[صفاء العشري]

إن معلوماتك بشأن مقارنة تدخل الولايات المتحدة في أفغانستان بالاحتلال السوفيتي مشوهة؛ وبحاجة إلى تصحيح. عندما كانت الولايات المتحدة تدعم المجاهدين في حربهم ضد الروس لم يكن هناك شيء أسمه حركة طالبان. ونحن لم نتدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان بعد أن غادرها السوفيت؛ لقد اضطرت الولايات المتحدة للتدخل في أفغانستان بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبرالتي تم التخطيط لها من ملاذ آمن وفرته حركة طالبان لأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة.وعندما رفضت حركة طالبان عدم تقديم مأوى لهؤلاء القتلة، قدمنا الدعم الجوي للمقاومة الأفغانية ضد حركة طالبان؛ وأود أن أضيف لمعلوماتك أيضاً؛ أن بعض هؤلاء المقاومين هم أنفسهم الذين قاتلوا السوفيات في السابق. ومنذ أن ذهبت قوات حلف شمال الاطلسي لأفغانستان في عام 2001؛ وهي تخطط لسحب قواتها من هناك؛ وسوف تنتهي مهمة حلف شمال الاطلسي في افغانستان عندما تصبح الحكومة الافغانيه المنتخبه قادره على حماية شعبها من أعداء الداخل والخارج.
بأي منطق أو أدلة يمكنك مقارنة إحتلال الاتحاد السوفياتي السابق لأفغانستان مع مهمة حلف شمال الاطلسي الآن؟ تدخل السوفيت في أفغانستان عام 1979؛ لدعم النظام الماركسي عندما بدأ يتعرض للمقاومة من قبل الأفغان . وقد كان الغزو السوفياتي مدانا من قبل الجميع تقريبا، في حين أن مهمة الآيساف معترف بها من قبل الحكومة الافغانية المنتخبة، فضلاً عن أعتراف الأمم المتحدة بها. ويضم هذا الائتلاف 48 بلداً، من ضمنها بلدان مسلمة. والأهم من ذلك، ألا تعتبرمقارنتك هذه إهانة للمجاهدين الذين حاربوا السوفيت عام 1980؟ والذين لم يقتلوا أبناء بلدهم كما تفعل حركة طالبان الآن؟ تعتبر حركة طالبان مسؤولة عن أكثر من 85 في المئة من الخسائر في صفوف المدنيين في أفغانستان. ومما لا ينكر أيضاً أنهم لم يحظوا بتأييد من الشعب الأفغاني، ولكنهم حكموه بالخوف والتعذيب، تماماً كما فعلت الحكومة العميلة التي سبقتهم.
وفيما يتعلق بإنتصارات طالبان الوهمية التي تواصل نشرها في هذا المنتدى؛ فهي ليست سوى دعاية رخيصة تهدف إلى حجب الحقائق عن القراء. اما ما يسمى بعملية "بدر الربيع" والتي شنتها حركة طالبان مؤخراً؛ فقد جاءت بعد هزائم ثقيلة تعرضت لها من حلف شمال الاطلسي وقوات الأمن الأفغانية.
http://www.isaf.nato.int/article/isaf-releases/isaf-joint-command-evening-operational-update-may-27-2011.html
وقد كنا نتوقع تماماً أن تعمل حركة طالبان على زيادة هجماتها في ربيع هذا العام. وحقيقة الأمر أنهم تعرضوا في السنة الماضية لضربات شديده بعد الأرتفاع الكبير في عدد قوات التحالف وزيادة مقدرات قوات الأمن الأفغانية. ونحن لم تتوقف عملياتنا العسكرية حتى خلال موسم الشتاء الماضي . وحركة طالبان الآن يقومون بمحاولات يائسة لإثبات وجودهم، لذلك لا يدهشنا أن تتضمن تصريحاتهم الدعائية مبالغات أكثر مما تعودنا على رؤيته في السابق. لكن الشعب الأفغاني يعرف الحقائق بشكل أفضل، كذلك قراء هذا المنتدى الأعزاء.
القيادة المركزية الامريكية