عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 31-10-2009, 12:08 AM   #4
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

ثم انحطـُّوا إلى درك أسفل فأفتـوا أنّ من يحارب الكفار المحتلّين ، دفاعا عن أعراض المسلمين ، هـم أشد ضرراً من المستعمرين ! ذلك أنَّ ( الخوارج ) ـ وهم يسمّون المجاهدين خوارج ! ـ أضـرّ من الكافر الأصلي!
ثم إنحطـُّوا إلى أسفل سافلين ، الذي ليس بعـده أسفل إلاّ سجين ،! فأفتـى بعضهــم بأنّ القتال مع الكفار المحتلّـين ضد ( الخوارج ) من أفضل القربات في الديـن ! ، وقال بعضهم بالوجـوب إذا أمر (وليُّ الأمر) بمساعدة ( المعاهديـن ) على ( الخوارج والإرهابيين ) ، وأفتى أحدهم بالتجسس على مساجد المسلمين في أوربا لصالح ( الناتـو ) !
وهذه لأوّل مـرّة في التاريخ البشري كلَّه ، تصدر فتوى بوجوب القتال على أمّـة لتبقى في رقّ العبودية لأمـّة أخرى !!
نعم يمكن أن تصدر فتاوى ـ مضلّة ـ بترك قتال الإحتلال ، أو إلتماس العذر لمن يقترف جريمة مساعدة المحتـلّ ، لكن إيجاب القتال من أجل البقاء في رقّ الإستعباد ، فهذه حتى إبليس لعلـَّه لم يطمـع بها !
إنا لله وإنا إليه راجعون ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير.
وهلمّ جراً .. وكلُّها تصاغ بألفاظ الذل ، ومعاني الإنهـزام .
ولهـا ثلاثة أمـور تلزمها :
أحدها : أنها دائما فيما يرضي بغلة السلطان !
الثاني : أنها تأتي بعدما تقع المصيبة على المسلمين فتخرجها تخريجا شرعيا!
الثالث : أنها تضيف على الأمة الإسلامية مصيبة على كثرة مصائبها !
حتى صار عند هؤلاء لذيل بغلة السلطان من المهابة ، ما ليس لحرمة الدين ، ومقدسات المسلمـين !!
روى الدارمي عن عبدالرحمن بن شريح ، يحدث عن عميرة ، أنه سمعه يقول : ( أنّ رجلا قال لإبنه اذهب فاطلب العلم ، فخرج فغاب عنه ما غاب ، ثم جاءه فحدثه بأحاديث ، فقال له أبوه : يا بني أذهب فاطلب العلم ، فغاب عنه ما غاب أيضا زمانا ، ثم جاءه بقراطيس فيها كتب ، فقرأها عليه ، فقال له : هذا سواد في بياض ، اذهب فاطلب العلم ، فخرج عنه ، فغاب عنـه ما غاب ، ثم جاءه ، فقال لأبيه : سل عما بدالك ، فقال له أبوه : أرأيت لو أنك مررت برجل يمدحك ، ومررت برجل آخر يعيبك ، قال : إذاً لم ألـُمْ الذي يعيبني ، ولم أحمـد الذي يمدحني ، قال : أريت لو مررت بصفيحة ، لاتدري أمن ذهب أو ورق ، فقال : إذاً لـم أهيجها ، ولم أقربها ، فقال أبوه : اذهب فقد علمت )
وبين هذا الركام من خبائث الفتاوى ، تجد الفتوى بمحاربة النقاب ، قاتل الله مُفسيهـا ، وأرانا فيــه عجائب قدرته ، وقبلها أفتـى بأنّ لفرنسا أن تمنع الحجاب ، فخذل المسلمين ، خذله الله ، كما تجد الفتوى بإباحة الإختلاط في التعليـم ، وبإباحة الربا ، والفتوى بتحريم المقاطعة الإقتصادية إلاّ بإذن ( ولي الأمر ) !، و الفتوى بتحريم الإنكار على السلطان ( ظل الله على العباد ) إلاّ في سرية أشد من سرية مراسلات الموساد !
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس