عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-06-2010, 08:46 PM   #2
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

وقلوب أهل السنـة طيبة ، لينة ، على فطرة الله التي فطر الناس عليها ، وأعياد أهـل السنـة هي أعيـاد فرح ، وسرور ، وبهجـة ، والتسامح ديدنهـم ، والعفـو أخلاقهـم ، وهمّتهـم الدينيّة منصرفة إلى تعلم القرآن وحفظه ، وحفظ السنة ، والسيرة النبوية ، وتاريخ الصحابة وعلى رأسهم أهل البيت ، والتفاخـر بأمجـاد المسلمين ، خلفاء ، وملوكا ، وفتوحـات ، وحضارة .

وهم في عامّتـهم لايرون أعداءً لهـم إلاَّ الصهاينة ، والحروب الصليبية ، وغيرهـم ممن لا ينتسب إلى الإسلام أصـلا ، ويبارز هذه الأمـّة العـداء .

ولهذا ربـّما ترى جماهـير من أهل السنـة لايعرفون عن الدين الشيعي شيئـاً ، وكثيـرٌ منهـم حتى لـمْ يسمـعْ بـه أصلا ، إذ هـذا لايقوم عليه الدين عندهـم ، ولا يضـرّ المسلم جهلـه إبتداءً ، بخلاف الشيعة الذين يقوم دينهم على البراءة ، واللعن ، والأخذ بثـأر الحسيـن الشهـيد سيد شباب أهل الجنـّة رضي الله عنه ولعن من قـتله ، أخذه من أهل السنـة كلّهـم !! _ مع علمهم ببراءة أهل السنة من قاتلي الحسين رضي الله عنه _ وعلى إحـياء هذه الذكرى _ وهي المناسبة الرئيسة في دينهـم _ المملوءة بالشحن العاطفي ضد التاريخ الإسلامي كلـّه !

ومن هنا فأهـل السنـة لايتوقّعـون من نظام يدعي الإسلام أنه يفعل كلِّ هذه الجرائم في المسلمين من أهل السنة في بـلاده في تكتيـم شديد على ما يجري ! فإن إنضاف إلى ذلك هذا الزيف الذي تبثه الآلة الإعلامية في إيـران أعنـي تبنـّي هذا النظام لقضايا الأمة الإسلامية ، وتحديه لأعدائها ، فقـد استتـم الأمـر ، واستحكـمت الخديعـة !

والسبب الثالـث : القبضة البوليسية التي يحكم بها النظام الإيراني البلاد ، بواسطة ذراعه التي لاتعرف الرحمـة أعني الحرس الثوري ، وقد رأينا كيف صنع بالمعارضة الإيرانية ، إلى درجـة إغتصـاب المعارضين في السجون ، كما فضحتـهم رموز المعارضة ، فإذا كان هذا فعله في المعارضة التي كانت شريكته في الحكم ، فكيف يكون حال السنّة المضطهدين ؟!!

وإذا كانت هذه القبضة البوليسية إقتضـت السيطرة على وسائل الإعلام ، مما أدَّى إلى التكتيـم الإعلامي الخانـق على المعارضة ، فكيف يكون حال التكتيم على معاناة أهـل السنـّة .

السبب الرابـع : غياب من يتبنَّى قضيـة أهل السنة في إيران ، ويبرز معانـاتهم ، ويطالـب بحقوقهم _ أعنـي بتصعيـد يليـق بحجم تلك المعاناة ، يشمل ذلك استقدام رموزهم ، وفتح مكاتب سياسية ، وإعلاميـة لهـم ، وتمكينهم من إيصال صوتهـم _ ومن أسبـاب ذلك أنَّ النظام الإيراني يهدد الدول التي تخشى من إلتفاتهـا إلى هذه القضية ، يهدّدهـا بتحريك الأقليات الشيعية ، أو يرهبهـا بإحداث قلائـل أمنيـة فيها ، في حال تحريكها لملف إضطهـاد أهـل السنـة في إيـران !

ومع ذلك فإنّ النظام الإيراني لـم يكف أبداً عن الإيـذاء بهاتين الورقتيـن ، وإستعمالهما لمشروعه التوسـعي !

السبب الخامـس : أنه حتـّى دعاة التقريب من مغفلـّي أهل السنة قـد تـمّ الضحك على ذقونهـم بطريقة مأساوية ، فطبّلـوا وهلّلـوا لخطابات الدجل والنصب الإيرانية المعسولة عن التقريب مع هذا الدين الباطني الذي لايعترف أصـلا بأيِّ من ثوابـت الإسـلام ، في حـين صمتـوا تماما عن معاناة أهل السنة في إيـران ، فإستغـل النظام الإيراني عملية النصب هذه ، ليهيـل مزيـداً من التـراب على هذه القضية المنسيـة !

وهنا ننوه بالموقف المتمـيـّز للدكتور الحمدان الغامدي الذي أظهر النكير على علماء من الأزهـر بسبب سقوطهـم المريع والمثيـر للشفقـة فـي شـَرَك خديعة ما يسمـّى بالتقريب وإعترافهـم بدين خطيـر قائم على نسف كلِّ ثوابت الإسلام ، وتكفيـر عموم المسلمين !!

بينما هذا الدين بعينه لايكـفّ عن إضطهـاد ثلث سكان إيران من السنـّة الذين لايستجيـب أحـدٌ لنداء إستغاثـاتهم من الظلم الواقع عليهم !

وقـد أحسـن في تعجبـِّه كيف أن صلاح الدين _ رحمه الله _ قـد طرد هذا الدين الباطل من الباب ، ليتمكّن من تحرير بلاد المسلمين التي لم تحــتل إلاّ بسبب سيطرة هذا الدين على مصر ، ثـم هؤلاء يعيـدون هذا الدين من النافـذة ، في أسوء ظروف تمر بها الأمـّة الإسلاميـة !!

والمطـلوب مزيد من مثل هذه المواقـف التي تصـدع بالحـق في هذه القضيـة المهمـّة صدعـاً جليـَّا كالشمس في رابـعة النهـار ، لاتخشـى في الله لومـة لائـم حتى يعلم الناس الحق من الباطل ، ويمـتاز الهدى عن الضـلال ، ولينـزاح الظلم عن أهل السنـة في إيـران ، ويتـم تحريرهـم مما هـم فيه من الكابوس الجاثـم على صدورهـم من ثلاثة عقـود مظلمة !

السبب السادس : أنَّ سقوط نظام طالبان أدى إلى فقدان سنة إيران لدولة كان من المتوقـع أن تتحـوّل إلى أكبـر نصيـر لهـم ، من منطـلق عقائـدي ، وواجـب ديني ، ولهذا السبب لم يزل النظام الإيراني يحيك المؤامـرات على طالبـان حتى شاركت قواته في دخـول كابل ، بعـد ما رحـب بعبور طائرات الإحتلال أجواءه لقصـف أفغانستان ، عندما تـم إحتلالها قبل تسـع سنين !

السبب السابـع : أنّ الذين يمُسكون بالعمليـّة السياسيـّة في باكستان حفنة من النصابين ، والمـرتزقة الذين لايهمهـم سوى التكسُّب من مناصبهم ، والتنفع من بقائهم أطول مدة في هذه الدورة السياسية ، ولهذا فهم يعبثون بقضية البلوش السنة _ وهـم أقوى قومية سنيـّة معارضة ، وأصعبـها مراسا ، وأشجعـها في المواجهـة _ على وفـق منافعهـم الشخصية ، ولهذا غدروا بعبدالملك ريقي هذه الغدرة القـذرة كعادتهم اللعينة ، ولـولا ذلك لم يصـل النظام الإيـراني إليه ، ودع عنك التمثيلية السخيفة عن إعتـراض طائرتــه !

غير أن هذا كلـَّه لايعنـي أن فجـر التحرير لن يبـزق ، وأنَّ شمس العدالة لن تشـرق ، وأنَّ ريـاح النصـر لن تنـدفع إعصـارا يزيل كـلَّ ما أقامه هذا النـظـام من ظلمـات الظـلم التـي يخفيـها وراء حبـال الخداع ، وشراك النفاق .

وما حركة جند الله السنية البلوشية إلاَّ حركـة تحـاول أن تبـرز قضية عظمى من قضايا العالم الإسلامي ، وتسلط الضوء على الظـلم الواقع على ملايين من المسلمين يعيشون أسوء الظـروف تحت نظام متوحش يحسـن الإستتار بالنفاق .

وإنَّ دماء العلماء ، وأجسـاد الشهداء المعلقـة على أعواد المشانق في إيران ، وحجارة المساجد المهدَّمـة ، وبقاعـها الشاكية إلى الله ، وأكـفّ الداعين في معتقـلات الظلمـة ، ستتَّحـد لتعصـف بهذا النظـام الذي عظـم خطرُه ، وطال جورُه ، وآن أن يزول دورُه .

والله غالـب على أمره ولكن أكثـر الناس لايعلمـون .

والله حسبنا عليه توكّلنا وعليه فليـتوكّل المتوكـّلون .
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 22/06/2010

آخر تعديل بواسطة جهراوي ، 22-06-2010 الساعة 09:01 PM.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس