(43)
وقد يتصرف الشاعر في طريقة التكرار ذاتها بالتدخل في العنصر المكرر والتصرف في صياغته بحيبث لا يأتي بصورة واحدة في كل مرة ، ومن النماذج البارعة لهذه الصورة من صور التكرار المركب "الإصحاح العاشر " من قصيدة "سفر ألف دال" للشاعر أمل دنقل (42)
الشوارع في آخر الليل ، آه، أرامل متشحات ينهنهن في عتبات القبور البيوت
قطرة .. قطرة تساقط أدمعهن مصابيح ذابلة ،تتشبث في وجنة الليل ، ثم تموت
***
الشوارع في آخر الليل ، آه ، خيوط من العنكبوت
والمصابيح تلك الفراشات عالقة في مخالبها ، تتلوى ..فتعصرها ،
ثم تنحّ شيئًا فشيئًا ، فتمتص من دمها قطرة ..قطرة ، فالمصابيح قوت
***
الشوارع في آخر الليل ،آه ، أفاع تنام على راحة القمر الأدبي الصموت
لمعان الجلود المفضضة المستطيلة يغدو مصابيح مسمومة الضوء،يغفو
بداخلها الموت ، حتى إذا غرب القمر انطفأت ،وعلى في شرايينها السم
تنزفه قطرة .. قطرة في السكون المميت
***
وأنا كنت بين الشوارع وحدي،وبين المصابيح وحدي
أتصبب بالحزن بين قميصي وجلدي
قطرة ..قطرة كان حبي يموت
وأنا خارج من فراديسه دون ورقة توت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(42):ديوان العهد الآتي ، ص 60