إحداهـما : تكوين سلطة ( الرأي العام ) ، وهي السلطة الحقيقية التي لا يمكن لأيّ سلطة في الأرض مقاومتها ، فهي حقا كما عرفها ( و.و. ويلي ) في كتابه المهم ( طبيعة الدولة ) : ( هي تلك القوّة التي تتدفـَّق من شعور وعاطفة المجتمع ، ولا يمكن مقاومتها ، والتي تظهر في كلِّ مكان ، وهي القوة التي تعطي معنى لنص القانون ، وروحه ، وبدونها لا يكون القانون المكتـوب سوى مجرد قشـرة ) .
وإذا أردتم صورة حيـَّة فهو ما يجري في الكويت ، وتونس ، هذه الأيام .
وهذه (السلطة) لا تؤتي أكلـها إلاَّ بالحشـد ، والعـزل ،
حشد الشعور التغييري إلى بعضـه ، وتحويله إلى سيل ثائـر يتجـَّه بقوة نحو أهدافه.
وعـزل الخطابات المزيفة ، الدينية ، والثقافية ، والسياسية ، ونقصـد بعزلها ، فضحها ، وكشف عوارها أمام الجماهيـر .
الركيـزة الثانيـة : تنظيـم ثورة التغييـر عبر قنوات تحفظ مسارها ، وتحميها من الإنفعالات العنفيـِّة غير المدروسة ، ومـن التشتُّت عن الأهداف الرئيسة ، ومـن مكائد السلطة الفاسـدة ، التي تستعمل أسلوب إجهاض التغيير من داخله .
وبعـد :
فإن ما يجري في شعوبنا من محاولات مقاومة للحالة المزريـة التي تعيشها أمتنا ، إرهاصـات مدهشـة ، تدل على ما ذكرناه سابقا في مواضع متعددة من تغيـير قادم لامحالة ، وسيسمح بإذن الله تعالى ، بإنفـراج كبيـر يبِّشـر بالخيـر إن شاء الله تعالـى .
والله المستعان ، وهو حسبـنا عليه توكلـنا ، وعليه فليتوكـل المتوكـلون .
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
|