عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-06-2013, 01:44 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,033
إفتراضي حكم الاشاعات فى الاسلام

حكم الاشاعات فى الاسلام
الاشاعة هى اطلاق خبر بين مجموعة من الناس تنقله لمجموعات أخرى لهدف فى نفس مطلق الاشاعة قد يكون هدفا شريرا وهو الأكثر شيوعا وقد يكون هدفا نبيلا وهو وهو الأقل تواجدا.
وللاشاعات قواعد فى القرآن:
القاعدة الأولى :
حكم الاشاعة صحيحة أو خاطئة هو أن سامعها أو من تصل له لابد أن يتبين والمراد يفكر فى صحة الخبر مصداق لقوله تعالى بسورة الحجرات:
"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"
وسبب التبين هو ألا يندفع سامع الخبر إلى ارتكاب جهالة أى خطيئة مثل قتل برىء أو جرح برىء أو تخريب مكان ما وبعد أن يرتكب الجهالة يندم ويتحسر على الجهالة وهى الاثم الذى ارتكبه وفى هذا قال تعالى بسورة الحجرات :
" أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين "
ونلاحظ أن صاحب الخبر الذى يجب التبين منه هو الفاسق والمراد الكافر وهو قوله فى أول الآية "إن جاءكم فاسق " لأن المسلم لا يطلق خبرا غير صحيح لأنه لو أطلقه لا يكون مسلما وإنما كافرا ساعة فعلته لأن من صفات المسلمين اجتناب قول الزور كما فى قوله تعالى بسورة الحج " واجتنبوا قول الزور" وقوله فى سورة الفرقان ""والذين لا يشهدون الزور "
وقد كرر الله أمر التبين فى الحرب فكل من يلقى السلام والمراد يعلن أنه مسلم على المؤمنين ألا يقاتلوه لأنهم فى تلك الساعة يكذبونه من أجل غرض دنيوى هو عرض أى متاع الدنيا وفى هذا قال تعالى بسورة النساء :
"يا أيها الذين أمنوا إذا ضربتم فى سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا"
فهنا يخاطب الله المؤمنين طالبا منهم التبين وهو التثبت من المعلومات إذا ضربوا فى سبيل الله والمراد إذا خرجوا للجهاد لنصر دين الله قبل أن يحاربوا حتى لا يصيبوا قوما مسلمين دون أن يدروا ،وينهى الله المؤمنين أن يقولوا :لست مؤمنا أى مصدقا بحكم الله وذلك لمن ألقى لهم السلام والمراد لمن أعلن لهم إسلامه لأنهم إن فعلوا هذا فهم يبتغون عرض الحياة الدنيا والمراد فهم يريدون من خلف قتل المؤمن متاع الحياة الأولى وهو مال الرجل ،ويبين لهم أن عنده مغانم كثيرة والمراد أن لديه منافع كبيرة لمن يطيع حكمه ويبين لهم أنهم كانوا كذلك من قبل والمراد أنهم كانوا كفارا قبل إسلامهم فمن الله عليهم أى تفضل الله عليهم برحمته ،ويكرر لهم طلبه بأن يتبينوا أى يتثبتوا من المعلومات قبل حربهم أى قتلهم للناس ويبين لهم أنه خبير أى عليم بالذى يعملون أى يفعلون وسيحاسبهم عليه ومن ثم عليهم الحذر من مخالفته
والقاعدة الثالثة فى الاشاعات هو طلب الناس من مشيع الخبر المجىء بالشهود على صحة قوله وإلا اعتبر مفتريا يستحق عقوبة الافتراء وهو رمى الأبرياء والبريئات وهى ثمانين جلدة وترفض شهادته حتى يتوب من ذنب الافتراء كما قال تعالى بسورة النور
"والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم "
والقاعدة الرابعة أن مطلق الاشاعة بلا شهود كاذب وفى هذا قال تعالى بسورة النور :
"لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإن لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون "
والقاعدة الخامسة فى الاشاعات هى أن الناس يصدقون الاشاعات مؤمنين وغير مؤمنين وينقلونها بسهولة وكأنها ليست ذنبا عظيما وفى هذا قال تعالى بسورة النور :
"ولولا فضل الله عليكم ورحمته فى الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم "
ومن ثم محرم على سامع الاشاعة نقلها قبل تبين صحتها فإن تبين صحتها بالشهود والأدلة لا ذنب فى نقلها
والقاعدة السادسة هى تعذيب مطلق الاشاعة وهى الافك عن طريق تطبيق حد الافتراء عليه أولا فإن كانت الاشاعة قد أسفرت عن ارتكاب جرائم كالقتل أو الجرح أو التخريب أو ما شابه فإن مطلق الاشاعة يكون شريكا فى الجريمة فإن قتل أحد يقتل مطلق الاشاعة وإن جرح أحد يجرح مثله وإن خرب شىء يتشارك هو ومن خرب فى اصلاح الخراب وهكذا وفى هذا قال تعالى بسورة النور
"إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرىء منهم ما اكتسب من الإثم والذى تولى كبره منهم له عذاب عظيم "
القاعدة السابعة فى الاشاعات التى تتعلق بالسمعة ما لم تثبت بالقضاء ظن الخير فى المؤمن والمؤمن الذين تعلق بهم الخبر وقول : هذا إفك مبين وفى هذا قال تعالى بسورة النور :
"لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين "
القاعدة الثامنة هى أن رمى البرىء بالاشاعة صاحب الاشاعة يحتمل البهتان والمراد يكتب عليه ذنب الافتراء ويكون عليه الاثم وهو العقاب البين كما قال تعالى بسورة النساء "ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا"
القاعدة التاسعة هى أن الكفار والمنافقين هدف اشاعاتهم هى اضلال المسلمين لاضرارهم ومن ثم لا يجب تصديقهم كما قال تعالى بسورة النساء :
"ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شىء "
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس