2ـ هذا الإفك الذي نفثه زنديق لندن ، فتح أعين كثـير من المسلمين على حقيقة ما يريدُهُ هؤلاء المنافقون من ديننا ، وبلادنا لو مُكّنـوا فيها ، فقـد فتح أعينا عميا ، وآذانا صما ، وقلوبا غُلـفا ، ذلك أنَّ من الناس من لايستفيق إلاَّ بالصدمة ، وهذا من فوائدهـا .
ومعلوم أنَّ الطعن في عائشة رضي الله عنه هدفه الطعن في النبوة بتلطيخ شرفها ،
وأيضا الطعن في نقل عائشة الجانب الشخصي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، لتبطل الأحاديث فتذهب فائدة الرسالة ، لأنها مكثرة جداً في هذه الروايـة ،
وقـد كـان من حكمة تزويجها صغيرة من النبي صلى الله عليه وسلم ، لكي تحفظ حياته الخاصة ، وتطلع على أحواله التي لايطلع عليها صحابته وهو في بيـته ، وذلك في سن ينطبع في قلبها كلُّ شيء ،
ثم تعيش بعده عمرا لترويه ، ولتنشره في الناس ، ولهذا لم ترزق الأولاد لئلاّ تشغلها تربية الأولاد عن هذه المهمّة التي هيئها الله تعالى لها ، وهي رواية الجانب المخفي وراء جدار بيت النبوة الشريـف .
ولهذا تطعن الرافضة في أبي هريرة المكثر في روايـته سيرته _ صلى الله عليه وسلم _ خارج بيته ، وعائشة المكثرة في رواية سيرته داخـل بيته ، وذلك لإبطال السنة برمتها ، كما حاولوا إبطال القرآن بدعوى تحريفـه .
3ـ لايخفى على من يعرف حقيقة هذا المخطـَّط الصفوي الذي يشتعل أوارُه ، وتضطـرم نارُه هذه الأيام ، أنَّ إنكار من أنكر منهم على زنديق لندن ، ليس لأنه قال ما لايعتقدون ،
كــــلا ...
بل لأنـَّه قاله قبل أوانـه .
ومعلوم أنَّ كراهيتهم لعائشة رضي الله عنها ، ولأبيها ، ولحفصة رضي الله عنها ولأبيها ، وإعتقادَهم البراءة منهم ، أنـَّه من أشهـر عقائدهـم ، التي يعرفها العامة قبل الخاصة ، وسبب ذلك أن تحريمهـم التسمية بهذه الأسماء بينهم ، أعظـم عندهـم من تحريم المحرمات القطعيـّة ، كشرب الخمر ، وعمل قول لـوط ، والزنا ، والربـا ،
ولهذا يعرف عامة الناس عقيدتهم في أخصِّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وزوجاته ، وأنها البراءة منهم ، وبغضهم ، ولعنهـم ، كما تعـلـم العامـّة أنَّ كلَّ ما يقولونه خلاف ذلك فهو من التقية .
وكلّ من خالطهم يعرف أنهم يتسامحون في تلك الموبقات العظيـمة ، وأنها تُغفـر بحبِّ علي ـ رضي الله عنه ـ ما لايتسامحون بالتسمية بإسم عائشة ، أو حفصه ، أو عمر ، أو أبو بكر ، أو عثمان ، رضي الله عنـه أجمعـين ، فهـذه عندهم لاتغفـر أبدا حتى يغيـّر الإسـم !!
ويستحيل أن تجد في إيران كلّها _ إلاّ مدن السنة _ ولا في جنوب العراق _ إلاّ عشائر السنة _ ولا مناطقهم في بلاد الخليج ، ولاغيرها ، إسم عائشة قـط ، وإن هذا الإسم من أبغض الأسماء إليهم ، قاتلهم الله ، وقبحهـم .
وكلُّ هؤلاء الذين يستعملون التقية في التبرؤ من كلام شاتم الرسول زنديق لندن ، لايُسمِّي زنديـقٌ منهم ابنته عائشة حتى يلـج الجمل في سمِّ الخياط ، بل يرى ذلك من أعظـم المنكرات ، وأشدّ المحرّمات ، وهذا أعـظم دليل على كذبهم ، ونفاقهـم ، وأنهم يبطنون عقيدة هذا الخبيث ، زنديق لندن شاتم النبوة .
ولهذا السبب أيضـا لم يحرّك مراجعهـم ساكنـاً للرد على شاتم الرسول زنديق لندن ، كما فعلوا ضد الشيخ العريفي ، عندمـا قال كلمتين فقط عن السستاني : ( زنديق فاجر ) ، فأقاموا الدنيا ولم يقعدوها ، بينما كانَّ الأمر لايعنيهـم إذا شتمت أم المؤمنين رضي الله عنهـا .
ولولا إثارة أهل الإسلام الضجّة على هذه الجريمة ، وخوف مبغضي عائشة _ غير المراجع _ من أن يتسبَّب سكوتهـم بفقدان مكاسب تحصَّلوا عليها بالتقية السياسية تحت شعاراتهم الكاذبة عن ( نبذ الطائفية ) و( الحوار الوطني ) لما نطلقوا ببنت شفـة