عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-12-2009, 01:31 PM   #35
أوان النصر
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
الإقامة: عدن أبين
المشاركات: 397
إفتراضي

وإن رفضته الخنازير فما العمل؟؟ سألقيه في البحر. لا...لا...لا... لن أفعل ,قد تصاب بحر ومحيطات الدنيا بالتلوث وتنفق أسماكها وحيواناتها...

اهتديت أخيرا لفكرة النار. النار تطهر الأرض من أمثاله. سأحرقه إلى أن يصير رمادا. لا ...لا لن أفعل ...في الأمر نهي شرعي . فلا يعذب بالنار إلا خالقها. سأتركه إذن لخالقه فليفعل به وبأمثاله ما يشاء.هو القادر سبحانه. وهو المنتقم... هكذا أقرر أخيرا. حين أستفيق من أحلام يقظتي .

ربما فقط لأداري عجزي أصل لهذه النتيجة مع يقيني في قرارة نفسي أنني لو أتيحت لي الفرصة لفعلت به وبأمثاله ما الله به عليم . لست نبيا لأقول لهم إذهبوا أنتم الطلقاء. أنا بشر تعتريني عوامل النفس البشرية. لهذا حتى وإن حاولت إقناع نفسي بالصفح فشيء ما بداخلي يأبى ذلك بقوة وشدة.

حين يبكي الرجال, فعلى الأمة السلام. فما بالك حين يبكي قراؤها وعلماؤها وحملة كتابها. أعادوا الرجل الشيخ لمكانه ,فدخل في نوبة بكاء مرير. أحس المسكين بالغبن والاحتقار. بكينا جميعا لبكائه وشعرنا بنفس شعوره. مرة أخرى وجدتني أتمنى الموت على البقاء ...

صاح المخبول الذي وشى بجاره صباحا:

"اصبر آعمي هادو راهم يهود ماشي مسلمين..."

تأكدت من جنون المسكين وإلا من يجرؤ على مثل هذا الكلام هنا. وكأني به يريد التكفير عن زلة الصباح. رفسوه بسرعة وهو يكبر ويسب ويلعن..

يعلمون حاله ربما لذلك لم يأخذوه للمسلخ.

أحس قلبي ينتفض دقاته تتعالى يخفق بشكل مرعب كأنه يريد أن ينط من فمي . دوائي لم يأتوا به معي. قد يكون الدور القادم علي؟؟هكذا خمنت. الآن لبضع دقائق , يعبون خلالها علب جعة باردة ثم يأخذون رقما آخر. أصبحت على حافة الجنون. ينشف حلقي دائما في مثل هذه المواقف العصيبة, وكثرة الشرب تزيد من حاجتي للمرحاض, وحين أعصر مثانتي لأتخلص من محتواها أضطر للتخلص من ماء آخر يخرج هو الآخر رغما عني من أمعائي التي يقطعها الألم الرهيب. ووقوف الحاج المكلف بالخراء" على رأسي يزيد الأمر استفحالا. يكرر دائما بتأفف بعد أن أكون واقفا فأقعد مرغما:

"كنا في البول ولينا في البعر" لم يشأ أن يصدق أنني مصاب بالإسهال رغم أنه يرى ويسمع ويشم أيضا...

جاري المشاغب كأنه ينام على الشوك أو يتوسد لوح مسامير. ينتهز كل فرصة لخلو الممر البارد من الحجاج لوكزي . لم تهدأ حركته. اقترب مني حتى التصق بي أوكاد ,عرفني بنفسه ومنطقة سكناه . أخبرته في وجل وخوف بصوت جد خفي عن اسمي وأنني جديد جاءوا بي من فراش النوم.

فهمت منه أنه بدوره كان على أهبة الإلتحاق وأنه بدل مجهودا كبيرا لإقناع الإخوة هناك بقبوله نظرا لإعاقته. بعدما أصروا على بقائه حيث هو والإشتغال في الدعاية الإلكترونية والتجنيد. فأبى إلا المشاركة الفعلية. حدثني بصوت خافت حزين أنه لم يعد يطيق المكوث هنا بعد أن رحل كل أبناء حارتهم . و أن أعزهم إلى نفسه قضوا إلى ربهم . لم أسأله عن كيفية جهاده وهو المعذور لإعاقته ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولاعلى المريض حرج ). ربما أحس استغرابي فحدث أن الشباب هيئوا له سيارة خاصة بأمثاله لا تحتاج سوى رجلا واحدة تدوس البنزين. قال وهو يضحك "هناك لم أكن لأحتاج الفرامل" الأمريكان أمامي فلماذا الفرامل رجل واحدة تكفي .


يتبع ان شاء الله
__________________




أوان النصر غير متصل   الرد مع إقتباس