عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-06-2011, 11:47 PM   #2
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

الثالث : أنّ الصهاينـة على دراية تامة أنَّ الخطـاب الإسلامي هو المسيطر على الشارع العربـي ،



وأنـَّه لم يكن يحاربـه ، ويلاحقـه ، ويتعاون مع التحالف الصهيوني لإبقائه في دائرة الإتهـام ، والمحاصرة ، والتضييـق ،



لم يكن يفعـل ذلك إلاّ هؤلاء الطغـاة !



فإذا سقط الطغـاة ، فإنّ سقوطهـم بمثابة ( إطـلاق المارد من قمقمـه ) ، وسينتقـل المشروع الإسلامي من السيطرة على مستوى التأثيـر الفكري والإجتماعي على الشارع العربي ، إلـى تسـيُّد مراكز القرار التي يصـنع الحدث ، أو على الأقـل يزاحـم بمستويات عالية فيـه ،


.


وهذا لن يعني سوى نهاية الكيان الصهيوني حتمـا.



وذلك لا يخفـى على بني صهيوني ، حتى حكى مجاهدٌ فلسطيني كان معتـقلاً في سجون الصهاينـة ، أنَّ ضابطـا صهيونيا للتحقيق ، قال له ذات مرّة ، إنا نعـلم أنكم أنتم أيُّهـا المتديـنون ستنتهي دولتنا على عهدكـم ، وأنـه سيأتي لامحالـة ،



ولهـذا فليس هـذا ما سأسلك عنه ، ولكن عما ستفعلون بنا إذا تحقـَّق ذلك وكنتُ حيـّا ، فأجابـه : ما تمليه علينا شريعـتنا .



هذا .. ولاريب أنَّ من بركات هذه الثورات ، وضعـها السياسة الغربية عامـّة ، والأمريكية خاصـّة ، فـي ورطـة هائلـة ،



وذلك بسبب إنكشاف نفاقها ، عندما حاولت دعم الطغاة ، ثم تلكـّأت عن تأييد الثورات العربيـّة ، ثم لما رأت أنَّ السيل جارف ، وليس عنه صارف ، نافقت نفاقـا ممجوجـا وفاضحـا ،



ثم إنَّ هذه مجرد البداية ، فتسوماني الفضيحة الكبرى قادم في القضية الفلسطينية ، وأمام مجرمي الساسة في بيتهم الأسـود إمتحان عصيب ، لن ينجحـوا فيه بلا ريـب .



فهاهـو أوبامـا يسقط على أمّ رأسه قبـل الإمتحـان ، عندما التقى بالصهاينة قبـل أسبوعيـن ، محاولا التهدئة من مخاوفهم ، التي أحاطـت بهم بسبب هذه الثورات المباركة ، مصرحا أنه سيقف معـم ، في كلِّ شيء ، في رفضهم العودة إلى حدود 67 ، ورفضهم المصالحة ، وعدّهـا تهديدا لهـم ، وسيحميهـم من العزلة الدولية ، وسيكرّس مبدأ أن أمن الصهاينة ، وأمن أمريكا ، كلّ لايقبـل التجزئة .



هذا ماقاله للصهاينة على إثـر لقاء نتنياهـو به ، وكأنـَّه سمع تهديدا ، ارتدعت له فرائصـه !!



أما عندما وجه خطابه للعرب ، فإنه تبجِّح بكلِّ وقاحـة ، وصـَلَف ، مدعيـا _ إدعـاء العاهـرة الملوثة سمعتها بروث الخنازيـر _ أنَّ السياسة الأمريكية هي التي هيأت الظروف للثورات العربية ، ودعمتهـا !!



ونسي هذا الأُحيـْمق أنّ ذاكـرة الشعـوب هنا ، قـد أصبحـت أقوى مما مضى ، لاسيـما وفي (جيب) كـلِّ عربـي ، جهـازٌ يحمـل ( أرشيف ) شامل _ أعني أجهـزة النيوميدا _ للمواقف الأمريكية المخزيـة .



وأنَّ شعوبنا هذه المـرَّة ، هـي التي استخدمت أمريكـا استخداما ذكيـَّا ، وسخـَّرتها تسخيرا لدعـم إسقاط الدكتاتوريات التي صنعتها أمريكـا بنفسها ، ولغسل عارها هذا رغما عنها .



أرغمتها الشعـوب العربية على ذلك عندما صنعـت الثورة بتضحياتها ، وضـعت ساسة الغرب أمام دعاواهـم وجهـا لوجهـه ، فأجبرتهـم على مايكرهونه ، ووظفتـهم فيما كانوا يرغبـون عنه .



رغم أنّ الترحيب الأمريكي بالثورات على الطغاة ، جاء متأخـراً كمـا ذكرنا ، وبعدما فضحـُوا أنفسهم بتجاهلها أولا ، ثم محاولة إنقاذ الطغاة على إستحيـاء ثانيـا ، ثم التلكـُّؤ عـن دعـم الثورات ثالثـا.



حتى إذا سُقـط فـي أيديهـم ، ورأوا أنهم قـد ضلـُّوا ، جاء زعيمهـم الماكر يتبجـَّح ، متشبـِّعاً بما لم يُعـْطَ ، متزيـّنا بما ليس فيه !



وختـاما : فلـو لم يكـن لهذه الثورات نتيجـة سـوى زوال الكيان الصهيوني ، لكفى ذلك تصديـقا لبركاتـها على أمـّتنا ، كيف وهي مليئة بالبركـات.



ولو لـم يكن على عظيم نفعهـا للأمـّة دليـلٌ سـوى ما أصاب الصهاينة من الرعـب منها ، لكفـاه دليـلا .


فتأمّلوا مافـي جهـاد الطغـاة من الخير العميم ، والنفع العظيـم فسبحان الذي زرع الشهداء في عواصم بلادنـا بعـد القحـط ، وسقى بدمائهم ترابها بعد الظـمأ ، فانتظـروا إذن ، ربـيعا مزهـرا ، ومستقبلا باهرا ، وإنتصـارا ظافـرا ، بإذن الله تعالى .
والله المسـتعان ، وهو حسبنا ، عليه توكـلنا ، وعليه فليتوكـل المتوكـلون

حامد بن عبدالله العلي
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس