أشكركم أخي الغالي المشرقي الإسلامي على تعقيبكم القيم
ووددتُ أن أبين دواعي التخوف التي تقلق الجميع:
1ـ معروف أن الثورات تكنس كل ما يتعلق بالنظام التي ثارت عليه، من إدارة حكم وما تستخدمه من أدوات (القوانين، الأجهزة الأمنية، والجيش وأجهزة الإعلام)، فكلنا يعلم أنه لن يترقى عسكري وتوضع على كتفه نجمة إن لم يمر على أجهزة النظام، فكيف لثورة لم تنسق مع هذا الجيش، وتستجدي منه أن يقف الى جانبها أو يقف على الحياد، وهو الذراع القوي للنظام المصري؟. وكيف لثورة تجيز لنفسها الاحتكام لدستور وقوانين كانت قد وُضعت لحماية النظام نفسه، ومع من تتفاوض مع أركان النظام نفسه؟
2ـ لا يجوز انتخاب قيادات إلا قبل الثورة، وليس بعدها، وذلك منعاً من تسلل من يتدخل لتمييع الهبة الجماهيرية... وهذا يتعلق بما كتبنا عنه مرة (المواطن الجماهيري والمواطن العمومي). فالجمهور قد يلتف حول مهنة أو مطلب أو حتى مباراة كرة قدم، ولكنه لن يرتقي الى المواطن العمومي الذي يناقش هموم بلدٍ بالكامل، يضع أهدافه ويتفق عليها ويختار قياداته.
3ـ إن اللعب بقاعدة (المردودات المتناقصة) تتقنه الأنظمة، أكثر من المعارضة، وتعني تلك القاعدة، أنه إذا كان أحدٌ يطلب آخر بمبلغٍ من المال، فإن غضبه وقوة المطالبة ستنقص، إذا كان المُطالَب يتقن تلك القاعدة، فستتدرج عروض المطالب بالتوسط من أن يتم تقسيط المبلغ أو التنازل عن جزءٍ منه، أو حتى مسامحته بالمبلغ كاملاً...
عموماً، حتى لا يدخل في نفوسنا شيءٌ من التشاؤم، فإن تلك البدايات، ونقول بدايات، لأنها ستُنتِج عشرات النظريات التي ترشِّد حركة المعارضة العربية، والتي في النهاية سترتقي بالبلاد الى ما هو أفضل بالتأكيد...
دمتم بخير
__________________
ابن حوران
|