عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-03-2010, 10:22 AM   #79
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

وفاة الخليفة العباسي المستنجد بالله

9 ربيع الثاني 566 هـ/ 7 نيسان/أبريل 1161م

الصحوة المتأخرة للعباسيين

في بداية القرن السادس الهجري بلغت مظاهر البذخ في دار الخلافة ما بلغته، ففي سنة 502 هـ مثلاً تزوج الخليفة المستظهر بالخاتون بنت ملكشاه أخت السلطان محمد على صداق قدره مائة ألف دينار، وفي الزفاف نثر الذهب في الشوارع، في حين كانت طرابلس/لبنان تسقط بيد الصليبيين، وعندما وصلت بغداد كانت حوائجها محملة على 167 بعيرا و27 بغلا.

ومع ذلك، كان أهل بغداد ينظمون حملات التطوع للجهاد ضد الصليبيين عندما اقتربوا من احتلال صيدا، وكان ينظم تلك الحملات الفقهاء ومن بينهم (ابن الذاغوني). [ مصدر تلك المعلومات ـ ابن كثير/البداية والنهاية].

كما كثر في ذلك العصر، اغتيالات وقتل الرموز الصالحة من رجال دولة وفقهاء، على أيدي الباطنيين.

وقد بدأ عصر الصحوة عندما ساءت العلاقة بين الخليفة الراشد، والسلاطين، إثر نكثه بعهد على إيفاء آسري والده الخليفة (المسترشد)، مبلغاً اتفق عليه لفك أسره من السلطان، وقيمته 400 ألف دينار، وقال لهم: السيف بيننا وبينكم. فدخل السلطان (داود) بغداد في حين فر الخليفة الى عماد الدين زنكي في الموصل، فأخذ السلطان كل خيول وبغال وخزائن الخليفة من بغداد وقفل راجعاً. وعندها تخلى الخليفة عن الخلافة للمقتفي، وقيل أن ذلك تم من خلال مشاورة أهل الفقه في بغداد، لكي يتم تجاوز مظاهر الضعف والانتباه الى أمور الدولة.

تولي المقتفي وبدء عصر الصحوة

يعتبر عصر المقتفي من أفضل عصور الخلفاء العباسيين المتأخرين، وهو الخليفة الحادي والثلاثون، وقد حكم 25 عاماً، أزاح عن العباد المكوس، ولاحق مظاهر الفساد، وشجع العلم، وتخاطب مع الزنكيين للتنسيق في الحروب ضد الصليبيين.

وسبب تسميته بالمقتفي، أنه رأى في منامه رسول الله صلوات الله عليه، وأخبره بأنه سيكون له الحكم ويقتفي فيه آثار الأولين من الخلفاء العادلين. وتوفي عن عمر 66 عاماً، بعدما استقر الوضع في أمور الخلافة وتخلصت من هيمنة السلاطين. وقد خضع سلاطين الإمارات له.

تولي المستنجد بالله الخلافة

هو الخليفة الثاني والثلاثون في ترتيب خلفاء بني العباس، واسمه أبو المظفر يوسف المستنجد بالله بن الخليفة المقتفي لأمر الله، تولى الخلافة بعد وفاة أبيه سنة 555هـ، وهو معدود من خيرة بني العباس، ذلك لأنه كان شديد الكراهية للظلم والمكوس، فأخذ في إسقاطها الواحدة تلو الأخرى حتى لم يترك منها شيئًا، وكان شديدًا على أهل العبث والفساد ويبغض السعاية بالناس لشدة شرها وإفسادها للأمة المسلمة، ومن أهم أعماله هي حله للمقاطعات وأعادها إلى الخراج بعد أن تعطل هذا المورد لخزينة بيت المال منذ عهود بعيدة، كما أن ملك السلاجقة في عهده «أرسلان شاه» لم يكن له سلطان على بلاد العراق، بل هي خالصة لسلطان الخليفة، وكان الخليفة المستنجد بالله على علاقة وثيقة بالملك العادل نور الدين محمود الشهيد، وهو الذي أمره بإسقاط الخلافة الفاطمية العبيدية في مصر، وقد توفي المستنجد في 9 ربيع الآخر سنة 566هـ

قال ابن الجوزي: وكان المستنجد موصوفاً بالفهم الثاقب والرأي الصائب والذكاء الغالب والفضل الباهر له نظم بديع ونثر بليغ ومعرفة بعمل آلات الفلك والإسطرلاب وغير ذلك.


ومن شعره:

عيرتني بالشيب وهو وقار
ليتها عيرت بما هو عار

إن تكن شابت الذوائب مني
فالليالي تزينها الأقمار


__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس