عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-12-2010, 10:28 PM   #3
اقبـال
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2009
المشاركات: 3,420
إفتراضي

5- حينما كان صدام رئيسنا وكان البعث قائدا للسلطة كنا نشتري من الاسواق المركزية ( اورزدي باك ) في العراق البدلة الفرنسية ب 25 دولارا والحذاء البريطاني بعشرة دنانير والتلفزيون بمائة دينار ، وكان في بيت كل عراقي اكثر من تلفزيون واكثر من ثلاجة وفريزر مع ان دول الجوار غير النفطية كانت قواميس بيوتها لاتعرف ماهو الفريزر وتخلو من تلك الادوات ما عدا الاثرياء ، اما الدول الخليجية فقد كانت تبيعها بعشرة اضعاف اسعار العراق ، ولذلك كان الناس يأتون للعراق للتبضع منه . والسبب هو ان دولة البعث وصدام حسين كانت تدعم اسعار الغذاء والسلع البيتية والملابس وغيرها وتخفضها بنسبة تصل الى ما بين 60 و80 % من سعرها في بلد التصنيع او الانتاج . وتحضرني هنا حادثة لطيفة اذ سألت شخصية هندية كانت لي صلة صداقة معها حينما كنت سفيرا في الهند عن سعر بدلته الجميلة ومن اين اشتراها ، وكان ذلك اثناء اصعب فترة في تاريخ العراق وهي فترة الحصار ، فقال اشتريتها بمائة دولار ، فدهشت وقلت له انها تباع في بريطانيا وفرنسا بثلاثمائة دولار واكثر من اين اشتريتها ؟ اجابني وهو يبتسم : من العراق المحاصر !


6 - حينما كان صدام رئيسنا وكان البعث قائدا للسلطة ، كنا نعيش فترة محو الامية بحيث لم يعد في العراق امي واحد في الفئات العمرية دون الخمسين عاما ، بفضل الحملة الوطنية لمحو الامية ، وذلك الانجاز العظيم لم يتحقق لا في امريكا – التي بلغ عدد من يعيشون فيها تحت خط الفقر 40 مليون انسان وهم اميون طبعا - ولا في اغلب بلدان اوربا وهي الاكثر تقدما في العالم ، ناهيك عن العالم الثالث باستثناء كوبا ، وهذا الانجاز العظيم اجبر الامم المتحدة على منح عراق صدام والبعث شهادة انه حقق انجازا عظيما ونادرا في عالمنا ، اما اليوم فان العراقي يترك المدرسة لان من يدرسه اما امي وشهادته من سوق مريدي ، او انه لا يجد من يدرسه لان العقول العراقية اما هربت او اغتيلت ، فانتشرت الامية مجددا ومعها انتشرت كل مظاهر التخلف وصار اللطم والتطبير خير دروس يتعلهما العراقي وهو صغيرا !


7 – حينما كان صدام رئيسنا وكان البعث قائدا للسلطة كنا ننام وابواب بيوتنا مفتوحة لا نخشى اللصوص لانهم تلاشوا مع تلاشي الفقر الامية . وهناك قصص معروفة عن بدء قصف العراق في العدوان الثلاثيني في عام 1991 وتحطم بوابات المخازن وتناثر السلع الثمينة في الشوارع والتي بقيت في مكانها ولم يسرقها احد حتى جاء اصحاب المخازن لجمعها وتصليح البوابات . كان الامان سائدا وكانت العين شبعانة لذلك لم يسرق احد وكان اصحاب المال الحلال لا يخشون على مالهم ، اما الان فان الحكام هم السراق اللصوص ويكفي ان نذكّر بان حكومة المالكي وحدها سرقت اكثر من 380 مليار دولار خلال اربعة اعوام من حكمها ولا يعلم احد اين ذهبت هذه الاموال ، وظهر لدينا جيش من الاثرياء الذين كانوا لا يمكلون الا ما يسد رمقهم لكنهم الان يملكون الفيلل والشقق والشركات في الاقطار العربية واوربا وامريكا ، ويصرف كل منهم ملايين الدولارات في اعراسهم واعراس ابناؤءهم في خلواتهم الكثيرة جدا !


العراق اليوم هو اكبر مركز للصوص والمافيات والعصابات واسوأ مكان للفساد وتحول بفضل ( بركات ديمقراطية ) الاحتلال الى اكبر ماخور في العالم ، كما ذكرت وكالة الشفافية العالمية الامريكية .


8- حينما كان صدام رئيسنا وكان البعث قائدا للسلطة كان العراقي يخرج من داره فرحا مطمئنا للصلاة او ليقدم محاضرة علمية او ليتسكع في ابي نؤاس يعود الى بيته وامه او زوجته نائمة وغير قلقة عليه فيدخل يفتح الباب متسللا كي لا يوقظ امه او زوجته وينام ويتصاعد شخيره ولا توقظه كل ( طواب ) – الطوب هو المدفع - الدنيا اما اليوم فان العراقي يردد الشهادة قبل ان يخرج لانه لا يدري هل سيقتل بمفخخة او لاصقة ايرانية او انه سيتعرض لرشه بندقية جندي امريكي يريد التسلي بقتل العراقيين ! اما البنت التي كانت تخرج واثقة من امنها الشخصي لان كل عراقي اخ لها يحميها من نسمات الهواء اذا اشتدت فانها اليوم تعد الخروج للكلية او للتسوق مغامرة خطيرة يمكن ان تؤدي الى خطفها واغتصابها او قتلها على يد فرق موت جيش المهدي لمجرد ان الفتاة لم ترتدي خيمة سوداء فوق راسها عندما خرجت !


9 – حينما كان صدام رئيسنا وكان البعث قائدا للسلطة كان اللص والفاسد في الدولة يتخفى بالف قناع ويسلك طرقا معتمة خوفا من العار والعقاب الصارم من الدولة الوطنية ، اما الان فان اللص يجلس في مجلس النواب وهو يعتمر عمامة رجل دين لكنه يتبنى شعارا علنيا يقول ( اسرق الان قبل فوات الاوان ) . الوزراء والوكلاء والمدراء العامون ومن تحتهم واعضاء مجلس النواب في العراق ( الديمقراطي ) صارت لهم فلل وشقق في الاردن والامارات وسوريا وامريكا ولندن وكندا واستراليا ودول اوربية ، وفتحوا حسابات مصرفية في سويسرا واخذوا يهربون الملايين بجنط السفر علنا بلا خوف او تردد وهو ما صدم شرطة مطارات اوربية ، لان امريكا هي راعية اخطر عصر فساد وافساد في العالم وهي زارعة بذوره والمحافظة عليه ، فما لم يصبح جزء كبير من العالم فاسدا فان امريكا وايران والكيان الصهيوني لن يستطيعوا شراء احد الا على سبيل الاستثناء . وتصوروا جاسوس ايراني معروف وقاتل محترف هو قائد فيلق بدر يصف في جلسة عامة ( زميلا ) له بانه مطي – اي حمار – وانه اكثر عمالة منه ! فاي سقوط وانحطاط اخلاقي قبل السقوط الوطني هذا الذي يميز من اتى بهم الاحتلال حكاما ونوابا في العراق !؟
– حينما كان صدام رئيسنا وكان البعث قائدا للسلطة كان من يمثل العراق في الخارج عراقيا خالصا بانتماءه وكان كفوءا بعلمه واختصاصه وبغض النظر عن خلفيته الاثنية والدينية ، وكان العالم يسعى لكسب ود العراق لدرجة ان رؤوساء وملوك دول كانوا يستقبلون ( السيد النائب ) صدام حسين قبل ان يصبح رئيسا عند قيامه بزيارات خارجية لان العالم كله كان يعرف ان ( السيد النائب ) كان قائدا كارزميا عظيما مملوءا كفاءة وقدرة ويشع منه التأثير ، ولذلك كان عظماء العالم يتمنون مصافحة صدام حسين .
والان نرى من يسمى رئيسا للعراق موضع سخرية العالم كله وتحول التركيز العام في اطلاق النكات من التركيز على فئات اجتماعية الى شخص رئيس العراق ( الديمقراطي ) جلال الطالباني بكل تفاهاته ومظهره المقرف لاقرب الناس اليه . وهذا التعيين لم يكن صدفة ابدا ، فالاحتلال يريد ان يقول للعالم هذا هو العراق الغارق في الفوضى الدامية وهذا هو رئيسه فاسخروا منهما . اما من كان يمثل العراق فكانوا دائما في الصف الاول عالميا كفاءة واحتراما للنفس ، مثل الخبير في القانون الدولي دكتور رياض القيسي وقبله من اصبح رئيسا للجمعية العامة للامم االمتحدة المرحوم عصمت كتاني ، والذي لم نعرف حتى الان هل كان كرديا او تركمانيا او عربيا ، وتلك احدى اهم مظاهر عظمة عراق البعث وصدام حسين الذي لم يكن يسأل عن خلفية العراقي بل يسأل عن اخلاصه وكفاءته ، واخيرا المرحوم نزار حمدون الذي اصبح موضع احترام كافة العاملين في الامم المتحدة . اما الان فان من يمثلنا في الخارج عبارة عن لصوص واميين او تجار سوق مريدي ، ولعل شخصية ممثل العراق في الامم المتحدة تقدم صورة لهؤلاء الجحوش التي تظن انها صارت بلابل تغرد مع انها تطلق اصواتا منكرة ذكرت في القران الكريم ، فهذا الممثل الدائم هو عار على العراق ، رغم انه ليس عراقيا وانما ايرانيا قحا كما هو معروف ، ووصل عاره حد انه رفض ارسال الشهادة التي تثبت انه دكتور مع ان الوزارة طلبت منه ذلك ، كما انه اصبح ضحية البرامج التلفزيونية الامريكية الساخرة التي جعلت منه مادة دسمة للسخرية منه ومن تفاهته وسذاجته ، ليقولوا للامريكيين وللعالم كله : انظروا رئيس العراق الجديد مضحكة وممثله الدائم في الامم المتحدة مزور ومضحكة وتافه فهل يستحق العراق غير الغزو والتقتيل ؟ !

ومن يظن ان التزوير وانتحال صفات هو تصرف فردي في العراق ( الديمقراطي ) واهم فتلك مسألة منهجية وتربوية ثابتة ووصل الامر والوقاحة الى حد اكتشاف ان عشرات الوزراء والنواب يحملون شهادات مزورة اشتروها بالفلوس ومع ذلك يصدر المالكي امرا بالعفو عنهم تقديرا لجهودهم ( العلمية ) في التزوير ولسان الحال يقول ان اللص لا يغفر لمن لا يسرق لكنه غفور رحيم مع لصوص مثله .

اقبـال غير متصل   الرد مع إقتباس