عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-12-2010, 05:08 AM   #11
ابن يوسف الطبيب
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2007
الإقامة: مصر
المشاركات: 184
إرسال رسالة عبر ICQ إلى ابن يوسف الطبيب إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى ابن يوسف الطبيب
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران مشاهدة مشاركة
في سنة 10هـ/631م تم أول لقاء بين الدولة الإسلامية دولة المدينة المنورة والتي يقودها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وبين ممثلي النصرانية، وذلك عندما جاء وفد نصارى نجران للقائه في المدينة، ويومئذٍ استقبلهم الرسول صلوات الله عليه في مسجد النبوة، وقد سمح لهم بأداء صلاتهم النصرانية التي يتجهون فيها للشرق في مسجد النبوة.

وبعد لقاءات وحوارات معهم عقد لهم رسول الله صلوات الله وتسليمه عليه عهداً صار وثيقة دستورية لكل من يتدين بالنصرانية عبر الزمان والمكان. ولقد جاء في هذا العهد الذي لا يزال منفرداً لا نظير له في كل المواثيق التي عرفتها البشرية حتى هذه اللحظة:

( ولنجران وحاشيتها وأهل ملتها ولجميع من ينتحل دعوة النصرانية في شرق الأرض وغربها وقريبها وبعيدها، فصيحها وأعجمها جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله على أموالهم وملتهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وبِيعهم وكل ما تحت أيديهم من قليلٍ أو كثير... لا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبنيته وأن أحرس دينهم وملتهم أين كانوا بما أحفظ به نفسي وخاصتي وأهل الإسلام من ملتي، ولا يحملون من النكاح (الزواج) شططاً لا يريدونه ولا يكره أهل البنت على تزويج المسلمين ولا يُضاروا في ذلك أن منعوا خاطباً وأبوا تزويجاً؛ لأن ذلك لا يكون إلا بطيبة قلوبهم ومسامحة أهوائهم، إن أحبوه ورضوا به. وإذا صارت النصرانية عند المسلم (زوجة) فعليه أن يرضى بنصرانيتها ويتبع هواها في الاقتداء برؤسائها والأخذ بمعالم دينها ولا يمنعها ذلك. فمن خالف ذلك وأكرهها على شيء من أمر دينها فقد خالف عهد الله وعصى ميثاق رسوله وهو عند الله من الكاذبين. ولهم (أي النصارى) إن احتاجوا في مرمة بِيعهم وصوامعهم أو أي شيء من مصالح أمورهم ودينهم الى رفد (مساعدة) من المسلمين وتقوية لهم على مرمتها أن يقوم المسلمون بذلك .... الخ الوثيقة)

[ هذا الميثاق أورده الدكتور محمد عمارة في جريدة أخبار اليوم المصرية يوم السبت 29/12/2008].

وقد اتضح أن الخليفة عمر ابن الخطاب كان حاضراً في تلك اللقاءات وقد استوحى منها ما ظهر في العهدة العمرية لنصارى القدس.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد :
قال ابن رجب في كتابه (فتح الباري) :
" فروى ابن إسحاق ، قال حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، قال : قدموا على
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -المدينة - يعني : وفد نجران - ، فدخلوا عليه مسجده حين صلى العصر ، عليهم ثياب الحبرات : جنب وأردية ، قال : يقول بعض من رآهم من أصحاب
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما رأينا بعدهم وفدا مثلهم ، وقد حانت صلاتهم ، فقاموا في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلون ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( دعوهم )) ، فصلوا إلى المشرق .
قيل : هذا منقطع ضعيف ، لا يحتج بمثله
ولو صح فإنه يحمل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تألفهم بذلك في ذلك الوقت استجلابا لقلوبهم ، وخشية لنفورهم عن الإسلام ، ولما زالت الحاجة إلى مثل ذلك لم يجز الإقرار على مثله .
ولهذا شرط عليهم عمر - رضي الله عنه - عند عقد الذمة إخفاء دينهم ، ومن جملة ما شرطه عليهم ألا يرفعوا أصواتهم في الصلاة ، ولا القراءة في صلاتهم فيما يحضره المسلمون ". ا.ه
هذا كلام الحافظ ابن رجب في كتابه الفتح .......

وعلى موقع أنا المسلم فتوى للشيخ حامد العلي هذا نصها :

فضيلة الشيخ : هل صح أن وفد نصارى نجران صلوا صلاة النصارى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهل يصح الإستدلال بذلك على ما يسمى ( حوار الأديان ) ، وأنه يجوز تخصيص مكان لأهل الأديان الباطلة في مساجد المسلمين ليعبدوا آلهتهم ، وما حكم دخولهم المساجد ؟!

***
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :

صحَّ أنَّ وفد نصارى نجران قدموا إلى المدينة ، ودعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام ، ودعاهم إلى المباهلة ، فخافوا من مباهلته ، ورضوا بالجزية .

غير أنَّ الرواية التي فيها صلاتهم في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في حضرته ، لاتصـح .

قال ابن كثيرفي تفسيره : قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير، قال: قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فدخلوا عليه مسجده حين صلى العصر، عليهم ثياب الحبرات: جبب ، وأردية ، في جمال رجال بني الحارث بن كعب، قال: يقول بعض من رآهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ما رأينا بعدهم وفداً مثلهم، وقد حانت صلاتهم ، فقاموا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوهم، فصلّوا إلى المشرق أهـ.

وهذا إسناد معضل ، فمحمد بن جعفر بن الزبير إنما يروي عن التابعين ، بل عن صغارهم .

أما حكم دخول غير المسلم المسجد ، فالراجح من الأقوال ، عدم جواز دخول الكافرالمسجد مالم يكن مصلحة راجحة ، ومن ذلك دعوته إلى الإسلام ، كما ثبـت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خيلاً قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة ، يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجـد .. الحديث ، ولفظ مسلم: فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان بعد الغد فقال : ما عندك يا ثمامة"؟ قال: ما قلت لك: إن تنعم ، تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم،وإن كنت تريد المال ، فسل تعط منه ماشئت. فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان في الغد ، فقال: " ما ذا عندك يا ثمامة"؟ فقال: عندي ما قلت لك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أطلقوا ثمامة" فانطلق إلى نخل قريب من المسجد، فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله... الحديث

وحينئذٍ فإذا سمحنا بدخوله المسجد في مقام الدعوة ، والمجادلة بالتي هي أحسن ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع نصارى نجران ، فأراد أن يصلي صلاته ، سُمح له بذلك ، إذ كان هذا السماح العارض في مثل هذا المقام العظيم لإظهار الدين ، وإعلاء الحق الذي جاء به ، وقطع حجّة خصـومه ، مغفوراً ، مغموراً في جنب تلك المصلحة الراجحة.

هذا إن صحَّت قصّة سماح النبي صلى الله عليه وسلم لوفد نجران بصلاتهم لما حان وقتها ، وقد بيَّنا أن ليس لها إسناد إلاّ ذلك الإسناد المعضل الضعيف.

أما من يزعم أن يجوز تخصيص مكان لعبادة غير الله تعالى في مساجد المسلمين ، ويسمح لهم بالإشراك فيها ، فهذا لايقوله مسلم سليم الفطرة ، فضلا عن عرف شيئا من العلم ، ومن يصـرّ على هذا القول بعد إقامة الحجة عليه ، فحكمه حكم أمثاله من أهل الزندقة عافانا الله ....... انتهى كلام الشيخ.

أما الكلام عن عمر بن الخطاب فإليكم هذا الحديث :
"عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قلت لعمر رضي الله عنه : إن لي كاتبا نصرانيا ، قال : مالك ؟ قاتلك الله أما سمعت الله يقول : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهودوالنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض } ألا اتخذت حنيفا ؟ قال : قلت : يا أمير المؤمنين ، لي كتابته وله دينه ، قال : لا أكرمهم إذ أهانهم الله ، ولا أعزهم إذ أذلهم الله ، ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله "اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية ....

ويقول ابن كثير في التفسير عند قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ }
ينهى تعالى عباده المؤمنين عن موالاة اليهود والنصارى، الذين هم أعداء الإسلام وأهله، قاتلهم الله، ثم أخبر أن بعضهم أولياء بعض، ثم تهدد وتوعد من يتعاطى ذلك فقال: { وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ }
قال ابن أبي حاتم: حدثنا كثير بن شهاب، حدثنا محمد -يعني ابن سعيد بن سابق-حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن سِمَاك بن حَرْب، عن عِياض: أن عمر أمر أبا موسى الأشعري أن يرفع إليه ما أخذ وما أعطى في أديم واحد، وكان له كاتب نصراني، فرفع إليه ذلك، فعجب عمر - رضي الله عنه - وقال: إن هذا لحفيظ، هل أنت قارئ لنا كتابًا في المسجد جاء من الشام؟ فقال: إنه لا يستطيع أن يدخل المسجد فقال عمر: أجُنُبٌ هو؟ قال: لا بل نصراني. قال: فانتهرني وضرب فخذي، ثم قال: أخرجوه، ثم قرأ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ }....


والحمد لله رب العالمين.....
ابن يوسف الطبيب غير متصل   الرد مع إقتباس