عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-12-2009, 01:24 PM   #32
أوان النصر
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
الإقامة: عدن أبين
المشاركات: 397
إفتراضي الحلقة الخامسة

5

...تمر الساعات هنا كئيبة ثقيلة وكأن اليوم لا نهاية له. بعد توزيع وجبة العشاء عادة ما تدور الرحى . هكذا عهدتهم . إلا أن يكونوا قد غيروا البرنامج. وكأني بهم ينامون نهارا ويستيقظون ليلا كالخفافيش...

علمت من خلال التجربة السابقة لماذا يفضلون التحقيق ليلا. فهي فرصة للمنع والحرمان من النوم . النوم هاجس الضحايا خصوصا الجدد منهم. كل شيء هنا ممنهج ويسير وفق دراسة مضبوطة, مدروسة.

الحداثة والعولمة وصلتا المكان أيضا...عولمة في مقاصد الترهيب ووسائل التنكيل بالعباد لإذلاهم وتركيعهم.

هنا يدرك المرء حقيقة الكثير من النعم التي لا نعرف قدرها إلا بعد الحرمان منها. نعمة البصر... نعمة الأمن ....نعمة الحرية...نعمة العقل...

نعمة النوم...تدبرت طويلا في قوله عز وجل( وجعلنا الليل لباسا والنهارمعاشا). وفي قوله تعالى (قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة. من إلاه غير الله يأتيكم بضياء . أفلا تسمعون)

هنا لا يعترفون بشيء اسمه السنن الكونية. وهذا الظلم المستشري على هذه الأرض لا يمسخ آدمية الإنسان ويغير ما فطره الله وجبله عليه فحسب

بل له نفس المفعول على بقية مخلوقات الله الأخرى. وهؤلاء الشياطين المردة يغيرون خلق الله كفرا وجحودا...لم يتركوا شيئا...

لطالما تسائلت . ترى كم يستطيع الإنسان أن يبقى يقضا مفتح العينين ...يومان ...ثلاثة...سبعة...هنا لن تنام حتى يحلبونك حلبا...تجاريهم وتوافق على تمثيل دورك بإتقان.

بعدها يدعونك تنام...تأكل وتشرب وأهم شيء العلاج. يداوون جراحك بأدوية أمريكية الصنع.هكذا قرأت علبها!!! Made in usa

ذات مفعول قوي وشبه فوري كالسحر. ثم يرسلونك للمثول أمام القضاء (النزيه والمستقل) وكأنك كنت في فندق من خمس نجوم .

حينها لن يصدق أحد(إدعائك) بالتعرض للتعذيب ولن تعرض على خبرة طبية كما يقرر ذلك قانونهم المطبوع طبعا على الورق فقط. وإن حدث وداهمهم الوقت أو لم تشف جراحك لسبب ما وعرضوك على قاضي التحقيق بعينين متورمتين وأنف مكسور مهشم وسبعة عشر غرزة في الرأس .

فسيتهمك بأنك تعمدت ضرب رأسك بالحائط وإيذاء نفسك للنيل من سمعة الشرفاء. حدث هذا للأخ - ن م -

شربت بعض الحساء الدافئ مضمدا به جراح فمي الداخلية ,كما فعلت مع قهوة الصباح المخلوطة بالحليب. كنت كمن مضغ حفنة زجاج .

صرت أبلع دون مضغ لأن ذلك يؤلمني ويدمي فمي المجروح ...

لا شك أن الإشاعات سرت مرة أخرى في الحي سريان النار في الهشيم, وأن الأزقة الضيقة قد امتلأت بالتعليقات, والمبدعون قد أضافوا أخبارا إضافية كثيرة بغية التشويق والإثارة...

في المرة السابقة زعموا أنه قد وجد في بئر محفورة بعناية وسط غرفتي كمية كبيرة من المتفجرات الخطيرة لو انفجرت لمسحت الحي بكامله من الوجود .

وقال آخرون أنني من قادة المتطرفين على مستوى المملكة وأن لي صلة بأحداث 11 سبتمبر وكان مقررا أن أكون على متن إحدى الطائرات لولا تأخر حصولي على التأشيرة لدخول الولايات المتحدة الأمريكية!!!

أما أحد الخبثاء فقد حدث أنهم وجدوا معي مبلغا هائلا من المال بالعملة الصعبة استلمته من جهات أجنبية لاستخدامه في عمليات تخريبية ...

أثمرت الحادثة ألف حكاية وحكاية , وتاهت حقيقتي في خضم ما يتقيؤه الكذابون وصانعوا الإشاعات من العاطلين ومن لا هم لهم سوى نهش لحوم العباد. المنهوشة بالسياط وصعقات الكهرباء...
__________________




أوان النصر غير متصل   الرد مع إقتباس