وثامنـاً : إنْ صـح لنا أن نصوِّر موقع النظام السوري في المؤامـرة على هذه الأمـَّة ، فتخيـَّلوا ساحراً إيرانيـا مُشْعـراً كأقبـح ما يكون المشعـر في صورتـه ، أشـعث ، معقوف الأنـف ، كبيـره ، محدودب الظهـر ، كريه المظهـر ، قبيح الثيـاب ، مسودّهـا ، وهـو يحمـل بيده مفتـاحا أعـدَّه ليفتح به باب قلعـة الإسلام ، ليلج منه إلى حيث ينفث سمومه فيهـا ، وينشـر عقاربه خلَلَها ، ويضع بيوضَ حياته في أركانـها !
فهذا المفـتاحُ هو النظامُ السوري لاسواه ، عليه لعنة الله ، والملائكة ، والناس أجمعيـن ، مدَّعي العروبة وهو ربيب المجوسية ، وزاعـم الإنتماء إلى حضارتنا ، وهو الحليـف الوفـيِّ لأعدى أعدائهـا .
ولهـذا فلسوف يُسحق هذا المفتاح مع ساحره ، كما سُحـق كلُّ المتآمرين على أمِّتـنا وسوف يردُّ الله كيدَهـم في نحرهم النتن ، ( ولايفلح الساحر حيث أتى ) .
وتاسعاً : لقد استنفـد شارون سوريـا كلّ ما لديه من وسائل قمـع ، من فرض الحصار الخانق على المدن ، إلى التعذيب والإغتصـاب ، مرورا بقتل الأطفال ، وإطلاق النار الحـيّ على المتظاهـرين ، والإعتقالات العشوائيـة ، وترويـع الشعب بسائر وسائل الترويـع ، وإجبار الناس على التظاهر تأييداً للنظـام ، ومع ذلك فالثورة بازديـادْ ، والشعب في إصـرار وعنـادْ !
وهذا يعني أنّ النظام لـم يعد لديه ما يوقف الزحـف الثـوري ، وقد نفدت كنانتُه من السهام ، وجعبتُـه من أساليـب اللئام ، فما بعد هذا بإذن الله تعالى إلاّ الهزيمـة النكـراء ، والعاقبـة الشوهـاء ، بحـول خالق الأرض والسمـاء.
وعاشـراً : لقد أثبت النظام السوري أنـّه غبـيّ ، بل أغبـى نظام على وجه الأرض ، ومن الواضح أنَّ مسـار تاريخ البشـرية الآخـذ بالتطـوُّر هذه الأيـام ، قاضٍ بأنـّه لـم يعـد ثمـّة مكان للأغبياء في رأس السلطـة ، ولا للمتخلّفيـن عقلـيَّا على سُـدّة الحكـم !
وقـد رأيـنا من خلال تصرفات السلطة ضـدّ الثورة السورية المباركـة ، كيف كانـت أكاذيبـه في غاية الغباء ، والسذاجة ، وتبريراته لجرائمه في منتهـى الحمـق والفجاجـة ، يدَّعـي ما تكذّبه الصور فلا يعـي ، ويزعـم ما تفنـّده الوقائع القطعيـّة ، ويصـرّ : الحـقّ معـي !!
فدلّ ذلك على أنَّ التاريخ _ وشيكـا _ سيحمـله من طرف ثوبه ، فيلقيـه في مزبلـته .
فأبشـروا يا أهل الشام بجميع فئاته ، وطوائفه ، ممن نالهم ظلـم هذا النظام الطاغية ، إنّ فجـر الحرية لقريـب ، وشـروق شمس العدالة أسرع من السعفة اشتعل فيها اللهيـب .
ووالله الذي لا إله إلا هو ، ما قصّ عليّ قاصُّ رؤيا في النظام السوري ، وبعضهم من أبعـد الناس عما يشـاع في الأخبـار ، وأزهدهـم فيما بالسياسية يُثـار ، إلاّ وهـي تتجـّه في تعبيـرها إلى سقـوط النظام ومحاكمتـه ، وزواله إلى غيـر رجعـة ، بقوة الله تعالى القوي المتيـن ، وإنّ ربك لهم لبلمرصـاد .
( والله غالب على أمره ولكن أكثـر الناس لايعلمـون )
وحسبنا الله ونعم الوكيـل ، نعـم المولـى ، ونعـم النصيـر .
حامد العلي