[المشرقي الإسلامي]

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الحبيب عليًا أعلاك الله في الدنيا والآخرة :
من الضروري للغاية أن نعي أنه لا وجود -على الأقل في المدة الحالية- لقضايا الإنسان العربي على خارطة الأولويات والاهتمامات بالنسبة للقائمين على أمور الدول العربية. يرجع ذلك ببساطة شديدة -وهي من المسلمات- إلى أن الساسة يحبون االاحتفاظ بالسلطة لأطول مدة ممكنة لشعورهم الشديد بالخوف من عواقب ترك السلطة وفقدان الامتيازات التي وضعوها لأنفسهم .
وبالتالي يكون العمل من أجل الحفاظ على المصالح الشخصية أمرًا هو الأولولية الأولى لهم في هذا المجال .ومن الممكن أن تتقاطع مصالح الطائفتين (الشعوب والأنظمة) وهذه النقطة تعد نقطة غاية في الأهمية لأنها تظهِر الحكام في مظهر الخائفين على مصلحة الشعوب ولذلك ينفقون عليها.
أما في حالة انعدام التقاطع فإن الساسة يعاودون الاستئثار بالسلطة وجباية الأموال التي تضمن لهم البقاء طويلاً في حالة ما إذا انقُلِبَ عليهم كما هو الحال مع (ولد الصايع ) معاوية ولد الطايع رئيس موريتانيا.
أما الخوف من مصافحة القادة الصهاينة ، فإن السعودية يحب قادتها دائمًا الظهور في مظهر سيدي أمير المؤمنين باركه الله ورعاه وحفظ به أمر الرعية وأصلح به البلاد والعباد. ما معنى ذلك ؟ معنى ذلك أن كل ما من شأنه تشويه هذه المظاهر يعد أمرًا مزعجًا لهم ، ويجعلهم يصطنعون المبررات الكاذبة التي تخفي حقيقة توجهاتهم السائرة في فَلك الإدارة الأميريكية.
أما القادة الفلسطينيون أقصد أبناء رام الله ، فمن الطبيعي أن يعانقوا القادة الصهاينة لأنهم تربطهم بهم مفاوضات -كما يدعون- والتزمات ومعاهدات ...إلخ.
لكن الكلام سيكون مزعجًا عن السعودية التي ترى نفسها حامية الدين الإسلامي عندما ينضمون إلى مجموعة الدول المطبّعة مع إسرائيل سرًا أو علنًا .
أرجو أن تكون الإجابات شافية كافية وافية ، ومن الضروري معرفة أنه لا مكان للمثالية ولا الإنسانية في عُرف السادة الحكام ، وكما قال أحمد بخيت الشاعر المصري:
مخانيث حاضت سراويلهم
وهم في مقاعدهم يغنجون
وأوطانهم تحت آباطهم
متى أكملوا بيعها يرحلون
تحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاتي