عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-03-2011, 04:20 AM   #6
zubayer
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: دار الخلافة
المشاركات: 1,635
إفتراضي

قالمالك بن أوس: بينما أنا جالس في أهلي حين متع النهار, إذا رسول عمر بنالخطاب يأتيني، فقال: أجب أمير المؤمنين، فانطلقت معه حتى دخلت على عمر،فإذا هو جالس على رمال سرير ليس بينه وبينه فراش، متكئ على وسادة من أدم،فسلّمت عليه ثم جلست، فقال: يا مالك، إنه قدم علينا من قومك أهل أبيات،وقد أمرت فيهم برضخ، فاقبضه فاقسمه بينهم، فقلت: يا أمير المؤمنين، لوأمرت به غيري، قال: اقبضه أيها المرء، فبينما أنا جالس عنده أتاه حاجبهيرفأ، فقال: هل لك في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد بن أبي وقاص،يستأذنونك؟ قال: نعم، فأذن لهم فدخلوا فسلموا وجلسوا، ثم جلس يرفأ يسيرًا،ثم قال: هل لك في عليّ وعباس؟ قال: نعم، فأذن لهما فدخلا فسلّما فجلسا،فقال عباس: يا أمير المؤمنين، اقض بيني وبين هذا، وهما يختصمان فيما أفاءالله على رسوله -صلى الله عليه وسلم- من مال بني النضير، فقال الرهطعثمان وأصحابه-: يا أمير المؤمنين، اقض بينهما، وأرح أحدهما من الآخر. قالعمر: تيدكم, أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أنرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا نورث، ما تركناه صدقة» يريد رسولالله صلى الله عليه وسلم نفسه؟ قال الرهط: قد قال ذلك، فأقبل عمر علىعليّ، وعباس، فقال: أنشدكما بالله، أتعلمان أن رسول الله -صلى الله عليهوسلم- قد قال ذلك؟ قالا: قد قال ذلك، قال عمر: فإني أحدثكم عن هذا الأمر،إن الله قد خصّ رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدًاغيره، ثم قرأ: (وَمَا أَفَاءَ اللهُ عَلَىرَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَرِكَابٍ وَلَكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللهُعَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). [الحشر:6]. فكانت هذه خالصة لرسولالله -صلى الله عليه وسلم- و والله ما احتازها دونكم، ولا أستأثر بهاعليكم، قد أعطاكموها، وبثها فيكم، حتى بقي منها هذا المال، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ مابقي، فيجعله مال الله، فعمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك حياته،أنشدكما بالله، هل تعلمان ذلك؟ قال عمر: ثم توفى الله نبيه -صلى الله عليهوسلم- فقال أبو بكر: أنا وليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والله يعلمأنه فيها لصادق بار راشد تابع للحق، ثم توفى الله أبا بكر، فكنت أنا وليّأبي بكر فقبضتها سنتين من إمارتي، أعمل فيها بما عمل رسول الله صلى اللهعليه وسلم، وما عمل فيها أبو بكر، والله يعلم أني فيها لصادق بار راشدتابع للحق، ثم جئتماني تكلماني وكلمتكما واحدة وأمركم واحد، جئتني ياعباس، تسألني نصيبك من ابن أخيك، وجاءني هذا «يريد عليًا» يريد نصيبامرأته من أبيها، فقلت لكما: إن رسول الله قال: «لا نورث، ما تركناه صدقة» فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت: إن شئتما دفعتها إليكما، على أن عليكماعهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل فيها رسول الله -صلى الله عليهوسلم- وما عمل أبو بكر، وبما عملت فيها منذ وليتها، فقلتما: ادفعها إلينا،فبذلك دفعتها إليكما، فأنشدكم بالله هل دفعتها إليهما بذلك؟ قال الرهط: نعم، ثم أقبل على عليّ وعباس فقال: أنشدكم بالله، هل دفعتها إليكما بذلك؟قالا: نعم، قال: فتلتمسان مني غير ذلك، فو الله الذي بإذنه تقوم السماءوالأرض، لا أقضي فيها قضاء غير ذلك، فإن عجزتما عنها فادفعاها إليّ، فإنيأكفيكماها.

ثامنًا: ترشيح عمر عليًا للخلافة مع أهل الشورى، وما قاله علي في عمر بعد استشهاده:

1- ترشيح علي مع أهل الشورى: لما طُعن عمر -رضي الله عنه- وظن أنه سيفارق الحياة، وأخذ المسلمون يدخلونعليه، ويقولون له: أوصِ يا أمير المؤمنين، استخلف، فقال: ما أجد أحق بهذاالأمر من هؤلاء النفر – أو الرهط- الذين تُوفّي رسول الله صلى الله عليهوسلم وهو عنهم راضٍ فسمّى عليًا، وعثمان، والزبير وطلحة وسعدًا وعبدالرحمن, ثم دعا خاصتهم، وهم: عبد الرحمن، وعثمان، وعلي فوعظهم. إن عمر -رضي الله عنه- إمام وعليه أن يستخلف الأصلح للمسلمين، فاجتهد في ذلك ورأىأن الستة الذين تُوفّي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عنهم راضٍ أحقمن غيرهم، وهو كما رأى، فإنه لم يقل أحد أن غيرهم أحق منهم، وجعل التعيينإليهم خوفًا أن يعين واحدًا منهم، ويكون غيره أصلح لهم، فإنه ظهر له رجحانالستة دون رجحان التعيين، وقال: الأمر في التعيين إلى الستة يعينون أحدًامنهم، وهذا اجتهاد إمام عادل ناصح لا هوى له رضي الله عنه، وهو نموذجواقعي لتطبيق قول الله تعالى: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ). [الشورى:38] وقال: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ). [آل عمران: 159]، فكان ما فعله من الشورى مصلحة.
__________________
۩ ۞۩ ۩۞۩۩۞۩۩۞
لا اله الا الله محمد رسول الله
★☀ الله أكبر☀★
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩
zubayer غير متصل   الرد مع إقتباس