عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 15-11-2009, 02:23 AM   #1
redhadjemai
غير متواجد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
المشاركات: 3,723
إفتراضي أكـــــل عـيـــش على الطريقة المصرية .

ككل يوم سبت لا يفوتني أن أتصفح مجلة روز اليوسف ، وشئت أن أنقل إليكم هذا الموضوع المبكي فعذرا....
سماسرة توريد أطفال التجارب لكليات الطب
كتب أسماء نصار
عالم آخر لا نعرف عنه الكثير*.. ‬نشأ فى أحضان الفقر والحاجة ودعمته اللا إنسانية والجشع*.. ‬عالم لن تتحمله بالتأكيد عندما تعلم أن طفلا عمره لم* ‬يتجاوز الشهرين مولود بعيب خلقى* ثقب فى القلب*‬،* ‬اتخذت أمه حالته لتتحصل على أجر بفضل مرضه*! ‬تحمله فريسة سهلة لمن* ‬يعبثون بجسده كى* ‬يتعلموا مهنة الطب*.. ‬واقع مؤلم بالتأكيد*.. ‬لكنه موجود بالفعل*!

الحاكمة بأمرها فى هذا العالم هى امرأة تدعى* أمل* ‬ويلقبونها بـأم مصطفى*.‬

وهى سيدة فى أوائل الأربعينيات من عمرها وتعمل سمسارة للأطفال المرضى وتتحكم فيما* ‬يقرب من* ‬200* ‬طفل تتراوح أعمارهم بين شهرين إلى* ‬14* ‬سنة*.. ‬وتختلف أمراضهم من طفل مريض بثقب فى القلب* أمل لديها طفل رضيع عمره* ‬3* ‬شهور مريض بثقب فى القلب* ‬أو مولود بعيب خلقى أو مريض بارتجاع فى الصمام المترالى أو حساسية مزمنة على الصدر أو حمى روماتيزمية أو طفل مريض بشلل مضاعف أو شلل رباعى أصيب به جراء جلطة فى المخ*.‬

وكذلك الأطفال الذين* ‬يعانون من مشاكل فى أو لديهم حصوة بالكلى أو أمراض المثانة وحالات التبول اللاإرادى لدى الأطفال كذلك أمراض العيون*!‬

ترسل* أمل* ‬هؤلاء الأطفال إلى مستشفيات أبوالريش والحسين الجامعى والدمرداش وإلى مستشفيات الجامعات فى الأقاليم والصعيد وإلى* سنترات* ‬الدروس الخصوصية وقد كونت أمل من المتاجرة بمرض الأطفال أموالا طائلة لدرجة أنها أصبحت شريكة فى أحد* مراكز* ‬الدروس الخصوصية المطلة على النيل بمنطقة المنيل مع سمسار آخر* ‬يدعى حمدى الشناوى*.‬

لا* ‬يمكن قراءة صورة أمل من الناحية الواقعية،* ‬لنعلم أنها تمكنت بنجاح من أن تضع إنسانيتها جانبا مع كل من تتعامل معهم من حالات،* ‬إلا إذا علمنا أنها تتاجر أيضا بابنها مصطفى* ‬12* ‬عاما والذى* ‬يعانى هو الآخر من مشاكل فى القلب*!‬

ومن المفترض أن* ‬يقوم مصطفى بإجراء عملية قلب مفتوح،* ‬ولكنها تؤجل إجراء العملية له حتى* ‬يستطيع أن* ‬يعمل بمرضه*..‬وعندما* ‬يسألها أحد عن عدم إجراء العملية له وهى لديها المال تقول*: يعنى بشغل أولاد الغُرْب ومشغلش ابنى؟*!.‬

يقول محمود أحد المرضى العاملين فى المهنة*: ‬أمل تنتظر أن* ‬يقع ابنها على الأرض ويكح دما مثلما حدث معها فى*.. السنتر* ‬العام الماضى*.. ‬إذ إنها تعانى منذ أكثر من* ‬20* ‬سنة من أمراض بالقلب،* ‬ولم تقبل إجراء العملية حتى تظل تعمل بمرضها إلى أن اضطرت لإجرائها رغما عنها*.. ‬لكنه فى النهاية طفل وقد لا* ‬يتحمل ما تحملته*.‬

هذا الوضع الذى لا نعرف بأى شىء نصفه،* ‬فجأة وجدناه وكأنه أصبح جزءا أساسيا بين طلبة كليات الطب،* ‬ومراكز الدروس الخصوصية،* ‬وامتحانات* ملائكة الرحمة*.. ‬وهو وضع* ‬غالبا ما* ‬يرتبط بالفقر بصورة رئيسية*.. ‬فنجد شخصا فقيرا أعياه البحث عن العلاج والسعى وراءه* ‬يفضل أن* ‬يحصل فى المقابل على لقب مريض مزمن*! ‬غالبا ما* ‬يكون بناء على نصيحة أحد سماسرة الأمراض المستعصية،* ‬فلماذا لا* ‬يصبح مرضه هو نفسه مصدر رزقه؟*! ‬فليس عليه إلا أن* ‬يهمل الدواء تماما وقبل أن* ‬يعرى منطقة المرض فى جسده أمام مئات الطلبة كل* ‬يوم،* ‬حتى* ‬يتعلموا كيف* ‬يعالجون مرضى آخرين هو ليس منهم بالتأكيد،* ‬لأن شفاءهم* ‬يعنى القضاء على مصدر رزقه الجديد*.. ‬فهو* ‬يتحصل فى اليوم على ما* ‬يتراوح بين* ‬50* ‬و* ‬200* ‬جنيه*.. ‬وقد* ‬يصل إلى أكثر من ذلك لو كان الامتحان أو الدرس فى إحدى الجامعات الخاصة*!‬

فى تصريح سابق له قال الدكتور أحمد سامح فريد إنهم* ‬يحاولون تقليص تلك الظاهرة*.. ‬لكن ما أكده قول الدكتور فريد بصورة عكسية هو أن الأطباء* ‬يتعاملون مع هذا الأمر بالفعل على أنه ظاهرة،* ‬لها قاعدة انتشار واسعة،* ‬وربما* ‬يعتبرها البعض أمرا مشروعا بحجة أنه لا بديل عن هذا الوضع*!.. ‬فطلبة الطب* ‬يعتمدون على حالات معروفة حوالى* ‬10* ‬آلاف مريض* ‬ينظمهم أكثر من* ‬20* ‬سمسارا على مستوى الجمهورية*!‬


يتبع ...
__________________

redhadjemai غير متصل   الرد مع إقتباس