بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز المتفائل أحمد :
أحيي فيك هذه المحاولة لفهم الأمور بطريقة تتجاوز الطريقة التقليدية أو الانفعالية التي قد نتعامل بها نحن ، ولعل بعضًا من المعلومات التي كان الواحد فينا بحاجة إليها من أجل إصدار الحكم بشكل أكثر دقة كانت مفتقدة .
فالسلوك المنتقد هو أن يقوم الفرد بما لا يناسب المقام الذي هو فيه ، فلو كان مثلاً حذاؤه مقطوعًا أو زيه متسخًا أو شعره غير مصفف أو محلوق ،أو رائحته غير طيبة ...إلخ من مظاهر الأناقة والأصول التي يجب مراعاتها في المناسبات الهامة مثل هذه لكان الرجل محقًا .
لكن فيما يتعلق باتساخ الحذاء أو وجود أتربة عليه ، فمن الضروري أن نضع في اعتبارنا أن كثيرًا من المناطق -خاصة الراقية-تعاني من زيادة المساحات الرملية كما أن أعمال البناء والتشييد المستمرة بها تجعل من المستحيل على أي فرد أن يظل محتفظًا بنظافة حذائه ، وأنا إذ أسكن في مدينة السادس من أكتوبر بالجيزة ، فلم يخل يوم من اتساخ الحذاء بعد بضع دقائق من تلميعه والبعد عن السير به في أماكن قد تؤثر على نظافته .
إن هذا الموقف-لو كان كذلك فقط دون زيادة أو نقصان- ينطوي على عدم مراعاة لحال الفرد القادم وظروف المكان ، هذا الأمر يمكن قبوله إذا قلنا مثلاً أن المتقدم إليها لوحظ في ثوبه ثقب صغير أو أثر طعام أو شراب على قميصه ، أو لو كان أحد أزرة البدلة مقطوعًا ..إلخ
إننا بحاجة إلى أن نضع الأعذار للآخرين قبل أن نصدر عليهم الأحكام القاطعة خاصة في مثل هذا الموقف الذي يكثر فيه التصيد للأخطاء وخطأ تقييم وتأويل بعض المآخذ .