الأخ الفاضل عصام الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يكون هناك وجه شبه، بين عيون الناس، وعيون الجمادات في التأثير على سلوك الإنسان، ولكن المكان هنا له وحيه المختلف والذي يكون قد ابتكره أصحاب العيون البشرية المؤثرة أصلاً في سلوك الآخرين.
سأذكر قصة حدثت مع أحد الأصدقاء، فهو يروي أنه ذات يوم سافر الى أحد البلاد العربية، وكان اسمه الثلاثي بل الرباعي يتشابه مع أحد الأسماء المطلوبة أمنياً، فتلقفته أجهزة الأمن من على الحدود (معصوب العينين)، وعندما فكوا عنه عصابة العينين، وقد أدخلوه مرتدياً سرواله الداخلي فقط..
يقول: كانت الغرفة طويلة، بطول ثمانية أمتار، وبعرض خمسة، وكان في صدر المكان منضدة تقل متراً واحداً عن عرض الغرفة، كان يجلس وراء المنضدة، رجلٌ ضخم حاجبا عينيه متصلان بشعرٍ أسود قنفذي غير سابل، وكان أمامه كل أدوات التعذيب، وكان يلعب بقدميه بمجموعة من العصي تخرج صوتاً كأنه صوت ثعبان أسطوري له أجراس.
كان صاحبنا ضئيل الحجم، وعندما فتح عينيه، هاله ما رأى، فبادر بالكلام للرجل الذي يجلس وراء المنضدة: سيدي أي تهمة تريدونها وبأي مكان بالعالم، حتى وإن سُجلت ضد مجهول، سأعترف فوراً بأنني كنت من فعلها، لكن لا تضربوني..
قال: ففوجئت أن ذلك الرجل يقهقه ويهون علي: ما بالك يا رجل؟ لماذا أنت مرعوب؟ نحن لا نظلم أحداً..
واستنتج صاحبنا أن جسمه الضئيل هو ما شفع له، حيث قد تكون التهمة التي اقتيد من أجلها تحتاج لرجلٍ بمواصفات لا تشبه مواصفاته. فسألوه عن اسم جدته لأبيه وجدته لأمه وأطلقوا سراحه!
شكراً لاهتمامكم
__________________
ابن حوران
|