عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-03-2011, 04:22 AM   #7
zubayer
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: دار الخلافة
المشاركات: 1,635
إفتراضي

إنالفاروق -رضي الله عنه- رأى الأمر في الستة متقاربًا، فإنهم وإن كانلبعضهم من الفضيلة ما ليس لبعض، فلذلك المفضول مزية أخرى ليست للآخر، ورأىأنه إذا عين واحدًا فقد يحصل بولايته نوع من الخلل فيكون منسوبًا إليه،فترك التعيين خوفًا من الله تعالى، وعلم أنه ليس واحد أحق بهذا الأمرمنهم، فجمع بين المصلحتين، بين تعيينهم إذ لا أحق منهم، وترك تعيين واحدمنهم لما تخوفه من التقصير، والله تعالى قد أوجب على العبد أن يفعلالمصلحة بحسب الإمكان، فكان ما فعله غاية ما يمكن من المصلحة، ولا يقالإنه بجعله الأمر شورى بين الستة قد خالف به من تقدمه كما هو زعم الشيعةالرافضة؛ لأن الخلاف نوعان: خلاف تضادّ وخلاف تنوّع، وما فعله عمر – رضيالله عنه – من النوع الثاني, وقد أقره على اجتهاده كل الصحابة ولم نسمعأحدًا عارضه، وقد بسطت ما ابتكره عمر من طريقة جديدة في اختيار الخليفة منبعده في كتابي "فصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب شخصيتهوعصره"، فمن أراد التوسع فليرجع إليه مشكورًا.
2- ما قاله علي في عمر بعد استشهاده:
قال ابن عباس كما هو في صحيح البخاري: وُضع عمر على سريره فتكنفه الناسيدعون ويصلون، قبل أن يرفع، وأنا فيهم، فلم يرعني إلاّ رجل آخذ منكبي، إذاعلي بن أبي طالب، فترحم على عمر وقال: ما خلفت أحدًا أحب إليّ أن ألقىالله بمثل عمله منك، وايم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك،وحسبت أني كنت كثيرًا ما أسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ذهبت أناوأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر.
3- قول علي في عمر:
إن عمر كان رشيد الأمر، وها هو حرصه على عدم مخالفته بعد وفاته. عن عبدخير قال: كنت قريبًا من علي حين جاء أهل نجران قال: قلت: فإن كان رادًاعلى عمر شيئًا فاليوم، قال: فسلموا واصطفوا بين يديه، قال: ثم أدخل بعضهميده في كمه، فأخرج كتابًا، فوضعه في يد علي، قالوا: يا أمير المؤمنين، خطكبيمينك وإملاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليك، قال: فرأيت عليًا وقدجرت الدموع على خده قال: ثم رفع رأسه إليهم فقال: يا أهل نجران، إن هذالآخر كتاب كتبته بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالوا: فأعطنا مافيه، قال: سأخبركم عن ذاك؛ إن الذي أخذه عمر لم يأخذه لنفسه، إنما أخذهبجماعة من المسلمين، وكان الذي أخذه منكم خيرًا مما أعطاكم، والله لا أردّشيئًا مما صنعه عمر. إن عمر كان رشيد الأمر, وهذه الحادثة أصل الفقهاءعليها قولهم: لا يرد القاضي اجتهاد قضاء من قبله عن علي, ورُوي عنه أنهقال: اقضوا كما كنتم تقضون حتى تكونوا جماعة، فإني أخشى الاختلاف, وهو قولجمهور الفقهاء, وقد قال علي: ما كنت لأحل عقدة شدّها عمر.
4- إن عمر بن الخطاب كان يكره نزوله، فأنا أكرهه لذلك:لما فرغ علي من وقعة الجمل، ودخل البصرة، وشيّع أم المؤمنين عائشة لماأرادت الرجوع إلى مكة، سار من البصرة إلى الكوفة، فدخلها يوم الاثنين،لثنتي عشرة ليلة خلت من رجب سنة ست وثلاثين، فقيل له: انزل بالقصر الأبيض،فقال: لا، إن عمر بن الخطاب كان يكره نزوله فأنا أكرهه لذلك، فنزل فيالرحبة، وصلّى في الجامع الأعظم ركعتين
.
5- حب أهل البيت لعمر رضي الله عنه:
إن من دلالة محبة أهل البيت الفاروق – رضي الله عنه – تسمية أبنائهمباسمه، حبًا وإعجابًا بشخصيته، وتقديرًا لما أتى به من الأفعال الطيبةوالمكارم العظيمة، ولما قدم إلى الإسلام من الخدمات الجليلة، وإقرارًابالصلات الودية الوطيدة التي تربطه بأهل بيت النبوة والرحم، والصهر القائمبينه وبينهم؛ فأوّل من سمى ابنه باسمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب،سمّى ابنه من أم حبيب بنت ربيعة البكرية عمر, وقد جاء في كتاب صاحبالفضول، حتى ذكر أولاد علي بن أبي طالب: وعمر من التغلبية، وهى الصهباءبنت ربيعة من السبي الذي أغار عليهم خالد بن الوليد بعين التمر، وعمَّرعمر هذا حتى بلغ خمسًا وثمانين سنة، فحاز نصف ميراث علي رضي الله عنه،وذلك أن جميع إخوانه وأشقائه وهم عبد الله وجعفر وعثمان قُتلوا جميعهمقبله مع الحسين رضي الله عنه – يعني أنه لم يقتل معهم – بالطف فورثهم, هذاوتبعه حسن في ذلك الحب لعمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- فسمى أحد أبنائهعمر أيضًا, وكذلك الحسين بن علي سمّى عمر، ومن بعد الحسين ابنه علي الملقببزين العابدين سمّى أحد أبنائه عمر, وكذلك موسى بن جعفر الملقب بالكاظمسمّى أحد أبنائه عمر, فهؤلاء الأئمة من أهل البيت الذين ساروا على هديالنبي -صلى الله عليه وسلم- ومعالم منهج أهل السنة والجماعة بسيرتهمالعطرة يظهرون لعمر الفاروق ما يكنّونه في صدورهم من حبهم وولائهم له بعدوفاته بمدة، وقد جرى هذا الاسم، وكذلك أبو بكر وعثمان في ذرية أهل البيتممن ساروا على مذهب الحق وهو منهج أهل السنة والجماعة إلى يومنا هذا، ونجدأسماء الصحابة وأمهات المؤمنين في البيوت الهاشمية التي التزمت بالكتابوالسنة، فقد سمّوا طلحة، وعبد الرحمن وعائشة وأم سلمة ونحن ندعو الشيعةاليوم إلى الاقتداء بعلي والحسن والحسين وسائر الأئمة من آل البيت،فيسمّون بعض أبنائهم وبناتهم بأسماء الخلفاء الراشدين، وأمهات المؤمنين. نرجو ذلك.
__________________
۩ ۞۩ ۩۞۩۩۞۩۩۞
لا اله الا الله محمد رسول الله
★☀ الله أكبر☀★
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩
zubayer غير متصل   الرد مع إقتباس