7- في
في: لها سبعةُ مَعانٍ:
أ- الظرفيّةُ، حقيقيّةً كانت، نحو: (الماءُ في الكوز. سرتُ في النّهار). وقد اجتمعت الظرفيّتانِ: الزمانيّة والمكانيّةُ في قولهِ تعالى: {غُلبتِ الرُّومُ في أَدنى الأرض. وهم مِن بَعْدِ غَلَبِهمَ سَيَغلِبونَ في بِضعِ سنينَ}، أَو مجازيَّةً، كقوله سبحانه: {ولَكُم في رسول اللهِ أُسوةٌ حسنةٌ}، وقولهِ: {ولَكُم في القصاصِ حياةٌ}.
ب- السببيّة: والتّعليلُ، كقولهِ تعالى: {لَمَسّكم فيما أَفضتُم فيه عذابٌ عظيم} أي: بسبب ما أَفضتم فيه. ومنه الحديثُ: (دخلتِ امرأَةٌ النارَ في هِرَّةٍ حَبَستها) أي: بسبب هِرَّةٍ.
ج- معنى (معَ) كقولهِ تعالى: {قال: ادخلوا في أمَمٍ قد خَلَت من قبلكم} أي: مَعَهم.
د- الاستعلاءُ - بمعنى: (عَلى) - كقولهِ تعالى: {لأصلبنّكُم في جُذوعِ النّخلِ}، أي: عليها.
هـ- المُقايَسةُ - وهيَ الواقعةُ بينَ مفضولٍ سابقٍ وفاضلٍ لاحقٍ، كقولهِ تعالى: {فما مَتاعُ الدنيا في الآخرةِ إلا قليلٌ}، أي: بالقياس على الآخرة والنسبة إليها.
و- معنى الباءِ، التي للالصاقِ، كقول الشاعر:
ويَرْكَبُ يَوْمَ الرَّوْعِ مِنَّا فَوارِسٌ
بَصيرُونَ في طَعْنِ الأَباهِرِ والْكُلى
أي: بصيرونَ بطعنِ الأباهر.
[الأباهر: جمع أبهر: وهو عِرق إذا انقطع مات صاحبه. وهما أبهران يخرجان من القلب ثم يتشعب منهما سائر الشرايين. والكلى: جمع كلية. فإن كتبتها بالألف فهي جمع كلوة وكلاهما واحد]
ز- معنى (إلى) كقولهِ تعالى: {فَرَدُّوا أيديَهم في أفواههم}.
8- الكاف
الكافُ: لها أَربعةُ معانٍ:
أ- التشبيهُ، وهو الأصلُ فيها، نحو: (عليٌّ كالأسد).
ب- التّعليلُ، كقوله تعالى: {واذكرُوهُ كما هداكم}، أَي: لهدايتهِ إيّاكم. وجعلوا منه قوله تعالى: {وَيْ كأنّهُ لا يُفلحُ الكافرون!}. أَي: أعجبُ أَو تَعجّبْ لعَدم فلاحهم.
فالكافُ: حرف جر بمعنى اللام، وأنَّ: هي الناصبةُ الرافعة.
ج- معنى (على) نحو: (كُنْ كما أَنتَ)، أَي: كُن ثابتاً على ما أنت عليه.
د- التّوكيدُ - وهي الزائدةُ في الإعراب - كقولهِ تعالى: {ليس كمِثلهِ شيءٌ}،
أي: ليس مِثلهُ شيءٌ، وقولِ الرَّاجز يَصفُ خيلاً ضوامرَ: (لَواحِقُ الأقرابِ، فيها كالمقَق).
[الأقراب: الخواصر. مفردها قُرُبْ بضمتين فسكون. والمقق بفتح الميم والقاف: الطول الفاحش مع رقة]
واعلم أَنَّ الكاف قد تأتي اسماً بمعنى (مِثلٍ)، كقول الشاعر:
أَتَنتَهونَ؟ وَلَنْ يَنْهى ذّوي شَطَطٍ
كَالطَّعْنِ يَذْهَبُ فيهِ الزَّيتُ والفُتُلُ
وقول الراجز:
(يّضْحَكْنَ عَنْ أسنان كَالبَرَدِ المُنْهَمِّ)
ومنهُ قول المُتنبي:
وَما قَتَلَ الأَحرارَ كَالْعَفْوِ عَيْنُهمْ
ومَنْ لَكَ بالحُرِّ الَّذِي يَحْفَظُ الْيَدا
__________________
ابن حوران
|