[zubayer]

"أصدر الزعيم عبد الكريم قاسم أمراً عسكرياً بدخول الكويت"... اللواء المتقاعد; خالد عبد الجبار الخياط.

"لكي لاتضيع الحقيقة بالإدعاء"

(لكي لاتضيع الحقيقة بالإدعاء)
(أ أصدر الزعيم عبد الكريم قاسم أمراً عسكرياً بدخول الكويت)

لكي لاتضيع الحقيقة والمدعون كثر وأن كانوا هم أعلم من غيرهم بأنهم يجانبون الحقيقة والواقع ولكن لكل غرضٌ في نفسه أو مصلحة ذاتية يحاول تحقيقها وان كان ذلك على حساب مصداقيته وإحترامه لذاته . من هؤلاء من أشاع امتناع لواء ركن عن تنفيذ أمر (قد أصدره) المرحوم الشهيد الفريق الركن عبد الكريم قاسم لدخول الكويت وقد فات هؤلاء الكثير من الحقائق الفنية والموضوعية إما لجهلهم بها أو تغاضياً عنها. إن المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم كان رئيساً للوزراء و وزيراً للدفاع والقائد العام للقوات المسلحة وهذا يعني أن بيده كل الخيوط السياسية والعسكرية ويتمتع بكل الصلاحيات التي منحها له الدستور والقوانين الخاصة بهذه المناصب الثلاث ، فهل بعد هذا يعقل ان قائد فرقة وشخص يمتنع عن تنفيذ أمراً صادراً إليه من أعلى سلطة في الدولة . الزعيم صاحب الدالة علية حيث أعاده الى الخدمة في الجيش وأعاد له جميع حقوقه ومنحه شارة الركن التي لم يحصل عليها من كلية الأركان بسبب رسوبه في الصف الثاني منها وأصبح عسكرياً يسمى (كفو ركن) لكي يتبوء المناصب القيادية ، هذا إضافة الى شخصية الزعيم الضابط الكفوء الحاصل على أفضل التقارير من قادته وعلى درجة جيد جداً في كلية الأركان مما أهله للحصول على قدم ممتاز لمدة سنتين ، كما ان الزعيم ليس بذلك القائد الضعيف الذي يتهاون أمام من يعصي أوامره دون إحالته الى المحاكم العسكرية وأستبداله بآخر والجيش يضم الكثيرين من خيرة الضباط المشهود لهم بالكفاءة ، علماً ان واجب دخول الكويت في ذلك الوقت كان يسيراً جداً ولا يحتاج الى أكثر من لواء مشاة ، وفي البصرة القريبة كان اللواء الخامس عشر بأمرة العقيد الركن عبد القادر فائق وهو من الضباط الأكفاء إضافة الى تمتعه بثقة الزعيم ، وبعد كل هذا وذاك فأن الجيش العراقي الذي تأسس في السادس من كانون الثاني عام 1921 قام على أسس متينة وقوية من الأعراف والتقاليد العسكرية التي إستقاها من خيرة جيوش العالم بذلك الوقت فقد أخذ اسلوب تنظيمه وتدريبه عن الجيش البريطاني وسياقات ضبطه وطاعته عن الجيش العثماني ، فهذه الإشاعة لاتسيء الى الزعيم بقدر إساءتها الى الجيش العراقي والى قائد الفرقة فهذا ما لايمكن أن يحدث في الجيش العراقي أبداً .
وللحقيقة إن الزعيم رحمه الله طالب بالكويت لأنه أراد ان يثبت حقاً للعراق بعد ان شعر بحسه الوطني أنه على وشك ان يضيع (ما ضاع حقٌ ورائه مطالب) وقد حضر ال صباح البريطاني الى العراق وعرض على الزعيم مبلغاً كبيراً يساهم في ميزانية العراق لكن الزعيم رفض ذلك وبشدة وقال مقولته المشهورة "(الوطن لا يباع)" ومع الأسف الشديد تم التعتيم على كل ذلك لكي تباع الأوطان بأبخس الأثمان .
وفي جلسة خاصة مع المرحوم اللواء الركن أحمد صالح العبدي رئيس أركان الجيش والحاكم العسكري العام طيلة عهد عبد الكريم قاسم ذلك الضابط النزيه والوطني المخلص والوفي للمبادئ العسكرية والوطنية . كنت في حينه آمراً لفصيل الدفاع لرئاسة أركان الجيش ما يسمى حالياً آمر فصيل الحماية وكانت إضافة الى ذلك تربطني به قرابة متينة جداً.
قال "(إن الزعيم يعي ما يقول وهو ينظر الى المستقبل البعيد وهو الآن لا يريد إحتلال الكويت أو اخذه بالقوة العسكرية لأنه يعلم علم اليقين بأن ذلك سيؤلب عليه العرب الأشقاء قبل الأعداء (وهذا ما حصل)" ثم قال هامساً أن الزعيم يعمل على إسترداد الكويت بالإتفاق مع الداخل الكويتي لأن عائلة ال صباح البريطانيية منقسمة ، قسم يسيطر ويحكم , والآخر مبعد ومهمش .وهو بهذا يحاول إستغلال هذه الناحية لمصلحة إعادة الكويت الى العراق

أذكر ذلك وأدونها لتكون لعبد الكريم قاسم لا عليه وللتأريخ فقط .
والله من وراء القصد.



اللواء المتقاعد
خالد عبد الجبار الخياط

.