(75)
على أن رصد التشابه الحصي بين عناصر الصورة ليس معيبًا في ذاته ، ولكن المعسيب هو الوقوف عند رصد هذا التشابه وتسجيله وعدم توظيفه إيحائيًا وإلا فأن كثيرًا من الصور الشعرية البارعة تقوم على مثل هذ االتشابه الحسي ، ولكن الشاعر يتجاوز هذا التشااهب وينفذذ من خالله إلى البوح بمكنون نفسه الدفين ، فحين يقول الاشعر أحمد عبد المعطي حجازي مثلاً في تصوير إحساسه بهجير المدينة وقسوتها وجهامتها في ديوانه الذي أطلق عليه اسم "مدينة بلا قلب "
72)
شوارع المدينة الكبيره
قيعان نار
تجتر في الظهيره
ماشربته في الضحى من اللهيب
يا ويله من لم يصادف غير شمسها
غير البناء والسياج والبناء والسياج
غير المربعات والمثلثات الزجاج
_________
(72)أحمد عبد المعطي حجازي:قصيدة "إلى اللقاء " من يوان" مدينة بلا قلب" .الطبعة الثانية.دار الكتاب العربي .القاهرة .1968ص119