عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-09-2011, 10:55 PM   #62
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

الرئيس العرقي أم العراقي
إذا كانت للانتهازية صورة تجسيدية معبرة فإنها خير ماتعبر عن نفسها

من خلال اللقاء الذي يجمع بين الرئيس العراقي جلال طالباني وبين

زعيم العصابة الصدرية مقتدى الصدر بعد عودته إلى العراق من غيبته

"القمية" الصغرى وتطويبه اماماً لأتباعه من الجهلة و الأميين

والفوضويين وهم كما نعلم الأغلبية في كل مجتمع , فكيف إذا كان ذلك

المجتمع هو المجتمع العراقي الحالي المليء و العامر بكل صور التخلف

و الظلامية وسيادة الأفكار العدمية المختلطة مع مرحلة فوضوية

شاملة هيمنت على مفاصلها سيطرة الأحزاب الدينية والطائفية

الظلامية المرتبطة إيرانيا وكذلك جمهرة الأحزاب الكردية ذات الطبيعة

العشائرية و العنصرية أيضا والتي يعتبر حزب الرئيس العراقي ( الإتحاد

الوطني الكردستاني ) أحدها , فهذا الحزب منذ أن تأسس عام 1976

في دمشق كان تحت رعاية المخابرات السورية ثم الإيرانية وعمل طويلا

بالتحالف مع النظام الإيراني خلال سنوات الحرب مع العراق رغم لحظات

الإنقلاب الإنتهازية العابرة في تاريخه من خلال المصالحة الموقتة مع

صدام حسين أواخر عام 1983 وقلب ظهر المجن للمعارضة العراقية

في"جوقد" وقتذاك ثم التحول و النكوص السريع نحو الولاءات السابقة


والتفاخر بنيل الدعم الكبير والشامل من النظام الإيراني كما قال وقتذاك

السيد أمين أنوشروان أحد قادة الحزب وقتئذ من دون أن ننسى المجازر

الكبيرة التي إقترفها حزب السيد الرئيس ضد الوطنيين العراقيين

المناضلين في كردستان مع إخوانهم من الشعب الكردي الطيب الصابر

وخصوصا ماحصل للحزب الشيوعي العراقي في مجزرة بشت آسان ! ,

المهم إن تقليب صفحات التاريخ يجلب مخازي وفضائح تزكم أنوف القراء

و تخدش عيونهم , وإذا كان الإحتلال يجب ماقبله ! فإن للتاريخ موجبات

وإعتبارات لايمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال فبعد إحتلال العراق

أميركيا وإسقاط نظام صدام بالقوة الأميركية المسلحة وهي أول وآخر

حالة تغييرية بتلك الطريقة في الشرق الأوسط كان للأحزاب الكردية دور

مركزي وفاعل فهي في الوقت الذي كانت ناشطة فيه مع قبائل

المعارضة العراقية فإنها كانت تحتفظ بأرفع الروابط الشخصية مع

القيادات البعثية الحكومية كما كانت مصالحها التجارية مفتوحة على

مصراعيها مع نظام بغداد وخصوصا في مجال تهريب الوقود و السلع و

السجائر وغيرها من دون أن ننسى أو نتجاهل المساعدة اللوجستية

الفضائحية التي قدمتها قوات النخبة في الجيش العراقي السابق

( الحرس الجمهوري ) في إجتياح مدينة أربيل بعد إحتلال قوات جلال

طالباني لها وإعادتها لهيمنة جماعة مسعود بارزاني في أغسطس

1996 وهي فضيحة بكل المقاييس يحاول القوم تجاوز ذكرياتها وملفاتها

رغم أن للتاريخ ذاكرة حية لا تمحى أبد الدهر مهما بلغت درجة النفاق

الشامل , المهم إن الإنتهازية الفظة و المخجلة قد أسفرت عن أبشع

وجوهها من خلال قيام رئيس لجمهورية العراق بخرق الدستور واللقاء

مع قاتل محترف في قضية معروفة وشهيرة صمت عنها القوم المؤلفة

قلوبهم في العراق صمت الموتى وتجاوزوا كل ملفاتها المخجلة وهي

قضية مصرع السيد عبد المجيد الخوئي ورفاقه في الحرم العلوي بأوامر

من مقتدى الصدر و بأيدي أتباعه في 10 إبريل 2003


وفشل القضاء العراقي المخجل أيضا في تنفيذ مذكرة التوقيف و

المساءلة و التحقيق , وهي جريمة كانت الباكورة و المقدمة لجرائم

كبرى إقترفها مقتدى وأتباعه ضد الشعب العراقي بشيعته و سنته وفي

حروب الفتنة التي أثارها والجرائم الطائفية المروعة التي حدثت بعد عام


2005 وكان يقف خلفها "جيش المهدي" بقياداته الإرهابية التي تطور

بعضها اليوم ليكون سلاح المخابرات الإيرانية السري في إشعال العراق ,

لقد هرب مقتدى لإيران كما نعلم إستجابة لنصيحة وقرار إيراني محض

بعد أن كادت مقصلة العدالة تقترب من رأسه ليذهب بعيدا هناك ويقيم

برعاية الحرس الثوري تحت مظلة الدراسة الحوزوية رغم أن حوزة

النجف هي أشد علمائية و افضل كثيرا من حوزة قم! لكونها الأصل كما

نعلم وتعلمون , ولكن الموضوع لم يكن موضوعا دراسيا فمقتدى لم

يتطور ولم يتحول اية الله لأن مواصفاته و إمكانياته العلمية والعقلية

والنقلية لا تناسب أبدا تلك الدرجة الفقهية المتقدمة بل تطور بأشياء

أخرى وهي المخاتلة وإنتظار تنفيذ الدور المستقبلي القريب لإشعال

الساحة العراقية وخصوصا في ظل الإشعال المنتظر للساحة اللبنانية

والذي بدأت فصوله الأولى مع تحركات "حزب الله" اللبناني ضد الوضع

الدستوري و بما ينذر بإشتعال أزمة ضخمة تعيد ذكريات الحرب الأهلية

اللبنانية المرة ولكن رسم ملامح الصراع يبدأ هذه المرة من طهران

وحيث يقف المشروع النووي الإيراني كعنصر حاسم للإشعال أو للتهدئة

ولكن تحت يافطات وشعارات أخرى , فدور مقتدى الصدر وعصابته أريد

له أن يكون إيرانيا مشابها لدور حسن نصر الله وعصابته في لبنان رغم

إختلاف شخصية الطرفين فالصدر لايتمتع ابدا بالصفات الشخصية لنصر

الله كما أن جماعة حزب الله اللبناني لا تشابهها من حيث التنظيم و

القدرة اللوجستية و الإستخبارية والميدانية أي جماعة عراقية أخرى

مدعومة من إيران , لقد فشل الإيرانيون في العراق في بناء منظومة

مماثلة لمنظومة "حزب الله" اللبناني لإختلاف الأوضاع بين البلدين

ولأمور ذاتية وموضوعية أخرى , ولكنهم نجحوا كثيرا في إستثمار

سنوات التعاون و الإحتضان للمعارضة العراقية الدينية طيلة عقدي

الثمانينات و التسعينات من القرن الماضي لإختراق السلطة العراقية

التي قامت بعد الإحتلال حتى أضحوا يمتلكون اليوم كل مفاصل العراق

الستراتيجية بعد أن بثوا عيونهم وجواسيسهم في كل زاوية عراقية ,

فالعراق الحالي هو كتاب مفتوح تماما للنظام الإيراني ولايوجد ماهو
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس