عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-10-2010, 07:09 AM   #87
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

المُضارع المجزوم وجوازمه

يُجزم المضارع إذا سبقته إحدى الجوازم. وهي قسمان: قسم يجزم فعلاً واحداً، مثل: ( لا تيأسْ من رحمة الله) وقسم يجزم فعلين، مثل: (مهما تفعلْ تُسألْ عنه).

وجزمه إما لفظي، إن كان معرباً، كما مُثّل، وإما محلي، إن كان مبنياً، مثل: (لا تشتغلنَّ بغير النافع). وتشتغلن: فعل مضارع مبني على الفتحة، وهو في محل جزم بلا الناهية.

الجازم فعلاً واحداً

الجازم فعلاً واحداً أربعةُ أحرفٍ وهي (لم ولما ولام الأمر ولا الناهية) وشرحها:

لم ولما: تسميان حرفي نفي وجزم وقلب، لأنهما تنفيان المضارع، وتجزمانه، وتقلبانِ زمانه من الحال أو الاستقبال الى المضي، فإن قلتَ: (لم أكتبْ) أو ( لما أكتبْ)، كان المعنى أنك ما كتبتَ فيما مضى. والفرق بين (لم ولما) من أربعة أوجهٍ:

1ـ أنَّ (لم) للنفي المُطلق، فلا يجب استمرارُ نفي مصحوبها الى الحال، بل يجوز الاستمرار، كقوله تعالى: { لم يلدْ ولم يولدْ}، ويجوز عدمه، ولذلك يصح أن تقول: ( لم أفعلْ ثُمَّ فعلت).

وأما (لما) فهي للنفي المستغرق جميع أجزاء الزمن الماضي، حتى يتصل بالحال، ولذلك لا يصح أن تقول: (لمّا أفعل ثم فعلت)، لأن معنى قولك (لما أفعل) أنك لم تفعل حتى الآن، وقولك (ثم فعلت) يُناقض ذلك. لهذا تُسمى (حرف استغراق) أيضاً لأن النفي بها يستغرق الزمان الماضي كله.

2ـ أن المنفي بلم لا يتوقع حصوله، والمنفيّ للمّا مُتوقع الحصول، فإذا قلتَ: (لما أسافرْ) فسفركَ مُنتظرٌ.

3ـ يجوز وقوع (لم) بعد أداةِ شرط، مثل: (إن لم تجتهد تندم)، ولا يجوز وقوع (لما) بعدها.

4ـ يجوز حذف مجزوم (لما)، مثل: (قاربت المدينة ولما) أي (ولما أدخلها). ولا يجوز ذلك في مجزوم (لم)، إلا في الضرورة، كقول الشاعر:

احفظ وديعتك التي استودعتها
يوم الأعازبِ، إن وصلت وإن لم

أي: وإن لم تصل.

فوائد

1ـ لما، الداخلة على الفعل الماضي، ليست نافية جازمة، وإنما هي بمعنى (حين) فإذا قلت (لما اجتهد أكرمته). فالمعنى: حين اجتهد أكرمته. ومن الخطأ إدخالها على المضارع إذا أريد بها معنى (حين)، فلا يقال (لما يجتهد أكرمه) بل الصواب أن يقال: (حين يجتهد)، لأنها لا تسبق المضارع إلا إذا كانت نافية جازمة.

2ـ لام الأمر مكسورة، إلا إذا وقعت بعد الواو والفاء فالأكثر تسكينها، مثل: فلْيستجيبوا لي ولْيؤمنوا بي. وقد تسكن بعد (ثم).

3ـ تدخل لام الأمر على فعل الغائب معلوما ومجهولاً، وعلى المخاطب والمتكلم المجهولين: وتدخل (لا) الناهية على الغائب والمخاطب معلومين ومجهولين. وعلى المتكلم المجهول. ويقِل دخولهما على المتكلم المفرد المعلوم. فإن كان مع المتكلم غيره، فدخولهما عليه أهون وأيسر، مثل: (ولْنحمل خطاياكم).

4ـ اعلم أن طلب الفعل أو تركه، إن كان من الأدنى الى الأعلى، سُمي (دعاء) تأدباً. وسميت اللام و (لا) حرفي دعاء، مثل: (ليقضِ علينا ربك) ومثل: { لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا} وكذلك الأمر بالصيغة يسمى فعل دعاء، { ربِّ اغفر لي}.



__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس