عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-11-2010, 01:17 PM   #4
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعم، إن الخوض في علوم القرآن من أجل التنطع وإرباك من يطلع على ما يكتبه البعض أو يسمعه البعض بالتناقل، قد نَهى عنه رسول الله صلوات الله عليه، ففي حديث لجُندب ابن عبد الله البجلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، (( اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فيه فقوموا)) [ أخرجه البخاري 5060؛ 5061؛ 7364؛ 7365].

ولكن فاتحات السور، كثيراً ما تستوقف قارئ القرآن الكريم، ليتأمل بها، ويقوم بالاستزادة مما كُتب عنها من السلف الصالح، ليقف على حقيقتها، وقد يستسلم بعض القراء بشكل مبكر، دون إمعان التفكر والبحث، ليُسلِّم بإعجاز القرآن دون إشغال عقله بتلك المسائل، وقد يستسلم الآخر بإعجاز القرآن بوقت متأخر من بحثه وتأمله، ليريح من يمر بتجربته، فإن فعل ذلك عن علمٍ وبحثٍ متروٍ، فلا أظنه يؤثم، والله أعلم.


ويستند أصحاب الرأي القائل بعدم الخوض في مسائل لم ترد عن رسول الله صلوات الله عليه الى حديث عائشة رضي الله عنها ((ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل))، وقال ابن عطية: ومعنى هذا الحديث في مغيبات القرآن وتفسير مجمله ونحو هذا مما لا سبيل إليه إلا بتوفيق من الله تعالى ومن جملة مغيباته ما لم يعلم الله به كوقت قيام الساعة ونحوها [ القرطبي]. وروى الترمذي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اتقوا الحديث علي إلا ما علمتم فمن كذب علي متعمدا فليبوأ مقعده من النار ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار).

وليس يدخل في هذه الأحاديث أن يفسر اللغويون لغته والنحويون نحوه والفقهاء معانيه، ويقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر؛ فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه. فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس وقال: ( اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل) [القرطبي].

ولما كان لكل أمةٍ نظامٌ معرفي، يميزها عن الأمم الأخرى، إذ أن النظام المعرفي لشعوب شرق آسيا (النظام العرفاني) الذي يُدخِل النجوم والكواكب في مسببات مصائر البشر. والأوروبيون والغرب لهم نظام معرفي (برهاني)، فإن النظام المعرفي لنا (المسلمون) هو النظام المعرفي البياني، حيث تتداخل علوم الفقه مع اللغة، لتجعل المُتلقي المعرفي يصل الى قناعاته. وبناءً عليه فإن مثل تلك المساهمات تساعد في جلاء بعض ما يصعب على بُسطاء القراء.


شكراً عين العقل
شكراً عثمان
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس