عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-07-2010, 12:03 PM   #2
عادل محمد سيد
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2010
المشاركات: 152
إفتراضي

ثم ألم يلحظ صبحى أن أغلب هذه المساحد الـ (38 ألفاً) لا تزيد مساحة أحدها عن مساحة الحجرة الواحدة من البيت ، وإنى لأقسم أنى صليت الجمعة بمسجد لا تزيد مساحته عن مساحة نصف حجرة صغيرة ، وكان أغلب المصلين يفترشون الأسفلت ويصلون عليه ، ولعل صبحى يطلع علينا فى يوم من الأيام لينهى المسلمين عن الصلاة على الأسفلت ، أو حتى ينهى عن الصلاة أصلاً!

ثم إنه يدعى أن هذه الأحاديث (المكذوبة كما يدعى) تخالف القرآن الكريم والسنة الصحيحة (على حد قوله) للنبى صلى الله عليه وسلم.


ونحن نتحداه أن يأتينا بحديث صحيح يخالف القرآن أو يخالف حديثاً آخر أو يخالف صريح العقل المجرد من الهوى ، ولعل فيما أووردناه سابقاً من دفع شبهة التعارض المزعوم فى حديث مباشرة الحائض يكون مثالاً وتأكيداً على ما نقول ، كما أنه شاهد على كذب مزاعمه.

ويقول : (وبدلا ان تتوجه أموال الصدقات لبناء مساكن للشباب والعائلات التى تسكن المقابر)

وأقول له : إن هذه المساجد تبنى لله تعالى من أموال المسلمين وبمحض إرادتهم تعبداً منهم وقربة إلى الله تعالى ، أما إن كان هو شفيقاً على الشباب والعائلات التى تسكن المقابر فهذا شئ حسن ، فليخرج إذن من ماله ما شاء لحل مشاكل الشباب ، وبناء مساكن إيواء لهؤلاء الفقراء. ولا يلزم أحداً بما يستحسنه عقله. وليكن قدوة لغيره وليبدأ بنفسه ولعله يكون قدوة فى هذا.

أما قوله : (فأنها توجهت لبناء مساجد ايديولوجية تزيد عن حاجة المسلمين الذين يستطيعون الصلاة فى كل مكان).

فأقول له : أوليس هو أيضاً يدعو الناس إلى أيدلوجية ، بل هى أيدلوجية شر من أى أيدلوجية أخرى ،أيدلوجية إنكار الدين , وتقديم العقل المغلف بالهوى عن شرع الله وعن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

وما معنى قوله : (تزيد عن حاجة المسلمين الذين يستطيعون الصلاة فى كل مكان)؟

فما هذا الهوان فى الدين؟
لماذا يصلى المسلمون فى كل مكان؟
صحيح أن من خصائص أمة النبى صلى الله عليه وسلم أن جعلت لها الأرض مسجداً وترابها طهوراً. ولكن أليس بناء المساجد المتسعة التى تكفى المسلمين عبادة يتقرب بها إلى الله.
أم تراه يريد أن نرضى الدنية فى ديننا ، فتبنى الكنائس للنصارى ، أما المسلمون فيصلون فى كل مكان؟

ومن أخبره أن الصلاة فى كل مكان جائزة أليست هى سنة النبى صلى الله عليه وسلم؟ التى يجاهد نفسه وغيره من أجل إنكارها!؟

ثم انظر إلى هذا التدليس الفج ، وهذا الكذب الصراح :
يقول : (يقول الذهبى فى كتابه المشهور فى " الجرح والتعديل " { ميزان الاعتدال } : " ما اجتمع علماء هذا الشأن على تعديل ضعيف أو تضعيف ثقة ")

ثم انظر إلى فهمه لهذا الكلام لتتأكد من هذا الجهل المركب : يقول : (فلم يحدث اطلاقا ان اتفقوا على ان ذلك الراوى ثقة او انه ضعيف).
فهل من عاقل يصدق هذا الكلام!؟

الإمام الذهبى – رحمه الله – يمدح أهل العلم ويقول أنهم لم يجتمعوا على تعديل راوٍ ضعيف أى أنه من الممكن أن يختلفوا فى إصدار حكم على راوٍ ما هذا يوثقه وآخر يجرحه ، ولكنه لم يحدث مطلقاً أن اجتمعوا كلهم على تعديل راوٍ هو فى الأصل ضعيف ، ولم يجتمعوا مطلقاً على تضعيف راوٍ ثقة. أليس هذا منقبة لعلم الجرح والتعديل!؟

ثم لماذا يصدق الذهبى فيما قاله هنا ثم يعود ويكذبه من ناحية أخرى عندما يعدل راوٍ أو يجرحه أو يروى حديثاً بإسناده!؟

طبعاً لأن الأولى تخدم هواه ، رغم إنها ليست كذلك فى حقيقة الأمر.

أما عن الاختلاف فى الحكم على راوٍ ما فهذا له قواعد متفق عليها ومعمول بها فى علم الجرح والتعديل ويمكن من خلالها سبر حال الراى جيداً ، فهناك المتشددون فى الجرح والتعديل ، وهؤلاء يؤخذ بأقوالهم فى أحوال ، وهناك المتساهلون فى الحكم على الرجال ، وهؤلاء غالباً ما تتجنب أقوالهم إلا فى حالات معينة نحن نعلمها جيداً ، وهناك المعتدلون فى الجرح والتعديل أمثال الإمام أحمد والبخارى ومسلم ، ويحيى بن معين وغيرهم ، وهؤلاء يعض على أقوالهم بالنواجذ.

الشاهد من كل هذا أنه هناك قواعد علمية رصينة وفعالة وعملية فى الحكم على الحديث ولا تقبل الشك ولا المراء.

فكونه يجهل هذه القواعد فجهله ليس بحجة على العلم.
عادل محمد سيد غير متصل   الرد مع إقتباس