الكانجارو 
 
 
 
مفتتح :
الأشعار ُ ..
فيها الأُسْد ُ ..فيها الخيل .. فيها الذئب.. فيها الضبع 
فيها القرد ُ ..
لكن ما فيها الكانجارو ..
بيئتنا حقًا عربيه 
***
لما غمر السيل ُ الغابة
عاد الكل إلى الأوكار 
والليث الصامد يحمي العرش ..عرش العار 
عرش فرار 
"لو كانت لي أقدام الخيل ..فأنجو وحدي 
لو في زمجرتي بسط الريح ..
فأودع فيها بقايا عرشي "
والشبل مسجى في الأمطار 
جرف السيل العزة تهوى من ثقب المزراب 
والتاج اللاعن من يلبسه.. ذاب
يرتع فيه بعض ذباب 
***
لما غمر السيل ُ الغابة
عاد الكل إلى الأوكار 
إلا طفل دفّاه زحف الإعصار 
والثلج حول الجسم إزار 
مر بجانبه الكانجارو ..
 
"تركوك وحيدًا ..فليطهّر فيك الماء 
تركوك وحيدًا .. هل للشمس سواك سماء ؟
تركوك وحيدًا ..كي تبعث في الأرجاء رجاء 
ما حاصرك السيل ولكن قد حاصرك هروب الجمع "
يتسابق في عينيه الدمع 
يفتح مجرى فوق الثلج 
ضم إليه الطفل شجيًا 
ووساد الجيب اشتاق إليه 
ضم صغيرًا مع ابنيه 
***
الكانجارو ..
يقفز فوق العشب كقفز الموت على الأحلام 
البرد اشتد 
"لا لن أسرع للأوكار "
واستلقى بين الأشجار 
البرد اشد 
والثلج إلى قدميه امتد ّ
قبل راس الطفل
أغمض جفنًا 
وتمدد فوق بساط الثلج 
***
 
المشرقي الإسلامي
29-05-2007