عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-06-2011, 06:59 PM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,890
إفتراضي بفية الموضوع

استمرار دعوة نوح (ص)950 سنة :
استمر نوح (ص)يدعو قومه لعبادة الله وحده مدة طويلة قدرها 950 أى بتعبير القرآن ألف سنة إلا خمسين عاما وفى هذا قال بسورة العنكبوت "ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما "وكان نوح(ص)فى تلك المدة يدعو القوم فى الليل وفى النهار وفى هذا قال بسورة نوح"رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا "وكان يدعوهم جهرا أى علنا للكل وإسرارا أى خفاء حيث كان يدعو كل واحد بمفرده بعيدا عن أعين الأخرين وفى هذا قال بنفس السورة "ثم إنى دعوتهم جهارا ثم إنى أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا "وكان يدعوهم مبينا لهم أن الله سيغفر لهم ذنوبهم وسيعطيهم الخير الكثير فيرسل السحاب بالماء المدرار ويزودهم بالمال والبنين ويملكهم الجنات ويعطيهم النهار وفى هذا قال "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا "وكان يبين لهم وجوب توقير الله الذى خلقهم على مراحل وخلق السموات السبع ووضع فيهن القمر نورا والشمس سراجا وخلقهم من الأرض ويرجعهم فيها بعد الموت ثم يبعثهم منها وخلق الأرض لهم ممهدة ليسيروا فى طرقها وفى هذا قال "ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا ألم تروا كيف خلق سبع سموات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا والله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا "فكانت نتيجة الدعوة كل هذه السنوات هى الفرار أى الإصرار على الكفر أى الاستكبار وفى هذا قال بسورة نوح "فلم يزدهم دعاءى إلا فرارا وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم فى أذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا " وقد نصحوا بعضهم البعض :لا تتركون عبادة آلهتكم أى لا تتركون عبادة ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وفى هذا قال "وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ".
نهى نوح (ص)عن الدعوة :
أنزل الله لنوح (ص)وحيا نهاه فيه عن دعوة القوم للإسلام لأنهم لن يؤمن منهم أحد غير من أمن فى البداية وفى هذا قال تعالى بسورة هود "وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد أمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون "وقد نهاه الله عن الأسى والحزن على أفعال الكفر التى قام بها القوم .
نوح(ص)يطلب من قومه إصدار أمرهم فيه :
قال نوح (ص)لقومه :إن كان عظم عليكم مقامى وتبليغى إياكم أحكام الله فاعلموا أنى بالله احتميت فأجمعوا رأيكم وآلهتكم المزعومة فى دعوتى ثم لا يكن قراركم مختلط ثم أبلغوه إلى ولا تنظرون ،وهذا يعنى أنه يدعوهم إلى اتخاذ قرار نهائى فيه بتكذيبه أو الإيمان به حتى يكون فى حل من دعوتهم بعد ذلك وفى هذا قال تعالى بسورة يونس "واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامى وتذكيرى بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلى ولا تنظرون "
صناعة الفلك :
لما أخبر الله نوح (ص)بأن أحدا من القوم لن يؤمن برسالته غير من سبق أن أمن أمره أن يصنع الفلك وهى السفينة الكبرى بأعين أى بوحى الله والمراد بإتباع أوامره ثم نهاه فقال :ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا والمراد ولا تطلب منى رحمة الكفار إنهم مغرقون وفى هذا قال بسورة هود"واصنع الفلك بأعيينا ووحينا ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون "وقد استجاب نوح (ص)للأمر فبدأ يصنع السفينة وكلما سار بجوار مكان صناعة السفينة بعض من الكفار ضحكوا عليه بإطلاق النكات والأقوال المستهزئة به فكان يرد عليهم قائلا :إن تضحكوا علينا اليوم فإنا نضحك عليكم مستقبلا كما تضحكون حاليا وسوف تعرفون من يصيبه عذاب يذله وينزل به عقاب دائم وفى هذا قال بسورة هود"ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ".
الطوفان :
لما أنهى نوح(ص)صناعة السفينة قال الله له فى الوحى :اركب فى السفينة من كل نوع من أنواع المخلوقات زوجين أى فردين ذكر وأنثى- اثنين وأهلك أى وأسرتك إلا من سبق عليه القول بكفره أى ابن نوح وزوجته- ومن أمن وما أمن أى صدق برسالته إلا عدد قليل ،وهذا يعنى أن ركاب السفينة هم المخلوقات بأنواعها المختلفة والمؤمنين سواء من أسرة نوح(ص)أو من غيرها وفى هذا قال تعالى بسورة هود "قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن أمن وما أمن معه إلا قليل "ولما جاء الأمر الإلهى بالعقاب فتح الله خروم السحاب بالماء المتتابع وفجر من الأرض عيونا والمراد وجعل أنهار اليابس تفيض فيضانا عارما فالتقى الماء القادم من أعلى بالماء الخارج من أسفل وفى هذا قال تعالى بسورة القمر "ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر "وفى بداية الطوفان َأَركب نوح(ص)من كل نوع ذكر وأنثى والمؤمنين وقال لهم :اركبوا فيها بحكم الله مسيرها وموقفها إن إلهى غفور رحيم ،وسارت السفينة بهم والأمواج تحيط بها من كل جانب وهى تشبه الجبال فى علوها وفى هذا قال بسورة هود"وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرسيها إن ربى غفور رحيم وهى تجرى بهم فى موج كالجبال "وقد شاهد نوح(ص)ابنه الوحيد الذى كفر برسالته فى مكان مرت عليه السفينة فناداه قائلا والابن كان واقفا فى معزل عن الماء :يا ولدى اركب معنا ولا تكن من الكافرين فرد عليه قائلا:سأذهب إلى جبل يحمينى من الماء فقال له نوح(ص)لا حامى من عقاب الله إلا من رحمه الله بإيمانه وفرق الموج بين الأب وابنه فكان الابن من الغارقين وفى هذا قال بسورة هود"ونادى نوح ابنه وكان فى معزل يا بنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين "وكان الطوفان استجابة لأدعية نوح(ص):رب إن قومى كفروا بى فاقضى بينى وبينهم قضاء وأنقذنى ومن معى من المؤمنين وفى هذا قال بسورة الشعراء "رب إن قومى كذبون فافتح بينى وبينهم فتحا ونجنى ومن معى من المؤمنين "وقوله :أنى مغلوب فانتقم لى وفى هذا قال تعالى بسورة القمر "فدعا ربه أنى مغلوب فانتصر "وقوله :رب لا تترك على الأرض من الكافرين إنسانا إنك إن تتركهم يضلوا خلقك ولا ينجبوا إلا فاجرا كفارا وفى هذا قال بسورة نوح"وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا "وكانت نتيجة الطوفان هى غرق كل الكفار وكان الله قد أمر نوح(ص)أن يقول عند ركوب السفينة هو والمؤمنين :الحمد لله الذى أنقذنا من أذى القوم الكافرين وأن يقول أيضا رب اسكنى مسكنا مباركا وأنت أفضل المسكنين وفى هذا قال بسورة المؤمنون "فإذا استويت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذى نجانا من القوم الظالمين وقل رب أنزلنى منزلا مباركا وأنت خير المنزلين "ولما غرق الكفار أنجى الله المؤمنين والمخلوقات فى الفلك وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "فكذبوه فأنجيناه والذين معه فى الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين "وقد أمر الله الأرض أن تبتلع ماء الطوفان وأمر السحاب أن يكف عن إنزال المطر وفنى الماء الزائد بهذه الأوامر وانتهى أمر الكفار واستوت السفينة على الجودى فى مكة حيث المنزل المبارك وفى هذا قال بسورة هود"وقيل يا أرض ابلعى ماءك ويا سماء اقلعى وغيض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودى وقيل بعدا للقوم الظالمين "والمنزل المبارك هو مكة لقوله تعالى بسورة آل عمران "وإن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا " وقد سكن نوح(ص)ومن معه مكة بعد نزولهم من السفينة حيث قال الله لنوح(ص)انزل بسلام منا أى رحمة لك ولأمم من معك والمراد أنواع المخلوقات- وأمم سنعطيهم فى الدنيا-والمراد الناس- ثم يصيبهم منا عذاب شديد وفى هذا قال تعالى بسورة هود"قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم "وقد تذكر نوح(ص)ابنه الكافر الذى لم ينجب ذكرا سواه فقال داعيا الله :إن ولدى من أهلى وإن قولك الصدق وأنت أفضل القضاة وهذا يعنى أنه يريد من الله أن يرحم ابنه فلا يدخله النار فأوحى الله له :يا نوح إنه ليس من أنصارك إنه فعل غير حسن أى إنه صنع الكفر فلا تطلبن الذى ليس لك فيه حق إنى أنصحك ألا تصبح من الكافرين فقال له نوح(ص)رب إنى احتمى بطاعتك من أن أطلب منك الذى ليس لى فيه حق وإلا تغفر لى أى ترحمنى أصبح من الهالكين وفى هذا قال تعالى بسورة هود"ونادى نوح ربه إن ابنى من أهلى وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إنى أعظك أن تكون من الجاهلين قال رب إنى أعوذ بك أن أسئلك ما ليس لى به علم وإلا تغفر لى وترحمنى أكن من الخاسرين "وقد كفرت أيضا زوجة نوح(ص)حيث خانته مع قومها فدخلت النار مصداق لقوله بسورة التحريم "ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين "وأما من أمن به من أهله فبناته ووالديه لقوله بسورة نوح"رب اغفر لى ولوالدى ولمن دخل بيتى مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات "ولم ينجب نوح(ص)ذكورا غير الولد الغارق ولم يكن له ذرية كما قال الكفار حام وسام ويافث لأن البشر بعده كانوا ذرية الذين حملهم معه فى السفينة وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية أدم وممن حملنا مع نوح "وقال بسورة الإسراء "وجعلناه هدى لبنى إسرائيل ألا تتخذوا من دونى وكيلا ذرية من حملنا مع نوح "والدرس المستفاد من القصة هو أن الكفار دائما يعصون الرسل ويتبعون كبار الكفار وقد تكرر هذا عبر العصور وفى هذا قال تعالى على لسان نوح (ص)فى سورته "رب إنهم عصونى واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا "والحمد لله من قبل ومن بعد
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس