عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-01-2012, 10:00 AM   #4
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

تلك الأنظمة الفاسدة تظلم شعوبها وتطغى وتنتهك حقوق وحرمات الإنسان!
ولكنها مستعدة للخنوع والخضوع لمن تشعر أنه أقوى مقابل أن تبقى على كراسي حكمها في سدة الحكم إلى أن يتخطفهم الموت أويقعدهم العجز والمرض فلا يستطيعون حراكاً ولا كلاماً .. ولو كان ذلك على حساب البلاد والعباد .. فهذا كله غير مهم .. المهم دوام وسلامة العرش وسلامة خصائص ومقتطعات العائلة أو الفئة الحاكمة .. وليكن بعدها ما يكون!
هذه الأنظمة ليس لها رصيد على مستوى شعوبها يحميها .. لأن التصالح مع الشعوب ليس من سياستها واستراتيجيتها .. وليس لها قوة عسكرية معتبرة تعتمد عليها مستقلة عن الدعم الخارجي في صد أي عدوانٍ خارجي .. فكل منهم يقول بلسان حاله: بيوتنا عورة .. وقصورنا من زجاج لا تتحمل أي حرب أو مواجهة .. لذا نجدهم يسعون في مرضاة القوي الأجنبي .. ولو كان ذلك على حساب أمن وسلامة البلاد والعباد .. ونراهم يخشون كل قذيفة أو صاروخ يعلو سماء بلادهم .. خشية أن تُصاب قصورهم فتتهمَّش أبنيتها الزجاجية!
وهم مع ذلك شغلوا شعوبهم بكل ما يؤدي إلى تخديرهم وإفسادهم .. وتحللهم أخلاقياً .. وتجهيلهم .. وصدهم عن دين الله ليأمنوا ثأر الشعوب لحقوقهم وحرماتهم ودينهم وعزتهم وثرواتهم.. ومن يستعصي عليهم من الناس؛ فلا يأتي معهم من خلال هذا الطريق؛ طريق التحلل والفساد .. والإغواء .. والإغراء .. أتوا به عن طريق الإرهاب والقتل والسجن والتعذيب .. وتكميم الأفواه .. وحرمانه من حقوقه المدنية المعروفة!
هذا هو واقع جميع الأطراف المعنية من موضوع مقالنا هذا .. بعد أن عرفناه سهل علينا ـ بإذن الله ـ أن نجيب عن السؤال الوارد أعلاه: كيف نفهم ونفسر هذا التجاذب والتذبذب في العلاقات الأمريكية الغربية من جهة، والإيرانية من جهة ثانية .. وكذلك هذا التذبذب في التقارب العربي الإيراني؟
أما الجواب عن السؤال الأول فأقول: أمريكا ومعها حلفائها من دول الغرب يريدون ضرب إيران وممارسة مزيد من الضغط عليها، ولا يريدون .. كيف؟! يريدون ضرب إيران وممارسة مزيد من الضغط عليها، لوجوه:
منها: خوفهم من مشروع إيران العسكري والنووي المتطور .. ومن طموحاتها العسكرية الزائدة .. ومن أن ينعكس ذلك يوماً من الأيام ـ وفي ظرف من الظروف لم يُحسب له حسابه ـ على أمن وسلامة إسرائيل التي تستطيع الإطاحة بأي رئيس غربي أو شرقي عن منصبه إن لم يعمل على حمايتها .. وقد ذكرنا من قبل أن أمن إسرائيل خط أحمر لا يقبل المجتمع الدولي الإقتراب منه .
ومنها: خوفهم من تزايد طموحات إيران في المنطقة التي بدأت تتصادم مع بعض مصالحهم وسياساتهم في المنطقة .. كما الموقف في لبنان .. حيث أصبح اختيار رئيس لبنان بيد إيران .. وليس بيد الشعب اللبناني أو حتى المجتمع الدولي .. مستغلة نفوذها القوي عن طريق حزبهم الرافضي " حزب الله "، وكذلك منظمة أمل الشيعية الرافضية التي لا تخفي ولاءها لآيات قم وطهران ولحزب الأسد النصيري!
ومنها: رغبة المجتمع الدولي في إحداث نوع توازن في القوى في المنطقة .. بحيث لا تتضخم قوة طرف على حساب قوة الأطراف الأخرى في المنطقة وبشكل كبير .. والذي بدوره قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على أمن المنطقة، وبخاصة منها الخليجية .. وحتى لا تدخل دول المنطقة الضعيفة ـ جرياً وراء القوي الذي يحميها أو لا يؤذيها ـ في ولاءات متعددة متضاربة لا ترضاها أمريكا .. وتتنافى مع مصالح المجتمع الدولي الغربي في المنطقة!
فبعض الدول العربية وبخاصة منها الخليجية تُظهر ـ على استحياء ووجل وتردد ـ نوع تخوف من تضخم المشروع العسكري النووي في إيران ،وأمريكا ومعها الدول الغربية لا بد من أن يُظهروا نوعاً من الإهتمام لما تتخوف منه تلك الدول التابعة لها!
هذه هي الأوجه التي تحمل أمريكا ومعها دول الغرب على التفكير بممارسة مزيد من الضغط على إيران وإلى درجة التلويح إلى اللجوء إلى الخيار العسكري.أمَّاأنهم لا يريدون ضرب إيران، ولا أن يُمارسوا عليها مزيداً من الضغط .. ذلك للأوجه التالية:
منها: أن إيران حليف وفي لأمريكا ودول الغرب .. عندما تكون الهجمة باتجاه العالم المسلم السني .. كما حصل في العراق وأفغانستان .. ولو اضطروا إلى غزو منطقة سنية أخرى فسيجدونها بجوارهم .. لذا ليس من الحكمة التفريط بهكذا حليف بسهولة .. ومن دون دراسة العواقب والنتائج!
ومنها: أن إيران بتركيبتها الطائفيةعنصر توتر في المنطقة .. وهو مما يستدعي من دول المنطقة الضعيفة أن ترمي بنفسها وثرواتها وقرارها السياسي .. في حضن أمريكا ودول الغرب .. ليحموها من البعبع الإيراني .. ومن طموحاته التوسعية .. طيلة فترة التوتر .. وفي ذلك مكسب ظاهر لأمريكا .. لذا من صالحها أن تبقي على عنصر التوتر هذا .. وأن تُطيل من أمده .. ليستمر الابتزاز .. ويستمر وجود القواعد الأمريكية العسكرية في المنطقة
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس