عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 15-11-2009, 02:25 AM   #2
redhadjemai
غير متواجد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
المشاركات: 3,723
إفتراضي

* ‬تجار الموت*!‬
الشناوى،* ‬رسلان،* ‬ناجح،* ‬الدش*.. ‬كلها أسماء سماسرة مؤثرين فى توريد المرضى للأطباء،* ‬أصبحت أرقام هواتفهم تتصدر موبايلات أباطرة الدروس الخصوصية وأساتذة الجامعات وطلبة كليات الطب*.‬

ومع ذلك تظل أمل أم مصطفى سمسارة أو تاجرة الأطفال المرضى الوحيدة بلا منازع*.. ‬تمتلك علاقات قوية بالمستشفيات فى المحافظات والصعيد،* ‬وتقوم بتصدير الأطفال لهم*!.. ‬تساعدها فى مهمتها أختاها منى المعروفة بـأم رمضان*‬،* ‬ووفاء المعروفة بـأم محمد* ‬حيث تقومان بالاتصال بأمهات الأطفال والاتفاق على المكان الذى* ‬ينطلقون منه لمكان العمل،* ‬كما أنهم* ‬يتولون أمر الحالات الجديدة التى* ‬يتم التقاطها،* ‬ولكن الأختين حريصتان على التأكيد للمرضى أنهما تابعتان لأمل* أم مصطفى*!‬

ما* ‬يحدث* ‬غالبا لاستقطاب أطفال جدد لطريق تعاستهم هو أن تراقب أمل بمساعدة أخواتها حالات الأطفال التى تدخل إلى قصر العينى والدمرداش وأبوالريش بحثا عن العلاج المجانى*.. ‬وتتأكد أمل وأخواتها من فقر الأم وانعدام حيلتها،* ‬وأنها ليس لديها المال لعلاج طفلها أو طفلتها أو إجراء عملية له*.. ‬كما تستدعى بعض الحالات مثل مرضي* ‬القلب فتذهب إليها أمل أو ترسل لها إحدى أختيها وتبشرها بأن لديها طريقة تساعدها بها على مصاريف العلاج*.. ‬وبالتدريج ومع ازدياد ما تأخذه الأم مقابل المتاجرة بمرض ابنها تعرف أن السبيل فى استمرار هذا الرزق هو إهمال علاج الطفل حتى لا تتحسن حالته*.. ‬فلابد أن تظل الحالة متدهورة حتى تكون ظاهرة للطبيب الذى* ‬يتعلم فى مراكز الدروس الخصوصية أو الذى* ‬يمتحن فى الجامعات ويكون القانون الثابت الوحيد الذى وضعته أمل فى مملكتها للمتاجرة بالأطفال هو* القرش سيد الإنسان*!‬

مهمة الطفل هو أن* ‬يكشف عن صدره أو بطنه أو مكان الشلل فى ساقه أمام عشرات الطلبة فى الدروس والامتحانات،* ‬فلو أن لديه مشكلة فى القلب أو الصدر مثلا* ‬يقوم عشرات الطلبة بالنقر على تلك المنطقة*.. ‬ففى اليوم الواحد قد* ‬يضع عشرات الطلبة أيديهم على منطقة المرض والضغط عليها،* ‬وهذا بالطبع* ‬يزيد من مضاعفات الحالة*.. ‬فيذكر بعض المرضى أن هناك كثيرا من الأطفال خصوصا ممن لديهم مشاكل فى القلب* ‬يموتون نتيجة لتلك اللا آدمية فى التعامل مع المرضى*.. ‬بالإضافة إلى أن إهمال علاج الأطفال فى بعض الحالات* ‬يؤدى إلى مضاعفات خطيرة*.. ‬فمثلا الأطفال الذين لديهم ارتجاع فى الصمام المترالى ممن تتاجر بهم أمل* ‬يؤدى إهمال علاجهم إلى الإصابة بالشلل*.. ‬بالإضافة إلى امتداد مئات الأيدى إلى أجسادهم الضعيفة*.. ‬فالبالغ* ‬يمكنه أن* ‬يتحمل الآلام الجسدية والنفسية* ‬جراء فحصه من أكثر من مائة* ‬يد،* ‬لكن الطفل أو الصبى الصغير لن* ‬يتحمل،* ‬وكل هذا مقابل بضعة جنيهات تأخذها الأم وترحل سعيدة*!‬

فى بعض الأحيان فى حالات أمراض المثانة والتبول اللاإرادى* ‬يضطر الطفل أو الطفلة للكشف عن عوراتهم أمام عشرات الطلبة*.. ‬يقول أحمد عبدالسلام طالب بطب قصر العينى* فى إحدى المرات جاء إلينا طفل عمره حوالى* ‬7* ‬سنوات فى أحد المراكز،* ‬ووضعه الدكتور على الشيزلونج،* ‬وكان المفترض أن* ‬يكشف عن عورته ولم* ‬يكن هناك* ‬غطاء كما هو معتاد لتغطية جسده،* ‬فبكى الطفل ورفض خلع ملابسه وطلب أن* ‬يرحل،* ‬وكانت أمه معه فلطمته على خده،* ‬وخلعت الإيشارب الذى كانت ترتديه ووضعته على عورته،* ‬وأجبرته على أن* ‬يكمل*.. ‬ويومها تركت الدرس محتجا وكارها للدكتور الذى* ‬يعطينى الدرس،* ‬وقد أثرت فىّ* ‬تلك الحادثة كثيرا،* ‬وجعلتنى أعيد التفكير فى كل شىء وأبحث عن بديل،* ‬لكنى لم أجد حلا*!‬

* ‬الإنسانية الغائبة*!‬

يقول أحد المقربين من أمل*.. ‬رفض ذكر اسمه*: ‬كانت أمل السبب فى ضياع مستقبل مئات الأطفال وهى تحث أمهاتهم على عدم تعليمهم وتقنعهم أن المدارس لن تجلب لهم ثمن الدواء ولن* ‬يفعلوا بها شيئا،* ‬بالإضافة للضغط النفسى الذى* ‬يتعرض له الطفل جراء امتداد الأيدى عليه وانتقاله منذ الصباح الباكر بين المستشفيات وأحيانا* ‬يسافر إلى المحافظات،* ‬بالإضافة إلى حرمانه من الحياة الطبيعية*.. ‬فالنشأة فى هذا الجو تجعله* ‬يرى الحياة من وجهها القبيح ويتعلم أسوأ* ‬ما فيها وأخبثه*!‬

سيد*.. ‬أشهر حالات* أمل* ‬هو طفل عمره* ‬11* ‬سنة* ‬يعانى من ارتجاع فى الصمام ويعمل لدى أمل منذ أكثر من* ‬5* ‬سنوات وتسبب ذلك فى حرمانه من التعليم*!‬

يوضح لنا كمال* أحد المرضى* ‬حالة سيد قائلا*: ‬هذا الطفل أكثر طفل* ‬يجعلنى أحزن،* ‬لأن ما فعلته به أمه وأمل ضاعف لديه المرض*.. ‬والبهدلة التى* ‬يراها تسببت فى إصابته بضعف فى عضلة القلب وبدأت تظهر عليه بوادر الشلل تظهر عليه فى الأطراف واللسان*.. ‬وعندما سألت أم سيد عن عدم ذهابه للمدرسة قالت*: ‬الولد مريض ولا* ‬يمكنه استيعاب ما سيأخذه في* ‬المدرسة*.. ‬فقلت لها*: ‬لماذا إذن* ‬يتحمل كل هذا العناء؟*! ‬فقالت لى*: ‬الولد هو من* ‬يصرف على البيت وليس لدينا دخل* ‬غير ذلك*!‬

*إمام* ‬طفل آخر عمره* ‬12* ‬عاما ويعمل مع أمل منذ* ‬4* ‬سنوات ولديه مشكلة فى زيادة الهرمونات،* ‬مما أدى إلى تضخم حجم الثدى عنده وهو حالة مربحة بالنسبة لأمل لأنها نادرة*!.. ‬لكن كونه محط سخرية ممن حوله* ‬يجعله دائم البكاء إلا أن أمه تجبره على الاستمرار*!‬

* ‬يوم الحساب*!‬

*أمل* ‬تخوض معارك ضارية مع أمهات هؤلاء الأطفال لحظة الحساب عندما* ‬يكون الامتحان فى الجامعات الخاصة*.. ‬ففى الجامعات الحكومية لا* ‬يدخل أحد مع الطفل فى الامتحان،* ‬ولكن تأخذ أمل الطالب الذى سيتم امتحانه وتغششه مرض الطفل باللغة الإنجليزية مقابل مبلغ* ‬يتراوح من* ‬50* ‬إلى* ‬100* ‬جنيه،* ‬ثم تعطى للأم نسبة،* ‬أمل تحفظ حالات الأطفال التى لديها وكذلك الدواء وتقوم بتحفيظ الأم والطفل الحالات بدوائها لاستخدام ذلك فى ابتزاز الطلبة وتغشيشهم مقابل المال*!‬

أما إذا كان الامتحان فى الجامعات الخاصة مثل* جامعة مصر* ‬يكون هذا اليوم عيدا بالنسبة لأمل وللأم لأن مكسبها فى اليوم على الطفل الواحد لايقل عن* ‬100* ‬جنيه،* ‬فلو أن لديها* ‬20* ‬حالة مثلا تأخذ* ‬2000* ‬جنيه،* ‬بينما تدخل الأم مع الطفل الامتحان وتسأل عن هوية الطبيب الممتحن،* ‬فإذا كان من إحدى الدول الخليجية ترفع السعر المطلوب وتغشش الطالب الشيت كله أو حالة ابنها،* ‬وقد تطلب الأم من الطالب الواحد فى* جامعة مصر* ‬1000* ‬جنيه ويعطيها راضيا*!‬

ويتابع كمال*: ‬فى إحدى المرات وجدنا أمل تضرب وتقطع ملابس إحدى الأمهات عندما علمت أن تلك الأم جنت حوالى* ‬3000* ‬جنيه فى الداخل مقابل امتحان* ‬7* ‬طلاب على ابنها فى حين رفضت الأم أن تعطيها سوى* ‬100* ‬جنيه*.. ‬فقطعت ملابسها لتحصل على المال فى حوش الجامعة*!.. ‬وقالت لها أن هناك* ‬18* ‬ألف طالب فى مصر بحوزتها ويحتاجون أطفالها وستحرمها من العمل معها مرة أخرى وقد فعلت*.‬

أمل اشترطت على أحد سماسرة المرض مقابل تشغيل ابنته فاطمة* 11* ‬عاما* ‬وتعانى من مشاكل فى القلب أن* ‬يساعدها هو الآخر فى عمل إضافى لوالدها الذى* ‬يعانى حساسية مزمنة فى الصدر*!‬

اتصلنا بأمل فوجدنا* الكول تون* ‬الخاص بموبايلها ودعاء بصوت عمرو خالد* ‬يقول*: يا رب،* ‬هذا ليس صعبا،* ‬أنت مالك الملك،* ‬اجعلنا رفقاء النبى فى الجنة*‬،* ‬وقد أخبرتها أن لدى طفلا عمره* ‬3* ‬سنوات ولديه حساسية فى الصدر،* ‬ففرحت كثيرا لأن الحالات الجديدة لديها بريق خاص عند أمل،* ‬ولأن الأطباء أيضا* ‬يفضلون الحالات الجديدة*.. ‬ويكون سعرها أعلى،* ‬ولكنها قالت لى* أهم شىء أن* ‬يكون الطفل* ‬يعالج بـ* بخاخة* ‬لأنه لو لم* ‬يكن كذلك ستكون حالته جيدة ومستقرة ولن نكون بحاجة إليها*.. ‬فقلت لها إنى أخشى مضاعفة المرض على طفلى بسبب العمل فقالت* :‬أنا لدى حالات شهران وثلاثة ولم* ‬يحدث لها شئ كما أن ابنى* ‬يعمل،* ‬هل ستكونى أكثر خوفا على ابنك منى*.‬

هبة أسعد نائبة بجامعة مصر قالت لنا*: هؤلاء الأمهات* ‬يتاجرن بأمراض أطفالهن،* ‬وهن بالنسبة لى كمن نسمع عنهن* ‬يقمن ببيع أطفالهن،* ‬لكنى احتاجهن ويسهلن لى مهمتى فى الماجستير لأنى أحفظ حالتهم والله أعلم بظروفهم*.‬

الفقر والحاجة والمرض دوائر محزنة* ‬يدور فيها هؤلاء الأطفال*.. ‬لا نحتاج لمجهود كبير لمعرفة مصائرهم*.. ‬فهم تقريبا بلا مستقبل فى ظل ما* ‬يلاقونه من ألم ومعاناة وإهمال،* ‬فهل من سامع؟*! ‬وهل من مجيب؟*!‬

المصــــــــــــدر /
موقع روز اليوسف
http://www.rosaonline.net/Weekly/News.asp?id=28624


في انتظار تعليقاتكم ومشاركاتهم...وتعازيكم
__________________

redhadjemai غير متصل   الرد مع إقتباس