وليعـلم الزعماء المستبدون أنه كما قال المفكر العبقري ، مالك بن نبي : إنّ المظالم هي المخزون الهائل الذي يشعـل الثـروات .
وأنهم عندما يستمرُّون فـي غـيّ الطغيـان ، إنما يقربون الفتيل من بارود الثورة .
وخـتاما فقـد كنـت أقول فيما مضى : إنَّ تعويض عقـود من التخلُّف ليس بالأمر السهـل ،
غير أنـني أتراجـع عن قولي ، فقـد أصبـح اليوم سهلا بحمد لله بعد هذه الثورات الشعبية التي أيقظـت الأمـة .
وأهـم ما تعلّمنـاه منها :
أنه مالـم يحدث تصحيحٌ جذريٌّ بثورة شعبية ، فلن تجـْديَ الحلول الترقيعيـّة في إنـقاذ أمـّتنا ،
والتصحيـح يعنـي :
أنَّ يسود مبدأ أنَّ الحـقّ فـوق القـوّة ، والشعب فوق السلطة السياسية ، والسلطة للأمـّة ،
فلا سلطة تملـك الشرعيـة إلاّ تلك التي تنطلق من إرادة الشعب ، وتعبـر عن روحه ، وتحقق آماله ، وأحلامه .
وبدون هـذا الإنجاز ، فسنبقى في تخـلّفنا ، في تيـه لن نخـرج منه أبـداً ، وسنلـدغ فيه من الجحـر ذاته ، مرات ومـرات !
والله سبحانه العليـم بما في نفوسـنا ، وأننا لا نريـد سـوى عزة أمتنا بعد أن أصبحت نهبا لكـلّ طامع ، ومرتعـاً لكلّ مفسد ، ومضربَ المثل للضعف ، والتخلف بين الأمـم .
الله وحـده هـو حسبُنا ، عليه توكـّلنا ، وعليه فليتوكّـل المتوكـّلون .
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 17/07/2011