عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-03-2011, 04:17 AM   #3
zubayer
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: دار الخلافة
المشاركات: 1,635
إفتراضي

ثالثًا: استشارة عمر لعلي -رضي الله عنهما- في أمور الجهاد وشؤون الدولة:
كانعلي -رضي الله عنه- المستشار الأول لعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- وكانعمر يستشيره في الأمور الكبيرة منها والصغيرة، وقد استشاره حين فتحالمسلمون بيت المقدس، وحين فُتحت المدائن، وعندما أراد عمر التوجه إلىنهاوند وقتال الفرس، وحين أراد أن يخرج لقتال الروم، وفي وضع التقويمالهجري وغير ذلك من الأمور, وكان علي -رضي الله عنه- طيلة حياة عمرمستشارًا ناصحًا لعمر، محبًا له خائفًا عليه، وكان عمر يحب عليًا، وكانتبينهما مودة ومحبة وثقة متبادلة، ومع ذلك يأبي أعداء الإسلام إلاّ أنيزوّروا التاريخ، ويقصوا بعض الروايات التي تناسب أمزجتهم ومشاربهمليصوروا لنا فترة الخلفاء الراشدين عبارة عن أن كل واحد منهم كان يتربصبالآخر الدوائر لينقضّ عليه، وكل أمورهم كانت تجري من وراء الكواليس.
إنمن أبرز ما يلاحظه المتأمل في خلافة عمر تلك الخصوصية في العلاقة، وذلكالتعاون المتميز الصافي، بين عمر وعلي-رضي الله عنهما- فقد كان علي هوالمستشار الأول لعمر في سائر القضايا والمشكلات، وما اقترح على عمر رأيًاإلاّ واتجه عمر إلى تنفيذه عن قناعة، وكان علي -رضي الله عنه- يمحضه النصحفي كل شؤونه وأحواله, فمثلاً عندما تجمّع الفرس بنهاوند في جمع عظيم لحربالمسلمين جمع عمر- رضي الله عنه – الناس واستشارهم في المسير إليهم بنفسه،فأشار عليه عامة الناس بذلك، فقام إليه علي – رضي الله عنه- فقال: أمابعد، يا أمير المؤمنين، فإنك إن أشخصت أهل الشام من شامهم سارت الروم إلىذراريهم، وإنك إن أشخصت أهل اليمن إلى ذراريهم من يمنهم سارت الحبشة إلىذراريهم، وإنك إن أشخصت من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من أطرافهاوأقطارها حتى يكون ما تدع وراءك أهم إليك مما بين يديك من العوراتوالعيالات، أقرر هؤلاء في أمصارهم، واكتب إلى أهل البصرة، فليتفرقوا ثلاثفرق: فرقة في حرمهم وذراريهم، وفرقة في أهل عهدهم حتى لا ينتقضوا، ولتسرفرقة إلى إخوانهم بالكوفة مددًا لهم. إن الأعاجم إن ينظروا إليك غدًاقالوا: هذا أمير العرب وأصلها، فكان ذلك أشد لكلبهم عليك، وأما ما ذكرت منمسير القوم، فإن الله هو أكره لمسيرهم منك، وهو أقدر على تغيير ما يكره،وأما عددهم فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ولكن بالنصر، فقال عمر: هذا هو الرأي كنت أحب أن أتابع عليه
.
كانت نصيحة علي نصيحة المحب لعمرالغيور عليه، والضنين ألاّ يذهب، وأن يدير رحى الحرب بمن دونه من العربوهو في مكانه، وحذّره من أنه إذا ذهب، فلسوف ينشأ وراءه من الثغرات ما هوأخطر من العدو الذي سيواجهه، أرأيت لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلمأعلن أن الخلافة من بعده لعلي، أفكان لعلي أن يرغب عن أمر رسول الله -صلىالله عليه وسلم- هذا، وأن يؤيد المستلبين لحقه بل لواجبه في الخلافة بمثلهذا التعاون المخلص البنّاء؟ بل أفكان للصحابة -رضوان الله عليهم- كلهم أنيضيعوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ بل أفكان من المتصوّر أن يجمعواوفي مقدمتهم علي -رضوان الله عليه- على ذلك؟ بوسعنا أن نعلم إذن بكلبداهة، أن المسلمين إلى هذا العهد – نهاية عهد عمر – بل إلى نهاية عهد عليكانوا جماعة واحدة، ولم يكن في ذهن أي من المسلمين أي إشكال بشأن الخلافة،أو شأن من هو أحق بها
.
إن كثرة مشاورة عمر لعلي- رضي الله عنهما- وغيرهمن الصحابة، لا يعني هذا أنه دونهم في الفقه والعلم، فقد بينت الأحاديثالصحيحة التي تدل على علوّ علمه، واكتمال دينه، ولكن إيمانه وحبه للشورى،وتعويده للحكام فيما بعد على المشاورة، وعدم الاستبداد بالأمر والرأي،وإلا فإن عليًا -رضي الله عنه- كان كثيرًا ما يرجع عن رأيه إلى رأي عمر, فقد جاء عن عائشة- رضي الله عنها- في معرض حديثها عن عمر قولها: وقد كانعلي -رضي الله عنه- يتابع عمر بن الخطاب، فيما يذهب إليه ويراه، مع كثرةاستشارته عليًا، حتى قال علي -رضي الله عنه-: يشاورني عمر في كذا، فرأيتكذا، ورأى هو كذا، فلم أر إلاّ متابعة عمر
.

__________________
۩ ۞۩ ۩۞۩۩۞۩۩۞
لا اله الا الله محمد رسول الله
★☀ الله أكبر☀★
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩
zubayer غير متصل   الرد مع إقتباس