كم هو سخيف أن نعتاد
طريقة الهضم الكلاسيكية
في الطعام وأن
نجعلها الطريقةالحديثة
للتعامل مع الناس
بمعنى آخر:
أن نتمرد على القافية بحجةالحداثة
ويأتي التعبير الأخير عن هذه التناقضات التي يعشيها الإنسان العربي مع القرن الحادي والعشرين المتمثلة في استخدام الجوانب الشكلية من الحياة الغربية دون الجوانب الجوهري ، ولقد كانت الإشارة إلى فكرة القافية مرورًا على واحدة من جوانب التأخر الثقافي إذ أن الحياة لن تُكسبنا حداثة بهذه القوافي ، وتلك القوافي والأوزان ليست هي المقصد وإنما ما هو أبعد من ذلك ، إذ نجد الجامعات ملئى بالعلاقات المنفلتة بغير داعٍ بين الفتيان والفتيات بحجة أن دواعي الانفتاح تلزم الكسر للأفكار المحافظة بينما أن التخلف الفكري والمعرفي لم يتغير. تغيرت أبناء المدارس بعد لبس الجُبب والعمم إلى الطرابيش ، ثم الجينز ، وفي النهاية ظلت التخلف سيدًا للموقف.ويتخذ تعبير هضم جانبًا عبقريًا إذ أنه عملية بيولوجية بحتة وعلاقتها بالمعنى الذي يومي إليه المبدع العزيز هو أن علاقاتنا الاجتماعية والمعرفية كالطعام بعد إذ يُهضم أين يذهب ؟ كذلك هذه التراكمات الفكرية والثقافية التي نُبتلى بها !
إن النص يتسم بهذه الشفافية الواسعة والتي تجعل الكاتب القدير مفلسفًا كل ما يحدث حوله من خلال أنماط صغيرة تتسع إلى العديد من الجوانب المعرفية والحياتية . إن لم يستخدم لغة مجازية وإنما لغة تعتمد على الذهنية وإعمال الفر فيما وراء الكلمات ، حيث المعنى يختبئ خلف الأسطر و يمد إليك يديه في حياء يقول لك في همس : هل وجدتني ؟
عمل رائع دمت أخانا المبدع وفقك الله