رغم مرور سنوات فلا يزالالألم يعتصرني كلما ذكرته رحمة الله عليه. وذكرت إخفاقي في تنفيذ وصيته كما أرادوألح في ذلك. خبر استشهاده بلغ أسرته بعد سنة من القذف بي وراء الشمس. وصلني بعضامن كلامهم الجارح الذي أسمعوه والدتي حين زارتهم للتعزية. ما كنت أخشاه تماما هو ماوقع. صرت في نظرهم أنا من شجعته على سلك الدرب الذي سار فيه وغررت به ...و...و...و
رغم كل شيء لم ولن ألومأمي الحاجة. إنها أم مكلومة على كل حال .فقدت بؤبؤ عينها كما كانت تصفه. فقدت آخرعنقودها المدلل...
ساءت علاقة الأسرتين. انقطعت بينهما حبال الود, الزيارات, المجاملات.. فتكلم بذلك الشامتون وخاض فيهنمامو الحي ومهووسو الإشاعة. طبعا مع إضافة البهارات اللازمة في مثل هكذامناسبات.
حاولت ولا زلت أحاولالنسيان. نسيان الموضوع فلم أفلح. عقدة ذنب وصية أعز الأحبة إلى قلبي والتي لم أعملعلى الوفاء بها تؤرقني. ألح بقوة وكرر مرارا في رسالته -الوصية- علي بالعمل الجادعلى توضيب ما كتبه في ساحات المعارك وعلى أصوات لعلعة الرصاص وأزيز الطائرات منخواطره ومشاهداته وكرامات أوصى أن تجمع تحت عنوان (آيات الخلاق في جهاد أهل العراق) وتنشر في المنتديات والمواقع . بعد الليلة السوداء, ليلة اختطافي أحرقت والدتيبمساعدة من أختي التي أرشدتها لمخبأ أوراقي وأقراصي المضغوطة المدسوسة تحت تراب (محبق) نبتة من فصيلة الصبار بين عشية وضحاها أصبحت حريصا على العناية بها وكنتحريصا على أن لا تسقى ولا يمسها ماء بدعوى أنني قرأت في كتاب للنباتات عن عدمحاجتها له وإمكانية عيشها بدونه لمدة طويلة من الزمن. وكان حرصي هذا وعنايتي علىغير عادتي بذاك النبات الشوكي المهمل هو سبب في كشف شقيقتي لمخبئي. أحرقوا محتواه, وأحرقوا معها قلبي وآخر أمل في تنفيذ وصية صاحبي الغالي.
يتبع بحول الله