عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 31-10-2009, 12:07 AM   #3
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

قال (الشيخ ) أحمد الباقوري ( احد وعاض السلاطين ) في مؤتمر لتأييد الهالك السادات بعدما رجع من الكيان الصهيوني بعد خيبة ( كامب ديفيد ) : ( إنّ السلطان هو ظلّ الله في الأرض ، له حرمة ومهابـة ، فلايجوز المساس بالسلطان ، أو الإساءة إليه ، حتى إنّ بعض الفقهاء قالوا إذا كان السلطان يركب بغلة وذيل البغلة مقطوع ـ قطع الله لسانه ـ فلا يجوز التهكـُّم على ذيل بغلة السلطان ، فكيف بالتهكّم بالسلطان ) !
ليس والله العجب من بلاء الأمة الإسلامية بهذه الأنظمة الطاغية المفسدة ، فهذا من أشراط الساعة التي أنبأها بها نبيُّنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وإنما العجب من طائفة (الوعاض ) .
عندما قسَّم العلامة الشيخ محمد رشيد رضا في كتابه الخلافة أو الإمامة العظمى ، الطوائف المثقفة في زمنه ، إزاء ما يجري على الأمة الإسلامية من هجمة إستعمارية ،
قسمها إلى ثلاثة أقسام : المتفرنجة ( هم العلمانيون اليوم ) ، حشوية الفقهاء الجامدين ، ووصفهم بأنهم جميع علماء الدين وأكثر المقلدين لهم في ذلك الوقت ، وأنهم يتمنون أن تكون حكوماتهم إسلامية ، ولكنهم يعجزون عن ذلك بسبب الجمود على التقليد ، والثالث حزب الإصلاح الإسلامي ، ووصفهم بأنهم الذين يجمعون بين الفقه في الدين ، والقدرة على النهوض بالحضارة الإسلامية .
لم يخطر على بال الشيخ رشيد رضا ( الوعاض ) ! ولاريب أن هذه الأقسـام التي ذكرها هـي موجودة اليوم ، وإن كنـَّا نختلف مع الشيخ رضا في توصيف الثالث منها ، كمـا نزيد قسما رابعا ، وهو قسم (الوعاض) !
وهذه الطائفة لم تتبلور بهذا الزخم ، والكثرة ، إلاّ في زمننا هذا ، زمن إنحطاط الفتوى ، وهي من أشدّ المعاول هدما في الإسلام ، وحربا على عقيدته ، وتخريبا لحضارته ، ولاتعجب ، فقد ورد ( إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان ) رواه مسلم ، وعن عمر رضي الله عنه ( كنا نتحدث إنما يهلك هذه الأمة كل منافق عليم اللسان ) .
وقد تحوّلوا إلى مطيّة لكل مشروع يستهدف الإسلام ، وأهله ، ونحن نحذر منهم من باب التحذير من أهل البدع ، ( ولتستبين سبيل المجرمين ) ، ولبيان الشر لتوقيه
وأشنع ما استلـُّوه من الفتاوى الإبليسية لإضلال الأمّة المحمدية ، على دركات:
الذين ألبسوا الطواغيت لباس (ولاة الأمر) ،وخلعوا عليهم خلعة ( من عصا أميري فقد عصاني ، ومن عصاني فقد عصى الله ) ! ، وجعلوهم كمنزلة ( أمير المؤمنين ) في أمة المسلمين ، إذ كان (ولي الأمر ) اسم شرعي قرآني يوازي ( أمير المؤمنين ) ، فاستعبدوا العباد ، لأئمة الفساد ، فتحولت الأمة إلى قطعان من الرقيق ، موثوقـة بفتاوى (السلق) و(السليق ) .
ثم انحطـُّوا إلى درك أسفل فأفتى بعضهـم بإباحة الحكم بغير الشريعة ، ومن تشدّد منهم أفتى بأنَّ ذلك من الصغائر التي تكفـّرها الصلوات المكتوبات ! ـ مع أنَّ (أمير المؤمنين) أصلا لايصلي إلاّ في المناسبات وبغير وضوء بشرط وجود الكاميرات ! ـ ولهذا تجدهم إذا هلك أحد الطواغيت الحاكمة بغير الشريعة ، و إرتاحت منه حتى دواب الأرض ، يخطبون في مناقبه ، الخطب العصمـاء ، حتى يخيـَّل إليك أنه لم يعص الله طرفة عين ، وأنه فوق منزلة الصحابة .
ثم إنحطـُّوا إلى درك أسفل فأفتوا بأنَّ الحاكم مهما كفر ، وأتى من النواقض للإسلام وفجـر ، وحارب الدين ، وأعان أعداء الأمة على المسلمين ، فهـو لايكفر مادام لايصرح بالجحـد ، والتكذيـب ، وأنه يحب هدم الدين لمجرد التخريب ،
وقال بعضهم : إن كان الحامل له على موالاة الكافرين على المسلمين ، وتمكين الصليبين في بلاد المسلمين ، وتعطيل الشرع المبين ، هـو حبُّ الدنيا ، فهو من الموحـِّدين ! وتبقى له حقوق أمير المؤمنين ! قاتلك الله ، وقطع لسانـك ، وهل كفر من كفـر إلاّ بسبب حبّ الدنيا ، وإيثارها على الآخرة !!

ثم أنحطـُّوا إلى درك أسفل فألبسوا تفرُّق الأمـة المحمدية إلى ممالك خاضعة للأجنبي ، وتمـزّقهـا إلى حدود مستعبدة للمستعمر الجديـد ، لباس الشريعة الإسلامية ، الداعية إلى توحيد الأمة المحمدية ، المحاربة لكلّ ما يفرقها ، المسمية كلِّ شعار يمزقها : الجاهلية ،
وخرج واحد من هؤلاء ( الوعاض ) في إحدى الفضائيات ، ينظـّر للـ(الوطنية العلمانية ) بحديث الرقية : ( تربة أرضنا بريقة بعضنا يُشفى سقيمنا بإذن ربنا ) !! ، ولم يدر أنه هو السقيم الذي علاجه الدرّة العمرية ، فلو كان معنى ( تربة أرضنا ) الحدود السياسيـة ، لأقتصرت دلالة الحديـث على ( المواطنين ) ولخرج ( المقيمون ) بـ ( فيزا ) من دلالة الحديث ، أما الذين انتهت (فيزتهم ) فإقامتهم غير قانونية ؟!!

والعجب المثير للسخرية أنّ هذه الحدود التي مزّقت وحدة الأمّـة ، إنما وضعها الكافر المعتدي ، ورسمها المستعمـر الردي ، ثم غدت الأمّة تتعصّب عليها ، وهـي لم يكن لها دخل في صنعـها !
ثـم صدرت الفتاوى بإعتبارها شرعية ، على أنّ ( حبّ هذا التفـرُّق من الإيمان ) ، والموت من أجل هذه الحدود شهادة ، وأما الذين يموتون في سبيل إعلاء كلمة الله ، يحاربون المشروع الصهيوصليبي فـي بلاد الإسـلام ، فهؤلاء ( خوارج ) و( إرهابيين ) !!
فالذي يموت من أجل ( حفنة تراب ) رسمها المستعمر شهيد ، والذي يموت في سبيل رب الأرباب (إرهابي) !
ثم انحطـُّوا إلى درك أسفل من هذا ، فـ ( طبـّلوا وزمروا ) لمؤتمرات حوار الأديان المشبوهة ، وهم يرون أنه لايحضرها أصلا إلاَّ من يرضى عنه الصهاينة ، والصليبيون ، ويحقق الهدف السياسي للغرب من تطويع الأمة لهيمنتهـم ، ولهذا لايُدعى إليها من اليهود المعارضون للكيان الصهيوني ، ولا من النصارى المشهورون بحربهـم للمشروع الأمريكي ، ولو أنك دعوت إلى مؤتمر يحضره أعداء الصهاينة ، ومعارضو السياسة الأميركية ، من غير المسلمين ، مع علماء المسلمين ، فسيعلنون الحرب عليه ، ولن تجد دولة عربية تستقبله ، حتى لو كان تحت شعار ( حوار الأديان ) !
وكم سمعنا من ( الوعاض ) في الفضائيـات العبـث بآيات القرآن ، وبنصوص السيرة ، وإنزالهـا على ما يرغب فيه الصهاينة ، ويرحّب به الصليبيون ، من تمهيد الأجواء للتطبيع مع العدوّ الصهيوني ، تحت خداع ( حوار الأديان ) !
ثم انحطـُّوا إلى درك أسفل من هذا : فأصدروا الفتاوى بأنَّ القواعد العسكرية الأجنبية في بلاد المسلمين ، والجيوش الصهيوصليبية الغازية لأصقــاع المؤمنـين ، إنما هـم ( المعاهـدون ) ، و( المستأمنون ) ، وإن قتلوا المسلمين ، وأحتلـُّوا أرضهم ، واغتصبوا نساءهـم ، وسرقوا ثرواتهم ، ومزّقوا المصاحف ، ونشروا الصلبان ، ورفعوا كلّ منافق ، وزنديـق ، وحاربوا كلّ مصلح ، وصديق .
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس