عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-01-2010, 04:09 PM   #20
الجــ غزال ــبال
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية لـ الجــ غزال ــبال
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2004
الإقامة: dzaier
المشاركات: 1,009
إفتراضي

إقتباس:
المرأة الجميلة جدا غالبا ما تفتن بجمالها، وتصبح رهينة أغلال

جسدها ، فمعظم وقتها تنفقه أمام المرآة منبهرة بنفسها،

وكيف يمكن أن تظهر مفاتنها لتبهر الآخرين بأنوثتها، وهذه

مشكلة حقيقية حينما يتحول عقل الإنسان ومداركه إلى التفكير

في إيجاد أنماط ترضي الجسد، إنه ابتلاء وفتنة، ولتقريب

الصور ة أكثر ، نجد الإنسان بطبعه ميالا إلى الإعجاب بكل ما

هو جميل، فالمرء عندما يغيرتسريحة شعره أو يشتري ملابس

جديدة، تجده يقع تحت تأثير الجمال الرباني للحظات، من منا لا

ينظر في المرآة نظرة رضى وشكر لله لأنه منحنا قسطا من

الجمال ، لكننا لا نبقى نعيش

تحت تأثير لحظات الافتتان، إذ ننشغل بشؤون الحياة

ونمارس أعمالنا بشكل طبيعي، لكن ما يحدث للمرأة الفاتنة هو

تحول لحظات الانبهار إلى شكل مرضي خطير، ليصبح سلوكا

متواترا، فهي تأنف ارتداء الملابس البسيطة، تخاف أن تتسرب

أشعة الشمس إلى وجهها، ومستعدة أن تحرم نفسها

من نزهة مفاجئة أو عرض لحضور مسرحية لأنها لم تغير

ملابسها بشكل يناسب ملابس السهرة ..

أعتقد أنها امرأة تعاني قلقا دائما وكلما تقدمت في السن زاد

قلقها أضعافا مضاعفة طالما أن بوادر الشيخوخة موت علني

لجمالها الفريد..كانت تدرس معي فتاة بالجامعة، وهبها الله

جمالا فاتنا، كنت أحبها كثيرا إذ جمعت بين الجمال طيبة النفس

والحياء، فأكبرت فيها هذه الخصلة ،لكن مع مرور الأيام بدأت

الفتاة تتغير، فكنت أخاف عليها من الوقوع في شرك الكبر،

إذ أصبحت تحرص على اقتناء ألوان تزيدها بهاء وتضع

مساحيق لم تكن بحاجة إليها، وقادتني الصدفة إلى منزل أحد

رفيقاتها، فوجدت الفتاة جملت نفسها كالعروس ووضعت

الفتيات لها تاجا وبدأن تهللن بالصلاة والسلام.. لكن ما لفت

انتباهي هو سؤالها لي في إلحاح واهتمام كبيرين قائلة : هل

أبدو جميلة ؟ هل أنا حقا جميلة !!!!

كانت مهووسة بنفسها لكن الغريب الذي لمسته في نظراتها

وحركاتها، أنها كانت تبدو في قمة السعادة حين تؤكد لها

الفتيات أنها جميلة الجميلات!! .. خرجت متأثرة بما بدر منها،

كانت كطفل صغير حالم مقيد بأغلال واهية، خاصة عندما

أخبرتني رفيقاتها أنها تتجمل كل يوم على هذا النحو، لترى

في عيون الآخرين إن كانت حقا جميلة،

وتملكني شعور دفين بالخوف خشية الوقوع بين أغلال

سجن يطوق حياتنا، فكم هي الأغلال التي تتهدد حياة الإنسان

لتهدمها وتحولها إلى يباب إن لم يحرص على تحصين

نفسه من الوقوع في شركها، إذ ليس بالضرورة أن نتمتع

بخاصية الجمال أو الذكاء لنفتتن بأنفسنا، بل يمكن أن نقع

فريسة من يتصيدون فرص تدميرنا، ليخدعوننا بمشاعر كاذبة،

أو إيهامنا بامتلاك قدرات واهية، فما أصعب على نفس

الإنسان أن يذوق مرارة الحقيقة حين ينكشف القناع

كما حدث للغراب والذئب .

تحياتي وبالغ تقديري


عزيزتي ياسمين أحزنني فعلا ما وصلت إليه صديقتك
حقا حالها يرثى لها
فمن جعل إطراء الناس هدفا له في حياته
فإنه حكم على نفسه بالسجن المؤبد
و وضع نفسه تحت رحمة الغير متعمدا
أتمنى لها الشفاء من هذه الحالة
فهذا أحسن ما قد يقال فيها

دون أن أنسى أن أقول أنك أحسنت الوصف و أجدت الطرح
و تحليلك رائع و في محله

__________________

الجــ غزال ــبال غير متصل