كنت منذ أيام تطبل للأنظمة و تصف الثورات بأنها شغب و فساد و فتنة .. و اليوم كالعادة انقلب
الميزان.
الآن ..
شخصيا أشعر بالأسى حين أرى الشعوب بعد أن أسقطت بن علي و مبارك .. و كأنها غريقة في بحر
مظلم تبحث فيه عن حبل النجاة .. و أقرأ في مطالب المحتجين المستمرة و اصرارهم على عدم العودة
الى المنازل .. شيئا أكرهه .
المفترض أن يتصدى الحكماء و الخبراء لتسيير مرحلة ما بعد سقوط الحكام .. لا أن يتصدى لها
واقفون في الشوارع .. لكل مطالبه التي لا تنتهي و كأن سقوط الحاكم فتح مغارة علي بابا .
أنا مقتنع تماما بمدى الوعي المتحقق لدى الشعوب .. لكن هذه الطموحات أكبر بكثير من الامكانات
الموجودة .. الآن يجب كبح و لجم الأماني و ترتيبها وفق رزنامة زمنية / تبا لعبارة خارطة الطريق
التي تأخذك مباشرة لتل أبيب / كي لا يتحول الغضبون لا قدر الله الى ارهابيين.