتح بإذن الله تعالی.

إن المحتلین یجب علیهم أن یطالعوا تاریخ أفغانستان بدءاً من غزو الإسكندر و جنگیزخان إلی یومنا هذا ، ولیعتبروا من مصائر المحتلین فيه، و إذا كانوا لا یرغبون في مطالعه التاریخ الغابر فلینظروا إلی ما شاهدوه في السنوات الثمانیة الماضیة ، وما كسبوه فيها!

و إن كانوا یعجزون عن تقدیر خسائر هم في هذه السنوات فلینظروا إلی نتیجة العملیات القویة التي أجروها منذ ثلاثة أشهر في ولأية هلمند و التي كانوا یسمونها بعملیات ( الخنجر) و ( قبضة النمر). ماذا جنوا منها ؟ ألا تكفيهم هذه الهزیمة التاریخیة عاراً وخزیا ؟!

إن كان الغرب قد أخفي خسائر هذه العملیة عن الإعلام فإنها لا تخفي علی الحكومات الغربیة ، وهي تعي حقیقة إلی أي مدی و صلت خسائرها ؟ و إلی أي درك سقطت معنویات جنودها؟.

إن الغرب مهما زاد من حجم قواته الحربیة في أفغانستان فإن النتیجة لن تكون سوی الهزیمة المطلقة.

إن المنابع الحربیة في الناتو و الجیش الأمریكی و خاصة جنودها الأسری یعترفون أن خسائر القوات المحتلة في الأموال و الأرواح أكبر بكثیر مما تعترف بها تلك الجهات رسمیاً.

علی أية حال فإن السیاسات التي یتخذها الاحتلال تجاه القضیة فهي یمكنها أن تكون سبباً في استمرار الحرب ، و لكنها لیست حلاً للقضیة أبداً ، لأن تواجد القوات الغازیة علی أرض أفغانستان لیس حلا للمشكلة ، بل هو بنفسه أصل المشكلة.

إن الفساد في الحكومة العمیلة ، و اختلاس الأموال ، و تجارة المخدرات ، ووجود جماعات ( المافيا) و تمتع تجار الحرب بالقوة و المكانة، و تقویة مراكز الفحشاء من خلال برامج مدروسة هي كلها نتائج طبيعية للمعاهدات الاستعماریة التي تتمم بین العناصر النفعیة العمیلة و بین المحتلین ، و قد أدت هذه المعاهدات بالناس لیواجهو الفقر والمجاعة و البطالة التي اضطرت الناس لبیع فلذات أكبادهم من البنین و البنات.

والغریب في الأمر أن المحتلین یسعون لتسلیط هذا النظام الفاسد مرة أخری علی شعبنا المضطهد من خلال إجراء الانتخابات الأخیرة ، و التي قاطعها الأغلبیة في هذا البلد.

و من الطبیعی أن یرفض الناس نتيجة هذه الانتخابات التي لايكون أثرها إلا ازدیاد المشاكل و استعار الحرب.

ولذلك یجب أن تحل مشكلة تواجد القوات المحتلة علی أرض أفغانستان أولاً و أن تظهر أفغانستان كدولة حرة مستقلة علی خریطة العالم ، و من ثم یمكن التفكیر في حل المشكلات الداخلیة بین الأفغان أنفسهم ، أما أن یكون هنالك احتلال قائم في البلد فإن مصالحنا الدینیة والوطنیة سوف تقع تحت ظل المصالح الأجنبیة ، و تصبح ضحیة للمخططات الاستعماریة.

إن هدفنا من الكفاح هو تحرير البلد من السیطرة الأجنبیة ، و إقامة حكم إسلامي عادل فيه ، یرضاه شعبنا المسلم ، وكل طریق یؤدی بنا إلی هذا الهدف مفتوحة إلا أن التفكیر في السبل المؤدیة إلی هذا الهدف یكون مجدیا حین یكتسب البلد حریته الكاملة ، و أن لا تكون هناك جیوش محتلة تمسك بزمام الأمور.

( ب ) إن إمارة أفغانستان الإ سلامیة ترید من جمیع الأبناء الأوفياء للبلد – بعد خروج القوات المحتلة – أن تكون لهم المشاركة في الحكومة و إقامة النظام لأن الأمور العمرانیة ،و الاقتصادیة ، و السیاسیة ، و التعلیمیة ، و الثقافية، للبلد لا یمكنها أن تتجه نحو الرقی إلا بمشاركة المخلصین و أصحاب التجربة من العلماء و المتخصصین من أبناء هذا البلد.

إنه من حسن الحظ أن عدداً كبیراً من أبناء هذا البلد في الداخل والخارج من ذوی التجارب و الاختصاصات من أصحاب الكفاءات العالیة لا يعترفون بالاحتلال ولا الإدارة العمیلة التي أقامها المحتلون،بل یسعون لإقامة نظام إسلامی حر في هذا البلد.

إن إمارة أفغانستان الإسلامیة تخطط لما بعد الاحتلال في ظل نظام العدل الاجتماعی للإسلام برامج للتنمیة الاقتصادیة والاجتماعية لمستقبل هذا البلد.

فهي تسعی لتقویة البنیة التحتیة للاجتماع ، والاقتصاد، و تطویر التعلیم ، والصناعة والتنمیة والزراعیة في البلد.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس