عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-06-2011, 11:46 PM   #1
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي لماذا يخاف بنو صهيون من ربيع الشعوب العربية ؟!

ثلاثـة أمـور هي أسوء كابوس يخيـّم على بني صهيون بسبب الثورات العربية :
أحدها : أنّ الصهاينة قد دأبوا على النفاق طيلة العقود الماضية أنهم الشعب الوحيد المتحضّر ، بين ظهرانـي العرب الوحوش المفترسـة ، وأنـَّه ليس ثمـّة نظام حـرّ ينظـّم حيـاة البشـر بمعايير سياسية حضارية راقية ، يتم فيها تداول السلطة ، وحرية النقد ، وحفظ كرامة الشعب ، إلاّ النظام الصهيوني ، ولهذا فإن دعم هذه الواحة المتحضـرة ، وسط التوحُّش ، والتخلـُّف ، والفساد ، والإستبـداد ، واجب على الإنسانية ، وليس على ( العالم الحـر الغربي ) فحسب!!
وكان ساسة الغرب يعزفـون على النغمـة ذاتـها ، زاعميـن أنهم عندما يدافعون عن الكيان الصهيوني _ رغم كلّ وحشيّتـه ضدّ الفلسطينيين أهل الوطن المحـتلّ _ إنما يدافعـون عـن ( النظام الحـرّ ) الأوحـد في منطقة الشرق الأوسـط ، والحليف المتحضّـر الوحيد للعالم الحـرّ شرق المتوسـط !
ولاريب أنَّ التحالف الصهيوغربي هو الذي صنع هذه الصورة المغلوطـة أصـلا ً، بكـلّ ما فيها حتـى ألوانهـا المزيـّفة ، خاصّة الأحمـر القاني ، لون الأنظمة الدموية العربية ،
وذلك بدعمه اللامحدود للطغـاة العـرب ، ثم التكتـّم الإعلامي على كلّ جرائمهم ، وأعظمـها جرائمهم السياسية التي محـت إرادة هذه الأمـة ، ومرّغـت أنفهـا في الرغـام ،
ثم بإنقاذ هؤلاء الطغـاة من غضب شعوبهم ، كلّما همـّت بالثورة عليهـم .
ولعـلّ الشعـوب العربية التي ثارت ، فأخـذت تحطـّم صور الزعماء صنيعة التحالف الصهيوغربي من الشوارع العربية ، لم يخطـر على بالها في تلك اللحظات المجيدة من تاريخ أمـّتنا ، أنها تحطـم أيضا تلك الصورة التي رسمها التحالف الصهيوغربي ، للمشهد السياسي بين الكيان الصهيوني ، والعالـم العربـي .
وأنَّ من أعظم بركات هذه الثورات أنها ستزيل هذه الصورة المزيّفـة الملصقة على العالم العربي ، لتكشف الصورة الحقيقية تحتهـا ، وهـي صـورة معكوسة تماما ، وستظهـر الحقيقـة الباهرة ، وهي أنّ الشعوب العربية بحضارتها الإسلامية المتحضـّرة ، وقيمها الحـرّة العادلة ، وكرامة شعوبها ، هي التي ابتُليت بكيان عنصريّ ، خبيث ، متوحّش لايعرف للعدالة معنى ، ولا التحضـّر مغـزى .
والثانـي : أنَّ الصهاينة يعلمون علم اليقين ..
أنَّ الذي يحول دون زحف الشعوب العربية لتحرير فلسطين ، هـو هذه الأنظمـة الجاثـمة على صدر أمّتـنا ، أكثـر من أيِّ شيء آخـر ،
ذلك أنَّ وظيفة هذه الأنظمـة تتلخّـص في ثلاثـة أمور :
1ـ إبقـاء هذه الشعوب في مثلث : ( الخوف ، والمهانـة ، واللاّإرادة ) ، وهذا يعني إعدامَهـا تماما من الوجود الفعلي ، وإبقاءَها في حالة وجود شكـْلي مجرد ، أي أرقام تعداد سكان فحسب ، وهذا هو واقـع الشعـوب العربية قـبل ربيعهـا !!
.
2ـ والحيلولة دون تقدُّم هذه الشعوب نحو وحدتها الحضارية ، سواء على مستوى الفكـر والثقافة ، أو الوجـدان ، أو السياسة ، أو الجغرافيــا.
3 ـ وإشغالها بكلِّ شـيء تافـه ، عـن قضاياها المصيرية ، ولاسيما القضية الفلسطينية .
وأنّ هذه الأنظمة الدكتاتورية إذا ولَّت ، فسترجع لهذه الشعوب إرادتها ، فستتحرك لامحـالة لرفض الظلم الواقع على الأمـّة من الكيان الصهيوني ، وسوف تثـأر من جرائمه ، وستتخذ القرارات التي تزلزل ذلك الكيان .
وأنّ هذه الشعوب إذا كسرت حاجز الخوف من أنظمتها المستبـدّة ، فستتجـرأ بعـد ذلك على كلِّ شيء ، وستواجه جميع أعدائها ، بل ستكون مواجهتها لأعدائها الخارجيين أهـون عليها .
ذلك أنَّ الشعب الذي لايسعى لتحرير أرضه من عدوِّه ، هو الشعب الذي يعيش تحت خيمة المهانـة فحسـب ، أمـّا إذا صار الشعـب شعبـاً كريمـاً ، فسـوف يشمخ بكرامته ، وينتصـر على المحتلّ لأرضه .
وأنَّ هذه الشعوب إذا ملكت قرارها ، فسوف تفعـِّل جميع مقومات وحدتها ، وتحمـُّلِها مسؤوليتها الحضارية العالميـّة .

جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس