همسة في السكون
حين تأتي الرياح الهوجاء لتعصف بلحظات الوصال
يأتيني صوتك الجبار ليكسر حصون الصمت التي كادت أن تمسخني على مكانتي
ويقتحم قلاعي الراسية على وهم الأيام الغابرة
أيها الابتسامة التي ترسم أيامي على ورق الليمون لتزهر عطرا سرمديا
ايها النهار الذي ينبعث لهيبا على يميني ليأفل قمرا على بقايا أنوثتي
أنا هنا أرنو إلى صوتك، إلى طيفك، إلى قبس من سناك
أنا هنا، أفتش عن همسك في غابات السكون التي تلبسني
وأنزف أملا يساهر الطيور المسافرة إلى شرفة جنانك
تكلَّم يا فالق الكلمات الحالمة من بيداء الصمت التي تحاصرني
غن لي مواويل بابل كلما وقب حزني في سرداب سكوني
وردد اهازيج الأطلس كلما انمحت آثاري وغفت على حصيرة الشوق
وابعث ابتساماتك في ليالي التوحد لتخنس هواجسي وتغيب في الزحام
وارسم على تجاعيد اللحظات الذابلة ياسمين الليالي المقمرة
واكبر في تفاصيلي كما تشاء
حبيبي
أيها الطيف الذي يسافر بي إلى أقاصي الحلم
ادن مني وأمعن في الغياب
واقتلع حبات الحنين التي تنهشني
واسقني بوابل من أمَنَة نُعاسٍِِِ
لتُصعِدَ هواجسي ولا تلوي على كابوس هجر
خاتون: المسافرة في صداه