بين عبد الرحمن الداخل وأبي الصباح اليحصبي
بعد انتهاء موقعة المسارة قام أبو الصباح اليحصبي في اليمنيين وقال لهم:
لقد انتصرنا على عبد الرحمن الفهري وجاء وقت النصر على غيره،
يُعرّض بعبد الرحمن بن معاوية، هذا الذي كان يقاتل معه منذ ساعات،
ويرى أنه إن انتصر عليه وقتله اى قتل (عبد الرحمن الداخل) دانت لهم بلاد الأندلس كلها.
لكن اليمنيين لم يوافقوه على ذلك؛ ليس حبًا في عبد الرحمن الداخل وإنما خوفًا منه،
فقالوا له: إن هذا الرجل ليس بالسهل.
وتصل هذه الأنباء إلى عبد الرحمن بن معاوية، فما كان منه إلا أن أسرّها في نفسه،ولم يُبْدها لهم، ولم يُعلمهم أنه يعلم بما يضمرونه له، لكنه أصبح على حذرٍ شديدٍ من أبي الصباح اليحصبي.
لم يرد عبد الرحمن بن معاوية أن يحدث خللًا في الصفّ المسلم في هذه الأوقات،
لم يرد أن يحدث خللًا بين الأمويين ومحبي الدولة الأموية وبين اليمنيين في ذلك الوقت المليء بالثورات والمعارك الداخلية،
إنما كان كل همّه هو تجميع الناس ثم حرب النصارى بعد ذلك،
وبالفعل وهناك وبعد إحدى عشرة سنة من هذه الأحداث عزل أبا الصباح اليحصبي عن مكانه،
واستطاع أن يتملك زمام الأمور كلها في الأندلس.
-----
د/ راغب السرجاني
سلسلة الأندلس من الفتح إلى السقوط