[عصام الدين]

ننتظر أيضا الأقلام المشبوهية من قبيل هذا الـ... منار مهدي، ورحيل طلال محمود أيضا، من الزمرة المطبلة ومن المنافقين الذين يدسون السم في العسل للجماهير، فماذا حققت جمعة الرحيل ؟
لقد حققت مئات القتلى..
حققت آلاف المصابين.
حققت آلاف المعوقين جسديا بسبب الإصابة.
حققت مئات الأيتام ومئات الأرامل والثكالى.
حققت متاجرة رخيصة بدمها وبتضحياتها.
ماذا جرى في ميدان التحرير ؟
لقد تفنن الطغاة في تقتيل الشعب، وبعد ذلك، قاموا باحتقار ثورته ومسخها، بعدما تحولت اليوم إلى نكتة، كل أخبارها المتداولة صور ساخرة ولافتات من قبيل "ارحل أنا عايز أتجوز"، حتى أصبحت الثورة النبيلة مجرد مهزلة، هل النظام من مسخها إلى هذا أم أنهم بلطجية "هاي كلاس"، أم ربما الطيبون الذين لا يعرفون ما يفعلون.
أم مثل هذه الأقلام التي حولت المشهد في ميدان التحرير إلى "مولد" للرقص والفرجة، وتعدد لنا ثمار يوم الرحيل ومناقبه، بينما لم يتغير شيء، ولم يتحقق شيء.
وحدهم الضحايا الذين لا زالوا في الفراش يتألمون، ولا من يسمعهم أو يستمع إلى أناتهم.
أين الذين دهستهم السيارات، منهم من بترت قدماه، ومنهم من فقد يده، ومنهم من كتب عليه العرج طيلة حياته ؟
أريد أن أراهم، وأرى الصرخة في عيونهم، أن الجريمة هاهنا تقع، والطاغية لا زال يعاند.. وعلى مرأى ومسمع من العالم.
ألا تبا لكم.