عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-10-2009, 07:46 PM   #2
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

ختمت حديثي معك الأسبوع الماضي يا طويل العمر بالقول إن "علتكم باطنية"، واسمح لي قبل أن أكمل حديثي معك اليوم أن أشكرك على "طولة البال" وعلى تقبل ما أقول رغم صراحته..

طويل العمر.. القضية، وأقصد وضعكم الحالي ومستقبل حكمكم على المدى القريب والمتوسط ووضع الدولة عموما، ليست قضية ترف فكري أبدا والحديث فيها لا يأتي من فراغ، بل على العكس تماما فحديثي عن وضعكم ومستقبلكم يأتي لأننا بتنا نقلق على مستقبلكم، وقلقنا هذا ينطلق من واقع بدأت تطفو على سطحه مؤشرات سلبية ذات دلالة خطيرة، وواضح أنكم يا طويل العمر غير مهتمين بها ربما لأنكم تظنون أن استمرار حكمكم مسألة مفروغ منها.. لا لا يا طويل العمر الحكم في أي دولة لا يستمر هكذا "بروحه" أو كما نقول باللهجة "من الله".. لا يا طويل العمر الحكم يحتاج إلى عقول تحافظ عليه وتحميه ونظام يصونه، يحتاج إلى كفاءات وخطط وبرامج مدروسة. وللعلم يا طويل العمر كل حاكم يؤسس لمن يأتي بعده وليس لعهده فقط، لذلك لابد من الانتباه إلى أن الضعف تراكمي ينتقل من عهد إلى العهد الذي يليه مالم تتخذ الخطوات اللازمة لوقف الضعف وإعادة تأسيس الحكم. ويا طويل العمر إعادة تأسيس الحكم هي بالضبط ما تحتاجونه اليوم من أجل ضمان استمرار حكمكم لعقود قادمة، أو على الأقل ودعني أقولها بوضوح، من أجل منع انكشاف الحكم تماما في العهد القادم على الأقل.

طويل العمر.. لا ينفعكم ما تتداولونه في مجالسكم الخاصة في شأن كيفية استرجاع هيبتكم، و"خلني" أوضح قصدي: ما تبقى لكم اليوم من "إحساس" بالقوة، بالمفهوم التقليدي، هو من بقايا "تراث" فترة حكم مبارك الصباح.. فلا جابر بن مبارك ولا سالم بن مبارك ولا أحمد الجابر ولا عبدالله السالم ولا صباح السالم ولا جابر الأحمد ولا صاحب السمو الأمير الحالي الشيخ صباح الأحمد أطال الله في عمره استخدموا العنف والبطش، صحيح أنه في عهد أحمد الجابر حدثت مواجهة مسلحة وتم سجن بعض الشخصيات العامة، إلا أن تلك الوقائع لم تمنحكم قوة بل على العكس أضعفتكم.. ألا تذكر كيف تعاملتم بارتباك شديد مع اجتماعات "دواوين الاثنين" وكل "اللي الله قدركم عليه تناكر ماي وكلاب تنابح"! بقايا القوة التي لديكم يا طويل العمر لن تسعفكم للإستمرار لأنها مجرد "تراث" أو أرشيف، لكن ما منحكم أياه عبدالله السالم من شرعية أبدية وما ورد في الدستور من شراكة في السلطة هو عنصر الأمان الذي يكفل استمرار حكمكم ما دمتم تلتزمون به. لقد تغير الوقت يا شيخ، و"روح" مبارك الصباح لن تحمي حكمكم، وليس أمامكم سوى التصالح مع الحكم الدستوري والإذعان له مثلنا تماما، وبالتالي تشييد ما يعرف بالحكم الصالح.

"وبس علشان ما يروح بالك هني ولا هناك" أقول أن ضعف الحكم لا يعني عدم قدرته على البطش والتنكيل بالناس، لا أبدا ضعف الحكم اليوم يعني الإخفاق في إدارة شؤون الدولة وفق أدبيات ومعايير الحكم الصالح، فهل لديك شك في ضعف حكمكم بهذا المعنى؟!

"شوف" طويل العمر الأسرة اليوم مفككة وخلافات أفرادها منعكسة بوضوح على العمل السياسي في الدولة.. هذا "واحد". "أثنين"، رئيس مجلس الوزراء "مو عارف شلون" يدير الدولة ولا أظن أنني بحاجة إلى تقديم إثبات هنا (ست حكومات في ثلاث سنوات) ومع ذلك يكفي أن أقول أن رئيس مجلس الوزراء ( المثقف خريج سويسرا) وقف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا وهو لا يعرف الفرق بين تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة وبين تقرير التنمية الإنسانية العربية، بل أنه، وكما أوضح الأخ أحمد الديين في أحد مقالاته، أخذ يتباهى بما اعتبره إنجازات لحكومته والحقيقة أنها تمت في عهد حكومة صاحب السمو! "ثلاثة"، واسمح لي أقولها بصراحة، الكفاءة عند "عيالكم" "لك عليها" لذلك هم لا يستعينون إلا بالأقل كفاءة منهم، أو بمعنى آخر هم يستعينون فقط بمن "يحسسهم" دائما "بشيختهم" التي يراد لها، أي الشيخة، وحدها أن تتفوق على الكفاءة والقدرة وأن تستر على نقص الذكاء أو غياب المهارات. إن "البشت" يا طويل العمر يمنح لابسه نوع من "الرزة" و"يجدمه" في المجالس ويمنحه قدرا لا بأس به من المجاملات، لكنه أبدا لا يستر العيوب. "ما عليه" يا طويل العمر "كثرت عليك"، لكن بعض "عيال عمك" يظن أن لقب "شيخ" مع بشت و"زري" يلمع و"غترة منشية" ومرافق يمشي "وراه" يكفي للتأهل السياسي! مع الأسف يا طويل العمر بعضكم وصل مراحل متقدمة من "الفضاوة" حتى أصبح يجالس النطيحة والمتردية، وأنت تعرف من أقصد طبعا! و"تبي" أزيدك من الشعر بيت، أطلب من قناة (العدالة)، وأنت تعلم من يملك هذه القناة، مقابلة أجرتها مع عضو مجلس الأمة حسين القلاف، فقد كشف النقاب في تلك المقابلة عن واقعة خطيرة هي أن محمود حيدر كان يقترح على رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد أسماء وزراء! "تبي" أكثر؟ أظن هذه "بروحها" تكفي. على فكرة المقابلة ورد فيها كلام خطير استغربت عدم وجود رد فعل عليها من الديوان الأميري!

في النهاية يا طويل العمر ليس أمامكم سوى محاولة تجديد حكمكم أو إعادة تأسيسه، فعوضا عن التفكير في حل مجلس الأمة وتقييد الصحافة ورفع االقضايا أتمنى أن تكون لديكم القدرة على الاعتراف بأخطاءكم.. أتمنى التوقف عن استخدام المال "لتسليك" الأمور.. أتمنى الاعتراف بحاجتكم للمساعدة فلا داعي للمكابرة.. أوضاع الكويت ما تسر يا طويل العمر، رئيس الوزراء "إللي ما عندكم غيره" يفشل في خمس حكومات والفشل السادس قادم، فتعالوا يا طويل العمر إلى مؤتمر وطني نتفق فيه على خارطة طريق كويتية.. تعالوا إلى مؤتمر وطني نعلن فيه انطلاق عهد جديد.. تعالوا إلى مؤتمر وطني يضع حدا للانحدار والتردي.. تعالوا إلى مؤتمر وطني نجدد لكم فيه الولاء وتعلنون فيه نهاية خصومتكم مع الحكم الدستوري.. تعالوا إلى مؤتمر وطني نعيد من خلاله الكويت إلى أهلها بعد أن اختطفتها حفنة من المرتزقة الذين يحومون حولكم.. تعالوا إلى مؤتمر وطني يجمع أهل الكويت على الحق حولكم ويخلصكم من حاجتكم "لخدمات" جاسم الخرافي و"تكتيكات" أحمد الفهد.. تعالوا إلى مؤتمر وطني نتفق فيه على حد أدنى من مصلحة الكويت..

أما إذا "كنتوا تشوفون" يا طويل العمر أن الشيخ ناصر المحمد هو "رجل المرحلة"، وإذا كان الشيخ ناصر يظن أن حكم آل صباح سوف يقوي ويستمر، وأن التنمية سوف تتحقق عن طريق "حيدر وجويهل" فكان الله في عونكم!

طويل العمر.. بعد "ما أظن بقى عندي شي أقوله".

ملاحظة: قام كل من محمود حيدر وعبدالحسين سلطان رئيس تحرير جريدة "الدار" برفع قضايا ضدي تضامنا مع رئيس مجلس الوزراء عن مقال "ممول الفتنة وتاجرها"، وبدوري، أقوم حاليا بصياغة بلاغ إلى النيابة العامة ضد رئيس مجلس الوزراء استنادا على المادة (14) من قانون حماية الأموال العامة فيما يتصل بمصروفات الرئيس، كما أنني أدرس تقديم بلاغ آخر حول موضوع التجنيس والعبث الذي تم به وموضوعات أخرى. والأهم من ذلك كله أبحث أيضا مدى إمكانية رفع دعوى عزل رئيس مجلس الوزراء من منصبه لعدم كفاءته لشغل المنصب استنادا على تقارير محلية ودولية تؤكد ذلك.. وبالطبع سوف أرفع "قضايا" وليس قضية واحدة ضد محمود حيدر وصحيفته وتلفزيونه!


9/10/2009
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس